مدونة أ د محمد مصطفى أحمد شعيب
بعض ما يستحب فعله قي رمضان
فضيلة الدكتور محمد مصطفى أحمد شعيب | Dr. Mohammed Mostafa Ahmed Shoaib
22/03/2025 القراءات: 15
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} نعم، أيامًا معدودات (تقليلًا لها) فهي أيامٌ يسيرةٌ قليلةٌ معدودةٌ تمرُّ بسرعةٍ، فما أن يبدأَ الشهرُ حتى يمرَّ وينتهي، وها نحنُ قد مضى من شهرنا ثُلُثَاه، ولم يتبقَ إلا الثُلث، فيَا مَنْ أحسنَ فيما مَضى استمرَّ على إحسانك، ويا منْ أساءَ فيما مَضى أحْسِنْ فيما بقي، يغفر لك ما مضى وما بقي، فالأعمال بالخواتيم.
مما يستحب في رمضان:
1- كثرة الصدقات، فهو شهر الجود والكرم، وقد (كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة) (متفق عليه). والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.
2- قيام الليل من أعظم العبادات في رمضان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه) (متفق عليه). وصلاة التراويح والتهجد فرصة عظيمة لزيادة القرب من الله، ونيل المغفرة والرحمة.
وقيامُ الليلِ ليس خاصًا برمضان، لكنه يُصلى جماعةً في ليالي رمضان، ولعلَّ هذا هو الذي يُميزُ رمضانَ عن غيره، وتُسمَّى صلاةُ الليلِ في رمضان بصلاةِ التراويح، والتراويحُ جمعُ ترويحةٍ، سُميتْ بذلك لأنهم كانوا أولَّ ما اجتمعوا عليها يستريحون بين كلِّ تسليمتين، وتعرفُ التراويحُ كذلك بقيامِ رمضان.
قال جل وعلا في فضل قيام الليل: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ}.
وقال سبحانه وتعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}.
وقال جل وعلا في وصف المتقين: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}.
وروى ابنُ حبانَ وابنُ خزيمةَ في صحيحهما عن أبي ذر أن النبي قال: (إِنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ).
3- تفطير الصائمين، فمن فطر صائمًا كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيء.
4- كثرة الذكر والدعاء، قال تعالى وسط آيات الصيام: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، وهذه الآية تشير إلى فضيلةِ الدعاءِ وأهميتِهِ لاسيما أثناءَ الصيام، فالصائمُ يرِقُّ قلبُه، وتزكو نفسُهُ، فيكونُ أقربَ لإجابةِ الدعاءِ مِن غَيرِهِ.
ولذا وردَ في الحديثِ الذي رواه ابنُ ماجه وغيرُهُ عن عبدِ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ) قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي.
وروى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ، حَتَّى يُفْطِرَ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ، يَرْفَعُهَا اللَّهُ دُونَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتُفْتَحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ: بِعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ).
وروى الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ) ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60] .
وروى الإمام أحمدُ والبخاريُّ في الأدبِ المفردِ وابنُ حبانَ وغيرُهُم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي).
وروى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (تَقُولِينَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي). وفي لفظ الترمذي: قالت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: (قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي).
5- كثرة تلاوة القرآن وتقدم بيانه تفصيلًا في المدونة السابقة.
6- صلة الرحم والإحسان إلى الأهل والأقارب، وهي سبب لطول العمر وزيادة الرزق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه) (متفق عليه).
7- الاعتمار في رمضان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (عمرة في رمضان تعدل حجة معي) (رواه البخاري ومسلم).
8- الاجتهاد في العشر الأواخر أكثر من غيره لأجل إدراك ليلة القدر، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه.
9- تعجيل الفطر وتأخير السحور، فعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور). رواه أحمد.
الصدقة، قيام الليل، الدعاء، العمرة، تلاوة القرآن، صلة الرحم
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع