رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (184)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
08/06/2024 القراءات: 467
-دعاء لردِّ الضالة:
روى الإمام البيهقي في كتابه «الدعوات الكبير» (2/ 188) بسنده إلى: «عمر بن كثير بن أفلح، قال: سُئل ابن عمر عن الضالة، فقال: يتوضأ، ويصلي ركعتين، ثم يتشهد، ثم يقول: اللهم رادَّ الضالة، هادي الضالة، تهدي مِن الضلالة، ردَّ عليَّ ضالتي، بعزتك وسلطانك، فإنها مِنْ فضلك وعطائك.
هذا موقوف وهو حسن».
وأورد هذا ابنُ القيم في «الوابل الصيب» (ص: 143)، ثم قال: «وقد قيل: إن مَنْ ضاع له شيء فقال: يا جامعَ الناس ليوم لا ريب فيه ردَّ علي ضالتي. ردَّها الله تعالى عليه».
***
-كتاب في ثلاثين سنة:
قال السيوطي في آخر كتابه "النُّكت على الألفية، والكافية، والشافية، ونزهة الطرف، وشذور الذهب":
"إنَّ شروعي فيه كان في سنة سبع وستين وثماني مئة، فكتبتُ منه كراسة واحدة إلى أثناء المعرب والمبني.
ثم فتر العزم عنه إلى سنة ست وسبعين فكتبتُ منه من حروف الجر إلى آخر عطف البيان.
ثم فتر العزم عنه إلى سنة خمس وثمانين فكتبتُ منه من أوائله إلى حروف الجر، فاتصلتْ القطع المكتوبة مِن أول الكتاب إلى العطف، ومِن حينئذ كتبَه الناسُ وسافروا به إلى البلاد الشامية والحجازية وغيرها.
ثم فتر العزم عنه، فلما كان في رمضان سنة خمس وتسعين شرح اللهُ صدري لإكماله فأخذتُ في ذلك، وانتهى فراغُه يوم الخميس تاسع شوال من السنة المذكورة، وقلت:
ألا أيها النحويُّ هذا مؤلَّفٌ ... يُعينك مهما تُقرئ الناس أو تُملي
ثلاثين عامًا ظلتُ أرقبُ جمعَه ... وأجمعُ فيه ما تفرَّقَ في النقلِ
يحرِّرُ كتبًا عمَّ في الناس نفعُها ... وسارتْ بها الركبانُ في الوعر والسهلِ
يقيِّد إطلاقًا ويُوضِحُ مبهمًا ... ويفتحُ إغلاقًا لِمَنْ كان في قُفلِ
وكم فيه مِنْ نقلٍ غريبٍ وجودُه ... يعزُّ على مَنْ رام إلا على مثلي
فدونَك تأليفًا مفيدًا محرَّرًا ... من الناس لم يسمحْ به أحدٌ قبلي
ولله كلُّ الحمد ثم صلاتُه ... وتسليمُه الوافي على خاتم الرُّسْلِ".
نقلتُ هذا من نسخةٍ في وزارة الأوقاف المصرية، تمتْ كتابتها في (26) من المحرم سنة (983)، كتبها سليمان بن علي بن حسن البحيري المالكي، وفُهرستْ خطأ باسم "النكت البديعات على الموضوعات"! والموجود منها الجزء الثاني، وعدد أوراقه (105)، والصفحة الأولى مضافة بخط آخر جديد. وهذه النسخة منقولة مِن نسخةٍ قوبلتْ بأصل المؤلِّف، وتمت المقابلة في ثالث شعبان سنة (900) كما نقل الناسخ البحيري في عدد من المواضع وفي آخر نسخته.
وكنتُ رجعتُ إلى النسخة التي حقَّقها الأستاذ فاخر جبر مطر في كلية الآداب بجامعة بغداد (1403-1983)، وقد اعتمدَ على عدة نسخ، منها نسخةٌ نُقلتْ من خط المؤلِّف وتم تعليقها في اليوم الثالث عشر من شعبان سنة (896).
***
-من أخطاء كشف الظنون:
قال حاجي خليفة في «كشف الظنون» (2/ 1977)، (7/ 472 ط الفرقان):
«النكت على الألفية، والكافية، والشافية، ونزهة الطرف، وشذور الذهب للسيوطي. في مؤلَّفٍ واحدٍ. ذكره في (فهرست مؤلفاته) في فنِّ النحو. أوَّله: (أما بعد، حمدًا لله على نعمه الكافية … الخ). ذكر فيه أنه أشار فيه إلى مقاصد شرحه للألفية. وأتمه بمكة المكرمة، في رمضان، سنة 895».
أقول: هنا ثلاثة أخطاء:
الأول: رسم "أما بعد، حمدًا لله" هكذا، والصواب: "أما بعدَ حمدِ الله"، وتتمةُ السياق: "أما بعد حمد الله على نعمه الكافية، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خلاصة بني عدنان وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان ... فهذه نكات حررَّتُها على كتب في علم العربية عم النفع بها وكثر تداولها وهي...".
الثاني: قوله: أتمّه بمكة" لا دليل عليه، وليس فيما رأيتُه من النسخ أو ما نُقل عنها -ولاسيما النسخة المنقولة من خط السيوطي- أن السيوطي أتم تأليف هذا الكتاب في مكة.
الثالث: قوله: "في رمضان" خطأ كذلك؛ فإنه أتمه في شوال من السنة المذكورة، إنما بدأ في إكماله في رمضان، فلتُصحح هذه الأخطاء الثلاثة.
***
-ابن الجوزي يرى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم:
قال رحمه الله في "أحد كتبه": "وما زلتُ أسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ طولَ العمر، وأكثرُ مرادي من العمر حصول العلوم.
وإني رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامي فصافحني فقلتُ: يا رسول الله سل اللهَ أن يُطيل عمري في الدنيا، وإذا نقلني ينقلني بلا ذنبٍ، فتبسم حتى بدت نواجذه فظننتُ التبسم جوابًا.
ثم رأيتُ في المنام شخصين وقفا عليَّ فقال لي أحدُهما: لا تظنن أن عمرك كما يقول الناس مئة وعشرون سنة، بل عمرك مئة وخمسٌ وثلاثون سنة، فقوّى هذا المنامُ قلبي، وقلتُ لعلها بشارة بالتطويل إذا لم يصح عين الموعود به، والله الموفق".
***
-مراحل العمر:
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله:
"اعلمْ أن الأسنان أربعة: سن الصبا، وسن الشباب، وسن الكهولة، وسن الشيخوخة.
فسن الصبا إلى خمس عشرة سنة، وفيه دوام النمو.
وسن الشباب هو الذي يكمل فيه النمو ويبتدي عقبيه الانحطاط، ومنتهاه في أغلب الأحوال خمس وثلاثون سنة.
وسن الكهولة هو السن الذي يبين فيه الانحطاط والنقصان مع بقاءٍ من القوة، ومنتهاه في أكثر الأحوال ستون سنة.
وسن المشايخ هو السن الذي قد ظهر فيه الانحطاط وبانَ الضعفُ في القوة، وهو من حد الستين إلى آخر العمر".
***
-مدار حلقتي: "العمر الطويل والعمر العريض" في برنامج "مساحات":
1. ما معنى العمر في اللغة؟
2. ما المقصودُ مِنْ هذه المقابلة بين العمر الطويل والعمر العريض؟
3. هل في حبِّ الحياة إشكالٌ؟
4. هل ورد عن الأنبياء شيءٌ في مسألة الرغبة في البقاء؟
5. هل لطول العمر فضلٌ في الشريعة؟
6. هل في حياة الصحابة الكرام أخبارٌ عن طول العمر وتمنّي ذلك؟
7. ما معنى الحديث: مَنْ أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءَه؟
8. ما هو موقعُ طول العمر في الإسلام؟
9. هل يجوز الدعاءُ بطول العمر؟
10. هل في المكتبة الإسلامية مؤلَّفاتٌ خاصةٌ في هذه القضية؟
11. ما هو أرذلُ العمر، وهل يدلُّ هذا على ذمِّ التعمير؟
12. هل هناك صَلاةٌ معينةٌ لطول العمر؟
13. نعودُ إلى العمر العريض هل مِنْ كلمةٍ بخصوصهِ؟
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة