رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (136)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
27/01/2024 القراءات: 497
توقيع على إجازة:
هذا ما كتبه الشيخ عبدالله سراج الدين على إجازة سيدي الوالد لي، رحمهما الله تعالى ورفع مقامهما في عليين:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأكمل التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين.
وبعد: فقد اطلعتُ على هذه الإجازة المباركة وتباركتُ بسندها، وأسأل الله تعالى أن يوفقنا ويوفق صاحبَ الإجازة ومَنْ أجازه إلى السير على طريق أهل الله تعالى وخاصته الذين اقتفوا أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومشوا وراءه، واستناروا بأنواره، واستفاضوا من أسراره، صلى الله عليه وآله وسلم، وتشرفوا تحت لواء حمده، وراية مجده، فهم نجومُ الهدى لمن اهتدى، أشرقتْ عليهم أنوارُه صلى الله عليه وآله وسلم، وانعكست فيهم آثارُه، جعلنا الله تعالى منهم، ومِن أحبابهم، ووفقنا للسير على مناهجهم بعونه وعافيته.
وصلى الله العظيم على سيدنا محمد في الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه والتابعين، وعلينا معهم أجمعين، وعلى والدينا ومشايخنا وسائر المسلمين، في كل لمحة ونفس عدد ما وسعه علمُ الله رب العالمين، آمين.
كتبه الفقير إلى الله تعالى
عبدالله سراج الدين
***
دعاء للأرحام:
مما ألهمنيه الله تعالى أن أدعو دائمًا هذه الدعوة: اللهم اغفر لي، ولوالديَّ، ولإخوتي وأخواتي، ولأجدادي وجداتي، وأعمامي وعماتي، وأخوالي وخالاتي، ولأرحامي، وذرياتهم، ولأسرتي وذريتي. يا أرحم الراحمين. وأنا أوصي بها.
***
عائلة الشيخ النبهاني:
كتبتْ أ. روعة شيخ محمد: كانت عائلة الشيخ يوسف النبهاني في دمشق منطقة الميدان... توفي آخر أبنائه قبل الأحداث بأعوام قليلة... وبقي الأحفاد... ونتيجة للحرب التي دارات في دمشق تهدمت دار النبهاني واندثر ما تبقى من كتب الشيخ يوسف النبهاني ومخطوطاته التي كانت موجودة في بيته... وهاجر الأحفاد إلى أمريكا والسويد... وتوجد هنا في تونس إحدى حفيداته وهي امرأة طيبة ولا نزكي على الله أحدًا تحفظ القرآن وتقريء الأخوات، ودائمًا تذكر جدها بخير وتذكر وصيته بأن ينشروا علمه وكتبه دون مقابل....فتوزع كل فترة كتب الشيخ وقد قرأنا معًا بعض كتبه... كرياض الجنة والأربعين حديث في البدع... رحمه الله تعالى.
قلت: سبحان الله! هل عاش آخر أبنائه الى هذا الوقت؟
فقالت: نعم سيدي، حفيدته في (62) من عمرها، عائلة طيبة... كانوا جيران الشيخ حبنكة رحمه الله تعالى، والأحفاد لهم أولاد.
***
أحايين لا أحانين:
جاء في «حسن التنبه لما ورد في التشبه» (9/ 284):
«روى الفريابي [في "صفة المنافق" (ص: 70)] عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه: إنه ليأتي على الرجل أحانين وما في جلده موضعُ إبرة من النفاق، وإنه ليأتي عليه أحانين وما في جلده موضعُ إبرة من إيمان".
كذا جاء: أحانين. والصواب: أحايين.
***
دعاء:
سمعتُ الشيخ عبدالله سراج الدين -في تسجيل- يدعو فكان من دعائه:
الله سبحانه وتعالى يعمر الديار، بالأسرار والأنوار، وطول الأعمار، ديارنا وديار الحضار. اللهم ورزق مدرار، ومحبة السيد المختار.
اللهم وعمل الأبرار، مع الحفظ والوقاية من الهموم والأكدار، وشر الأشرار.
ونسأل الله سبحانه وتعالى نعم عقبى الدار، مع السيد المختار.
برحمتك يا عزيز يا غفار.
***
السندي لا السندوبي:
جاء في مصادر كتاب "العرب: نشأتهم. أنسابهم. أزمانهم. آدابهم. وآراء المستشرقين حولهم" تأليف: د. أحمد الصغير آل تمام، دار الحكمة، لندن، ط1 (1443-2022م)، (ص: 378):
حصر الشارد في أسانيد محمد عابد / الشيخ عابد السندوبي الأيوبي...".
والصواب: السندي. وقد سبق إلى ذهن الطابع النسبة الموجودة في مصر: "السندوبي".
***
أسرعْ بإبلاغ العلم:
يقول شيخ البلاغيين أ د. محمد محمد أبو موسى في بعض دروسه:
"كنتُ أنا ومحمد إبراهيم البنّا - رحمه الله - عند الشيخ محمود شاكر، وذكرنا نصًّا، فلم نقع عليه، أو حصل بيننا خلافٌ حوله، ونسيتُ الأمرَ، ولمّا ذهبتُ في اليوم التالي للكليّة وجدتُّ رسولًا من الشيخ شاكر - اسمه منصور مهران - ومعه النص، فعجبتُ لماذا لم ينتظر الشيخ شاكر حتى موعد لقائنا الأسبوعي، فعلمتُ من لحظتها أنه إذا كان شيءٌ من العلم فيه خَفاء، وعلمتَه، فلابد أن تُسارع إلى تبليغِه حتى لا تدخلَ قبركَ ومعك علمٌ محبوسٌ، وهذه هي طرائق العلماء".
نقلًا عن د. عبدالرحمن قائد.
***
تخرجُ إلى الفلاحة من الغد:
حدثني الشيخ الدكتور بلال البحر مكاتبةً قال: "جلستُ اليوم عند حلاق فذكر لي أن امرأته سمعتْ في التلفزيون شيخًا يفتي بأنه ليس من حق الزوج عل زوجته أن تطبخ وتنظف بيته، وأنه وقع بينه وبين امرأته وحشة بسبب هذا.. وسأل كيف يقول العلماء هذا؟ وإن صح فمقابله أنه لا يجب على الرجل أن يطعمها ويكسوها فيبطل الزواج أصلًا؟!
فقلت له: إن هذا إنما خرج مخرج العرف في زمانهم حيث كان لهم من الجواري ما يخدمهم ويقوم مقام مهنة الزوجة في زماننا، ولا يصلح مثل هذا القول في أيامنا، فاطمأنَّ للجواب وسكن.
وأذكرُ أني سمعتُ شيخنا القاضي العمراني بصنعاء في درس "نيل الاوطار" يُنكر على بعض فقهاء الزيدية الإفتاء بهذا في زماننا، ويذكرُ أن هذا يختص بعرفهم، أو بامرأة تعودت الخدمة في بيت أبيها، فيتعين أن يجلب لها خادمة على قول مالك. ثم ذكر أنه كان بصنعاء فلاحٌ نذر أحد أولاده لطلب العلم وأخرجه من مساعدته في الفلاحة، ثم اتفق أن أول درسٍ حضره الولد في باب عشرة النساء من "شرح الأزهار" فذكر الفقيه هذه المسألة المنصوص عليها في مذهب الزيدية أنه ليس على المرأة خدمة زوجها، وليس عليها إلا أن تمكنه من نفسها. فلما عاد الولد حدث بذلك أمَّه فلم تطبخ ذلك اليوم ولا أعدت طعامًا، فلما عاد زوجها من الفلاحة سألها: لماذا لم تصنعي طعامًا؟ فقالت: في مذهب أهل البيت الأطهار ليس على المرأة الا أن تمكنه من نفسها، ولا تجب له خدمة عليها. فقال لها: مَن أخبرك هذا؟ قالت: ابنك نقلَه عن الفقيه، فقال لابنه: يا عاق والديك تخرجُ للفلاحة من الغد".
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة