مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو


نعمة التوفيق وعلاماته (2)

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


10/11/2024 القراءات: 132  


ومن علامات توفيق الله تعالى للإنسان أن يجعل الآخرة أكبر همه ومبلغ علمه، وهذا من نعم الله تعالى العظيمة، التي ينشرح بها الصدر وتطمئن بها النفس، ويجتمع بها الشمل؛ قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ، وجمعَ لَه شملَهُ، وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ، وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ له) [صحيح الترمذي].
ومن علامات التوفيق أن يوفقك الله تعالى لخدمة الناس والسعي لقضاء حوائجهم وتفريج كرباتهم، وبذل المعروف إليهم، وهذه نعمة لا تتيسر لكل أحد، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لخلقه، من خلال جاهه، أو من خلال ماله، أو من خلال منصبه، أو حتى بشفاعته لهم، فهذا من أحب الناس إلى الله تعالى، فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله! أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ فقال: أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا) [رواه الطبراني في معجمه الأوسط].
ومن علامات التوفيق أن يوفقك الله تعالى لسرعة التوبة والأوبة، فإذا أذنب العبد أو عصى وفقه الله تعالى لسرعة التوبة والرجوع إليه، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب محبوب إلى الله تعالى، يسعى في مرضاته، قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:31].
وأخيراً: قال شقيق بن إبراهيم رحمه الله تعالى: أُغلق باب التوفيق عن الخلق من ستة أشياء:
1) اشتغالهم بالنعمة عن شكرها.
2) رغبتهم بالعلم وتركهم العمل.
3) المسارعة إلى الذنب وتأخير التوبة.
4) الاغترار بصحبة الصالحين وترك الاقتداء بأفعالهم.
5) إدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها.
6) إقبال الآخرة عليهم وهم معرضون عنها.
اللَّهُمَّ مُنَّ علينا بتوفيقك، وارزقنا الْهُدَى والرَّشادَ وَالسَّدَادَ، وجَنِّبْنَا الخطأ والزلل والخلل والخذلان يا رَب العالمين.


التوفيق، علاماته، خدمة الناس، أنفعهم، سرعة التوبة، الاشتغال بالنعمة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع