معادلة التمكين وأزمة العلماء العاملين
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
05/03/2024 القراءات: 443
أمتنا التي منيت بهزائم متوالية في مختلف الميادين لا تحتاج الآن إلى صلاح الدين أو غيره؛ لأن القائد ينحصر دوره في توظيف رأس المال البشري، فإذا لم يتوفر له ذلك فلن يصنع شيئا بمفرده، إنما تحتاج الأمة إلى المؤمنين، الذين يمثلون المادة الخام التي تتشكل منها رأس المال البشري الذي يبدع في مختلف الميادين، ويبرز منهم الآلاف من أمثال صلاح الدين وغيره، وغرس الإيمان في نفوس المسلمين يحتاج إلى دار الأرقم (وسائط التربية) التي شكلت النواة التي بدأ منها الإسلام، ودور الأرقم (التربية) تحتاج إلى علماء مصلحون.
قال تعالى : "هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ".
إذن معادلة النصر العام والشهود الحضاري هي:
مصلحون + منابر تربوية = مجتمع صالح في نفسه متصالح مع غيره.
ومن هذا المجتمع - الذي تتسم الكتلة الحرجة منه بالإيمان - يخرج الآلاف من أمثال: عمر، وخالد بن الوليد، وصلاح الدين، ونور الدين، .... إلخ.
ومن هذا المنطلق نعذر الحكام ونلوم العلماء، أما الحكام فلأنهم يواجهون نقص في البطانة الناصحة الصالحة، وحالهم كما قال عمر: اللهم إني أشكو إليك جَلَدَ الفاجر وعجز الثقة.
أما العلماء فقد ملئت الدنيا قلوبهم، وتركوا مهمتهم وضنوا بالنصيحة للحكام وتعليم العامة وانشغلوا بالمطاعم والمشارب والملابس والمناصب...
والخلاصة: أزمتنا هي أزمة تربية، والتربية تأزمت بغياب العلماء،.
نهضة، علماء، تعليم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع