مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(25)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


02/04/2023 القراءات: 342  


( فصل ) : ويبحث في :
1- ما ورد من الحث على الاجتهاد في العشر الأخير من رمضان ، والحث على القيام عموما .
2- ما ورد في فضل هذا العشر الأخير ، والحث على القيام عموما .
3 - ما ورد في ليلة القدر من الفضل وذكر علامتها .

1- ما ورد من الحث على الاجتهاد في العشر الأخيرة من رمضان :
يستحب الاجتهاد والحرص على مداومة القيام في العشر الأواخر من رمضان وإحياؤها بالعبادة واعتزال النساء وأمر الأهل بالاستكثار من الطاعة فيها ، لما ورد عن عائشة - رضي الله عنها - : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وشد المئزر ) . متفق عليه .
وعنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر منه مالا يجتهد في غيره ) . رواه مسلم .
وأخرج الطبراني من حديث علي - رضي الله عنه - : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة ) .
وفي الترمذي عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت : ( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه ) .
---
2- ما ورد في فضل هذا العشر الأخير :
عن أبى هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه » . رواه الجماعة إلا ابن ماجة .
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : « قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني » . رواه الترمذي .
قال ابن جرير : كانوا يستحبون أن يغتسل ، ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر .
وروي عن أنس - رضي الله عنه - أنه إذا كان ليلة أربع وعشرين اغتسل وتطيب ولبس حلة وأزرارا ورداء ، فإذا أصبح طواهما فلم يلبسهما إلى مثلها من قابل .
وقال حماد بن سلمة : كان ثابت وحميد يلبسان أحسن ثيابهما
ويتطيبان ويطيبان المسجد بالنضوح والدخنة في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر فيستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتطيب والتزين بالغسل والطيب واللباس الحسن كما شرع ذلك في الجمع والأعياد ، وكذلك يشرع أخذ الزينة من الثياب في سائر الصلوات ، قال الله تعالى : ﴿ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴾ .
وقال ابن عمر - رضي الله عنهما - : ( الله أحق أن يتزين له ) .
وروي عنه مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم : « ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزيين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى ، وتطهيره من أدناس الذنوب ، والله سبحانه لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم » .
فمن وقف بين يديه فليزين ظاهره باللباس ، وباطنه بلباس التقوى ، وقال الله تعالى : ﴿ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ﴾ .
عباد الله : إن عشركم هذا هو العشر الأخير ، وفيه الخيرات والأجور الكثيرة تكمل فيه الفضائل ، وتتم فيه المفاخر ، ويطلع على عباده الرب العظيم الغافر وينيلهم الثواب الجزيل الوافر فيه تزكو الأعمال وتنال الآمال ، وقد ذكر جل وعلا من محاسن أهل الإيمان ، أنهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾ ، قال : هي قيام العبد أول الليل .
وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « عجب ربنا من رجلين : رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي » . الحديث .
وقال الحسن ، ومجاهد ، ومالك ، والأوزاعي وغيرهم : ( إن المراد بالتجافي القيام لصلاة النوافل بالليل ) ، وفي آية سورة الذاريات أخبر جل وعلا أنهم كانوا ينامون القليل من الليل ويتهجدون معظمه قال تعالى : ﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ﴾ .
قال ابن عباس : ما تأتي عليهم ليلة يناموا حتى يصبحوا إلا يصلون فيها شيئا ، إما من أولها أو من أوسطها . وقال الحسن : كابدوا قيام الليل فلا يناموا من الليل إلا قليله .

والله أعلم ، وصلى الله على محمد وآله وسلم .
---


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(25)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع