مدونة محمد سلامة الغنيمي


إنتاج الأفكار وخض اللبن في معامل التعليم

محمد سلامة الغنيمي | Mohamed Salama Al-Ghonaimi


18/09/2023 القراءات: 561  


من المؤكد أن تنمية مهارات التفكير بأنواعه هو غاية التعليم ووظيفته الرئيسة؛ لأن التفكير هو الذي يرتقي بحياة الفرد المفكر والمجتمع الناهض، وبه يتميز الأفراد كما تتمايز المجتمعات به؛ لأن الحياة دائمة التغيير وما كان مناسبا في أمس قد لا يكون مناسبا لليوم، وما يكون مناسبا اليوم قد لا يكون مناسب للغد وهكذا، والتعليم الجيد هو الذي يعد الفرد للتكيف مع الحياة المتغيرة بالتفكير بكل أنواعه.
ويمكننا أن نقول أن المجتمعات الراقية التي تعيش في رفاه وسلام، هي التي تركز جهدها في تنمية مهارات التفكير لدى أفرادها من خلال التعليم، فكيف يتم ذلك؟!
تشبه عمليات التفكير خض اللبن، حيث تحتاج عمليات إنتاج الأفكار أو الزبد إلى:
١- توافر القدر الكافي من المعلومات والخبرات حول قضية التفكير، فإذا كان اللبن قليل الدسم فإن ما سنحصل عليه من زبد سيكون قليل، كذلك ستكون مخرجات عملية التفكير.
٢- الإمكانات الذهنية والقدرات والمهارات العملية التي تعالج المعارف والخبرات لإنتاج الأفكار، كما ينتج العامل الماهر بالخض الزبد من اللبن الدسم.
ومن هنا يتضح أن النهوض الحضاري للأمم يقوم على الجمع داخل أروقة التعليم بين نقل الخبرات وتنمية المهارات، كما أن المجتمعات المتكاسلة يقتصر تعليمها على نقل الخبرات فقط، أما المجتمعات الرائدة فإن تعليمها يجمع بين نقل الخبرات وتنمية القدرات العقلية لإنتاج أفكار جديدة تتوافق مع العالم المتغير.


تعليم، تربية، تفكير


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع