مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ (1).

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


19/12/2022 القراءات: 299  


وسأل أبا طالب أن يرده خوفا عليه من اليهود الحديث رواه ابن أبي شيبة وفيه أنه أقبل عليه الصلاة والسلام وعليه غمامة تظله . ثم خرج  مرة أخري ومعه ميسرة غلام خديجة في تجارة لها حتى بلغ سوق بصري وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة .
فنزل تحت ظل شجرة فقال نسطور الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي وكان ميسرة يري في الهاجرة ملكين يظلانه من الشمس فلما رجعوا إلي مكة ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها رأت رسول الله  وهو علي بعيره وملكان يظلانه ذكره أبو نعيم .
وتزوج رسول الله  خديجة بعد ذلك وكانت تحت أبي إهابة بن زرارة التميمي ثم تزوجها عتيق بن عائد المخزومي فولدت له هندا وكان لها حين تزوجها رسول الله  من العمر أربعون سنة فولدت له بنين وبنات وكل أولاده منها حاشا إبراهيم فإنه من مارية القبطية التي أهدها له المقوقس صاحب مصر .
فالذكور من ولده القاسم وبه كان يكني وهو أكبر ولده عاش أياما
يسيرة قبل النبوة وولد له غير إبراهيم والقاسم عبد الله وهو المسمي بالطيب والطاهر لأنه ولد بعد النبوة وأما إبراهيم فولد له بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبل موته عليه السلام بثلاثة أشهر يوم كسوف .
وأما بناته  فأربع زينب تحت أبي العاص بن الربيع وكانت خديجة خالته والثانية رقية تزوجها عثمان بن عفان وماتت بعد بدر بنحو ثلاثة أيام وزينب ماتت في حياة أبيها  والثالثة أم كلثوم وهي أصغر بناته كانت مملكة بعتبة بن أبي لهب فلم يدخل بها وطلقها فتزوجها عثمان رضي الله عنه فماتت عنده في حياة رسول الله  .
الرابعة فاطمة تزوجها علي بن أبي طالب فولدت له الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وابنا مات صغيرا اسمه المحسن وماتت فاطمة بعد رسول الله بستة شهور ، وخديجة أول امرأة تزوج بها وأول امرأة ماتت من نسائه وأمره جبريل أن يقرأ عليها السلام من ربها .
وهي أول امرأة آمنت به وعاضدته وناصرته علي أمره وكان لها منه المنزلة العإلية . ولم يرث  من والده شيئا بل ولد يتيما عائلا فاسترضع في بني سعد ولما بلغ مبلغا يمكنه أن يعمل عملا كان  يرعي الغنم مع إخوانه من الرضاع في البادية وكذلك لما رجع إلي مكة كان يرعاها لأهلها علي قراريط كما ذكر البخاري في صحيحه .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي  قال ما بعث الله نبيا إلا رعي الغنم فقال أصحابه وأنت فقال نعم كنت أرعاها علي قراريط لأهل مكة .
ولما شب لخديجة  كان يتجر وكان شريكه السائب بن أبي السائب وذهب بالتجارة لخديجة رضي الله عنها إلي الشام علي جعل يأخذه ولما شرفت خديجة بزواجه وكانت ذات يسار عمل في مالها وكان يأكل من نتيجة عمله وحقق الله ما امتن عليه به سورة الضحى بقوله جل ذكره : ﴿ ألم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى ﴾ بالإيواء والإغناء قبل النبوة والهداية بالنبوة هداه الله للكتاب والإيمان ودين إبراهيم عليه السلام ولم يكن يدري قبل ذلك قال تعالى : ﴿ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ﴾
وكان عليه الصلاة والسلام أحسن قومه خلقا وأصدقهم حديثا وأعظمهم أمانة وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال حتى كان أفضل قومه مروءة وأكرمهم مخالطة وأخيرهم جوارا وأعظمهم حلما وأصدقهم حديثا فسموه الأمين .
لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة الحميدة والفعال السديدة من الحلم والصبر والشكر والعدل والتواضع والعفة والجود والشجاعة والحياء حتى شهد له بذلك ألد أعدائه النضر بن الحارث من بني عبد الدار حيث يقول قد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثا وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغية الشيب وجاءكم بما جاءكم قلتم ساحر لا والله ما هو بساحر .
قال ذلك في معرض الاتفاق علي ما يقولونه للعرب الذين يحضرون الموسم حتى يكنوا متفقين علي ما يقولونه للعرب الذين يحضرون الموسم حتى يكونوا متفقين علي ما يقولونه ولما سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان قائلا هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال قال : لا . فقال هرقل : ما كان ليدع الكذب علي الناس ويكذب علي الله ورد ذلك في أول صحيح البخاري .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله وقد نقل الناس صفات النبي  الطاهرة الدالة علي كماله ونقلوا أخلاقه من حلمه وشجاعته وكرمه وزهده وغيره ونحن نذكر بعض ذلك :
ففي الصحيحين عن البراء بن عازب قال : كان رسول الله  أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير وعنه قال كان رسول الله  بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة إلي شحمة أذنيه علية حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه .
وفي البخاري وسئل البراء أكان رسول الله  مثل السيف ؟ قال : لا بل مثل القمر . وفي الصحيحين من حديث كعب بن مالك قال كان النبي  إذا سر استنار وجهه حتى كأنه فلقة قمر . وفي الصحيحين عن أنس بن مالك قال كان رسول الله  ضخم الرأس والقدمين ولم أر قبله ولا بعده مثله وكان بسيط الكفين ضخم اليدين وسئل عن شعره فقال كان شعرا رجلا ليس بالجعد ولا بالسبط بين أذنيه وعاتقه .
وفي الصحيحين عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله  ضليع الفم أشكل العينين منهوس وفسرهما ابن سماك بن حرب فقال واسع الفم طويل شق العين قليل لحم العقب .
وفي الصحيحين عن أنس بن مالك قال كان رسول الله  ليس بالطويل البائن ولا بالأبيض الأبهق ولا بالأدم ولا بالجعد ولا بالسبط .
وفي الصحيحين عنه قال كان رسول الله  أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ إذا مشي تكفأ وما مسست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله  وروي عن ابن عباس قال كان رسول الله  أبلج الثنيتين إذا تكلم رؤي النور يخرج من ثناياه .


ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ (1).


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع