مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


لولا ثلاث صلح الناس

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


25/07/2023 القراءات: 227  


لعمرك إن القبر خير لمن ... كان ذا يسر وعاد إلى عسر
وذكر ابن عبد البر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لولا ثلاث صلح الناس شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» وخطب الزبير بن العوام بالبصرة فقال: يا أيها الناس «إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يا زبير إن الله تعالى يقول: أنفق أنفق عليك، ولا توكي فيوكى عليك، وأوسع يوسع الله عليك، ولا تضيق فيضيق عليك، واعلم يا زبير أن الله يحب الإنفاق ولا يحب القتار ويحب السماح ولو على تمرة، ويحب الشجاعة ولو على قتل حية، أو عقرب، واعلم يا زبير أن لله فضول أموال سوى الأرزاق التي قسمها بين العباد
محتبسة عنده لا يعطي أحدا منها شيئا إلا من سأله من فضله، فسلوا الله من فضله» .
وقال علي - رضي الله عنه -: البخل جلباب المسكنة، وربما دخل السخي بسخائه الجنة.
وقال جعفر بن محمد قال الله عز وجل أنا جواد كريم، لا يجاورني في جنتي لئيم وقال إبراهيم بن أبي عبلة: سمعت أم البنين أخت عمر بن عبد العزيز تقول أف للبخل، والله لو كان طريقا ما سلكته، ولو ثوبا ما لبسته.
وقال سفيان بن عيينة: ما استقصى كريم قط. ألم تسمع إلى قول الله تعالى: {عرف بعضه وأعرض عن بعض} [التحريم: 3] التحريم قال بعضهم:
وإني لأرثي للكريم إذا غدا ... على طمع عند اللئيم يطالبه
وقال منصور الفقيه:
ما بالبخيل انتفاع ... والكلب ينفع أهله
فنزه الكلب عن أن ... ترى أخا البخل مثله
وقال ابن طاهر المقدسي الحافظ: دخلت على الشيخ أبي القاسم سعد بن علي وأنا ضيق الصدر من رجل من أهل شيراز لا أذكره - رحمه الله - فأخذت يده فقبلتها فقال لي ابتداء من غير أن أعلمه بما أنا فيه يا أبا الفضل: لا يضيق صدرك عندنا، في بلاد العجم مثل يضرب يقال: نخل أهوازي، وحماقة شيرازي، وكثرة كلام رازي.
وذكر ابن عبد البر وغيره عن الحسن أنه كان يقول: أصول الشر ثلاثة: الحرص، والحسد، والكبر، فالكبر منع إبليس من السجود لآدم، وبالحرص أخرج آدم من الجنة، والحسد حمل ابن آدم على قتل أخيه.
وروى الحاكم في تاريخه عن يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي قال:
السخاء، والكرم يغطي عيوب الدنيا، والآخرة بعد أن لا يلحقه بدعة قال حبيش بن مبشر الثقفي الفقيه وهو أخو جعفر بن مبشر المتكلم فعدت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، والناس متوافرون فأجمعوا أنهم لا يعرفون رجلا صالحا بخيلا.
وقال بشر بن الحارث الحافي - رحمه الله -: لا تزوج البخيل ولا تعامله ما أقبح القارئ أن يكون بخيلا، رواه الخلال في الأخلاق.
وقال ابن عبد البر في ترجمة أبي الأسود الدؤلي: كان ذا عقل ودين ولسان وبيان وفهم وذكاء وحزم غير أنه كان ينسب إلى البخل وهو داء دوي يقدح في المروءة انتهى كلامه ".
وقال حاتم الطائي لما بلغه قول المتلمس:
قليل المال تصلحه فيبقى ... ولا يبقى الكثير على الفساد
وحفظ المال خير من نفاد ... وعسف في البلاد بغير زاد
قال قطع الله لسانه حمل الناس على البخل فهلا قال:
فلا الجود يفني المال قبل فنائه ... ولا البخل في مال البخيل يزيد
فلا تلتمس ما لا يعيش مقترا ... لكل غد رزق يعود جديد
وقال حاتم أيضا:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
ألم تر أن المال غاد ورائح ... ويبقى من المال الأحاديث والذكر
وروى أحمد في المسند عن مروان بن معاوية الفزاري عن هلال بن سويد أبي المعلى عن أنس - رضي الله عنه - قال: «أهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طوائر ثلاث فأكل طائرا وأعطى خادمه طائرين فردهما عليه من الغد فقال
له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألم أنهك أن ترفع شيئا لغد؟ إن الله يأتي برزق كل غد» .
وقال يوسف بن الحسين الرازي الزاهد الصوفي للإمام أحمد حدثني فقال: ما تصنع بالحديث يا صوفي؟ فقلت: لا بد حدثني فحدثه هذا الحديث ورواه البخاري في الضعفاء في ترجمة هلال حرم أن يدخر رزق غد وقال: لا يتابع على حديثه. وعن أنس قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدخر شيئا لغد إسناده جيد ورواه الترمذي عن قتيبة عن جعفر بن سليمان عن ثابت عنه وقال: غريب وذكر أنه روي مرسلا قال ابن الجوزي في كشف المشكل فيما في الصحيحين من حديث عمر - رضي الله عنه -: «إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ نفقة سنة» قال فيه جواز ادخار قوت سنة ولا يقال هذا من طول الأمل لأن الإعداد للحاجة مستحسن شرعا وعقلا، وقد استأجر شعيب موسى - عليهما السلام - وفي هذا رد على جهلة المتزهدين في إخراجهم من يفعل هذا عن التوكل، فإن احتجوا بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدخر لغد فالجواب أنه كان عنده خلق من الفقراء فكان يؤثرهم انتهى كلامه.
وقال إسحاق بن هانئ سمعت أبا عبد الله يقول: قليل المال تصلحه البيت المتقدم وقال ابن عبد البر قال عمر بن الخطاب لا يقل مع الإصلاح شيء، ولا يبقى مع الفساد شيء.
وقال قيس بن عاصم الصحابي - رضي الله عنه - الجواد سيد قومه بني تميم الحليم الذي قال الأحنف بن قيس التميمي منه تعلمت الحلم قال لامرأته وقد تزوجها جديدا وأحضرت له طعاما قال لها: أين أكيلي فلم تدر ما يقول لها فأنشأ يقول:
إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلا فإني لست آكله وحدي
أخا طارقا أو جار بيت فإنني ... أخاف ملامات الأحاديث من بعدي
وإني لعبد الضيف من غير ذلة ... وما في إلا ذاك من شيمة العبد
فسمعه جار له وكان بخيلا فقال:
لبيني وبين المرء قيس بن عاصم ... بما قال بون في الفعال بعيد
وإنا لنجفو الضيف من غير قلة ... مخافة أن يغرى بنا فيعود


لولا ثلاث صلح الناس


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع