مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
سلسلة السيرة النبوية 🔻 الهجرة الأولى إلي الحبشة
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
07/02/2023 القراءات: 686
سلسلة السيرة النبوية
🔻 الهجرة الأولى إلي الحبشة
اشتد إيذاء المشركين للمسلمين وخصوصا الضعفاء منهم ، ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يصيب أصحابه من البلاء، وما هو فيه من العافية، بمكانه من الله عز وجل، ومن عمه أبي طالب، وأنه لا يقدر على أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء.
قال لهم: ((لو خرجتم إلى أرض الحبشة؟ فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد، وهي - أرض صدق - حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه)) صححه الألباني
فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة، وفراراً إلى الله بدينهم ، فكانت أول هجرة في الإسلام، وكان أول من خرج من المسلمين عثمان بن عفان، وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعنْ أنس بن مالك رضي الله عنه قالَ : خَرَجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَمَعَهُ رُقَيَّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاحْتَبَسَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرُهُمْ ، وَكَانَ يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ عَنْهُمُ الْخَبَرَ ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَخْبَرَتْهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ عُثْمَانَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ " رواه الامام أحمد
وكان خروجهم إلي الحبشة في شهر رجب من سنة خمس من البعثة ، وكان تسللا في الخفاء ، حتى لا تعلم قريش بالأمر فتحبطه ، ولم يبدأ على نطاق واسع ، بل كان الفوج الأول مكون من بضع أسر منهم كما ذكرنا عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونفر آخر من المهاجربن قيل أن عددهم بلغ أحد عشر رجلا وأربع نسوة ، وخرجوا جميعا إلي البحر مابين ماش وراكب ، وقيض الله لهم سفينة استأجروها فأبحرت بهم إلي الحبشة ، ولما علمت قريش خرجت في آثارهم إلي الشاطئ ، ولكنهم كانوا قد انطلقوا آمنين ، وكانت الهجرة اﻷولى إلى الحبشة
ونزلوا بخير دار إلي خير جار كما تروى السيدة أم سلمة رضى الله عنها ، وكانت ممن هاجر إلي الحبشة الهجرة اﻷولي فتقول :
"فنزلنا بخير دار إلى خير جار آمنين على ديننا، ولم نخش فيها ظلما "
فتح الباري
وممن خرج مهاجرا إلي الحبشة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ،حتى إذا بلغ برك الغماد (موضع على بعد خمس ليال من مكة ) لقيه ابن الدغنة فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟
فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في اﻷرض وأعبد ربي
قال ابن الدغنة : إن مثلك ﻻيخرج وﻻ يخرج ،فإنك تكسب المعدوم ،وتصل الرحم ،وتحمل الكل ،وتعين على نوائب الحق ،وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببﻻدك ، فرجع أبو بكر مع ابن الدغنة الذي أعلن في قريش جواره له
فوافقت على أن يعبد أبو بكر ربه في داره وﻻيستعلن، فمضى وقت على ذلك ثم أخذ أبو بكر يجهر بقراءة القرآن في فناء داره ،فيجتمع نساء وأبناء المشركين يعجبون وينظرون إليه ، وكان رجﻻ بكاء ﻻ يملك دمعه حين يقرأ القرآن
فأفزع ذلك قريشا ، وطلبوا من ابن الدغنة أن بكفه ،فخيره ابن الدغنة بين اﻹسرار بعبادته أو أن يرد علبه جواره ،فرد أبو بكر رضي الله عنه عليه جواره قائﻻ:
"إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله "
البخاري
وبقي رضي الله عنه بمكة إلى جوار رسول الله صلى الله عليه
وفي أعقاب الهجرة اﻷولى إلى الحبشة ،حدث أن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام ، فقرأ سورة النجم فسجد في موضع السجود وسجد كل من كان حاضرا من المشركين ، وشاع أن قريشا قد أسلمت
سلسلة السيرة النبوية 🔻 الهجرة الأولى إلي الحبشة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة