مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


حل أزمة المستضعفين

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


15/03/2023 القراءات: 298  


حل أزمة المستضعفين

وأبى المسلمون عقب صلح الحديبية أن يردوا المؤمنات المهاجرات بدينهن إلى أوليائهن ، فقد هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط فى تلك المدة فخرج أخواها حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسألانه أن يردها عليهما بالعهد الذي بينه وبين قريش فى الحديبية

فرفض الرسول عليه الصلاة والسلام طلبهم ، بدليل أن الكلمة التي كتبت في المعاهدة بصدد هذا البند هي‏:‏ ‏(‏وعلى أنه لا يأتيك منا رجل، وإن كان على دينك إلا رددته علينا‏)‏ ، فلم تدخل النساء في العقد ، وأنزل الله تعالى في ذلك‏:‏ ‏
{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ‏}‏، حتى بلغ ‏{‏بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ‏}‏ ‏[‏الممتحنة‏:‏ 10‏]‏


فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتحنهن بقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا‏.‌‏.‌‏.‌‏}‏ ‏[‏الممتحنة‏:‏ 12‏]‏، فمن أقرت بهذه الشروط قال لها‏:‏ ‏(‏قد بايعتك‏)‏، ثم لم يكن يردهن‏.‏
وطلق المسلمون زوجاتهم الكافرات بهذا الحكم‏.‏ فطلق عمر رضي الله عنه يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، تزوج بإحداهما معاوية، وبالأخري صفوان بن أمية‏.‏


ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، واطمأن بها، جاءه رجل من المسلمين، ممن كان يعذب في مكة، وهو أبو بَصِير ، هاجر إلى المدينة يبغي المقام فيها مع المسلمين ، فأرسلوا في طلبه رجلين، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ العهد الذي جعلت لنا‏.‏

فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا ذا الحُلَيْفَة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير رضي الله عنه لأحد الرجلين‏:‏ والله إني لأري سيفك هذا يا فلان جيداً، فاستله الآخر فقال‏:‏ أجل، والله إنه لجيد، لقد جَرَّبْتُ به ثم جَرَّبْتُ‏.
فقال أبو بصير‏:‏ أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه حتى برد‏ ( مات)‏

وفر الآخر حتى أتي المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه‏:‏ ‏(‏لقد رأى هذا ذعراً‏)‏، فلما انتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قُتِل صاحبي، وإني لمقتول ، فجاء أبو بصير وقال‏:‏ يا نبي الله، قد والله أوْفَي الله ذمتك، قد رددتني إليهم، ثم أنجاني الله منهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ويل أمه، مِسْعَر حَرْبٍ لو كان له أحد‏)‏، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم

فخرج حتى نزل "العيص " على ساحل البحر، بطريق قريش التى كانوا يسيرون عليها أثناء ذهابهم إلى الشام ، وبلغ المسلمين الذين كانوا مستضعفين بمكة مافعل ، فانفلت منهم أبو جندل بن سهيل، فلحق بأبي بصير، و جعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة‏.‏ فو الله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها، فقتلوهم وأخذوا أموالهم‏.‏ فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم أن يؤوي من أتاه منهم فلا حاجة لها بهم ، وأن من أتاه فهو آمن، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فقدموا عليه المدينة‏ ، وهكذا جعل الله مخرجا وفرجا للمستصعفين وتنازلت قريش عن الشرط الذي أملته تعنتا وقبله المسلمون كارهين

وفي سنة 7 من الهجرة بعد هذا الصلح أسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، ولما حضروا عند النبـي صلى الله عليه وسلم قـال‏:‏ ‏(‏إن مكـة قد ألقت إلينا أفلاذ كبدها‏)‌‏.


حل أزمة المستضعفين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع