مدونة د. اوان عبدالله محمود الفيضي


التطور التكنولوجي الرقمي للذكاء اللابيولوجي

د. اوان عبدالله محمود الفيضي | AWAN ABDULLAH MHMOOD ALFAIDHI a


12/02/2024 القراءات: 1798  


في مستهل الحديث لايمكن لاحد ان ينكر ماتوصل اليه العالم والمجتمعات من تطور تكنولوجي ورقمي فاصبحنا امام ذكاء لابيولوجي يحاكي الذكاءالبيولوجي البشري وقد يتجاوزه في بعض الاحيان فالمجتمعات عموماتشهد طفرة نوعية في ميدان التكنولوجياحيث اضحت هي المحرك الاساسي للحياة الاقتصادية والاجتماعية وكذا الحياة اليومية الخاصة للإنسان في عالم اليوم
وقد كان لهذاالتطور التكنولوجي الرقمي اثرا واسعا في المجتمعات فانتقل المجتمع بذلك الى حياة طابعها الكتروني والذي اخذ الذكاء المصطنع حيزا مهما فيه ولأنه في حالة تطور مستمر ومتواصل محققا بذلك نجاحات باهرة ممااستدعى اعادة النظر في كل منظومات المجتمع ومن كل النواحي اقتصاديا واجتماعياوامنيا وقانونياخاصة بخصوص المنظومة التشريعية التي يقع لزاماعلى المشرعين ضرورة صياغة التشريعات الحالية وجعلها تتماشى مع هذا العالم الرقمي فبعدماكان يعالج النشاطات الانسانية اصبح اليوم يصطدم بنشاطات تقوم بهاالبرمجيات والروبوتات الرقمية ذات الذكاء الاصطناعي مع العلم ان مفهوم الذكاء اللابيولوجي يكمن في البرمجيات داخل الرجل الآلي وماهذا الاخير الا الوسيلة المساعدة لتطبيق مفهوم هذه التقنية على ارض الواقع وهو بالحقيقة سلاح ذو حدين فبالرغم من مزاياه الفعالة في خدمة الانسانية الا ان الجرائم التي يتسبب بها في بعض الانشطة وما يقع عليها من تبعات قانونية والاخطاء التي تنجم عنه والمخاطر والاضرار التي تلحق بالمتعاملين معه يثير الكثير من العراقيل والمشاكل والصعوبات وبالذات فيما يتعلق بالمسؤولية المدنية والجزائية وعلى من تقع من الاشخاص فيما يخص عمل هذه البرامج
من هذا المنطلق نستنتج ان ليس كل انسان هو في طور التحول ليصبح آلة لا بل الاصح هو ان الآلة هي التي بصدد تطورها لتتحول الى انسان يحاكي السلوك الانساني المتميز بالذكاء وبناء على تلك المعطيات فلازالت التشريعات في مختلف بلاد العالم عاجزة عن تحديد نظام لهذه التقنية في المنظومة القانونية والجدل قائم مع وجود العديد من المحاولات لتحديد نظامها ومحلها في المنظومة القانونية خاصة اذاكانت مصدر للضرروذلك باقتراح ايجاد شخصية قانونية افتراضية لها وميكانيزم للمسؤولية التضامنية من دون خطأوغيرها من الاقتراحات فالطرح وارد في معظم التشريعات الحالية لذلك لابد من تحديد نظام خاص بها ويبقى النقاش قائم ومتواصل من جهة والتطور مستمر ومتواصل من جهة اخرى
ومن زاوية اخرى فلقد عرفت المجتمعات هذا التحول الرقمي العلمي التكنولوجي بظهور واستعمال الانترنت فاصبح ابرام العقود والمعاملات الالكترونية التي يتم فيها استخدام الوسائل الالكترونية في التعبير عن الارادة واصبحناامام حاسوب يقوم بنفس النشاطات التي يقوم بها الانسان من فهم وترجمة وتقييم فضلاعن انه ينشئ الشركات الكترونيا والتي من اسباب انتشارها التوسع في استعمال النقود البلاستيكية مثل الفيزا كارد وهذا هو التطور الذي صبغ العالم الحديث والذي لا مفر منه وللذكاء اللابيولوجي تسميات منها مايسمى بالأشخاص الافتراضية السابحة في العالم الافتراضي التي تمثل الانسان في هذا العالم الخيالي او مايعرف بالذكاء الآلي او مايعرف ايضا اليوم والاكثر استعمالا بالذكاء الاصطناعي أو مايسمى بالروبوتات الذكية كماويعد علم الذكاء اللابيولوجي من العلوم المهمة في الوقت الحاضر وذلك للأدوار المهمة التي تلعبها تطبيقاته في مختلف المجالات وذلك يرجع الى ما يتميز به من خصائص ومايحققه من اهداف وكذلك لتنوع تطبيقاته وكفاءة برامجه بحيث تمكنه من انجاز المهام الموكلة له بكفاءة اكبر من الانسان ولأنه ذاك العلم الذي يهتم بصنع آلات ذكية تتصرف كماهو متوقع من البشر ان يتصرف في اداء مهامه وبناء على ذلك فهو فن اختراع الآلات التي تستطيع تحقيق عمليات تتطلب الذكاء الانساني والتيار العلمي والتقني الذي يضم الطرق والنظريات والتقنيات التي تهدف الى انشاء آلات قادرة على محاكاة الذكاءواتخاذ القرارات المستقلة لذايهدف هذا العلم الى فهم طبيعة الذكاء الانساني عن طريق عمل برامج الحاسب الالي القادرة على محاكاة سلوك الانسان الذكي وهكذا فللذكاءاللابيولوجي سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وانماط عملها كالقدرة على التعلم والاستنتاج ولرد الفعل على اوضاع لم تبرمج في الآلة ولعل من المفيد ان نؤكد على سبب تسميته بالذكاء اللابيولوجي او بالذكاء الاصطناعي وليس التفكيرالاصطناعي فذلك يرجع الى انه لاخطر ممكن ان يتولد عن التطبيقات الذكية مهما كانت درجة ذكائها لأنها عديمة التفكير فهوحقل دراسة الذي يبحث في توضيح ومحاكاة السلوك الذكي بالجهودالمبذولة لتطوير نظم المعلومات المحوسبة وتعليم الالة بطريقة تستطيع معها ان تتصرف وتفكر بأسلوب تلقائي مماثل لتفكير البشر
ويمكنناان نستخلص من هذه القراءات انه لا يستطيع احد ان ينكر اهمية تدخل الذكاء اللابيولوجي بتقنياته المختلفة في شتى مجالات الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والعلميةفلا يخفى على احد اليوم ما وصلت اليه هذه التقنية فاضحت من اكثر المواضيع التي تستقطب والأكثر تغطية في جميع المجالات حيث يشهد الميدان دمقرطة واسعة نظرا لأسباب تكنولوجية متسارعة من جهة واسباب اقتصادية بحثية مفتعلة من طرف الشركات من جهة اخرى وبما تقوم به من مهام يعجز العقل البشري عن القيام بهاوبهذا تعد تطبيقات هذا الذكاء بما تمثله من اهمية عصب الحياة في الوقت الحاضر وذلك بما تتمتع به من خصائص وسمات من شانها ان تسهل على الانسان الكثير من الصعاب فتطبيقات الذكاء اللابيولوجي شيء ميكانيكي من إيجاد وصنع الإنسان المخترع المبدع الذكي المخلوق البيولوجي من الله سبحانه ولن يحل محل الإنسان في هذه المعمورة مهما طال الأمد فيبقى دائما وأبدا في خدمة الإنسان لأنه هو السيد وما الآلة إلا لخدمته لذلك قيل عنها أنهامجرد منافس وليس خليفة حيث انه في كل الاحوال لا يمكن ان تصبح انسانا ولله في خلقه شؤون والحمد لله رب العالمين


التطور التكنولوجي الرقمي للذكاء اللابيولوجي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع