رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (105)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
22/12/2023 القراءات: 437
اللغات في الأضحية:
"نشر أحدُ الإخوة صورةً لإعلانٍ كُتبَ فيه: (ضحايا للبيع)، ساخرًا من كاتب العبارة فيه؛ ظنًّا منه أن الصَّواب: (أضاحي للبيع) وليس (ضحايا للبيع)!
والمكتوب صحيح فصيح
● ففي (الأضحية) لغاتٌ ذكر منها الأصمعيُّ أربعًا:
1- أُضْحِيَّة (بضم الهمزة)، والجمع (أَضاحِيُّ) مثل: أُمسِيَّة وأَماسيّ، وأُمنِيَّة وأَمانيّ.
2- إِضْحِيَّة (بكسر الهمزة): والجمع (أَضاحِيُّ) أيضًا.
3- ضَحِيَّة: والجمع (ضَحايا)، مثل: عَطِيَّة وعَطايا، وقَضِيَّة وقَضايا.
4- أَضْحاة: والجمع (أَضْحَى) مثل: أَرْطَاة وأَرْطَى، ومنه (عِيدُ الأَضْحَى) أي عيد الأضاحي والضَّحايا.
وإنما سُمِّيت بذلك لأن الذَّبيحةَ في ذلك اليوم لا تكون إلا في وقت إشراق الشمس (وهو الضُّحَى).
قال الفيُّومي: هذا أصله، ثم كثُر حتى قيل (ضَحَّى) في أي وقت كان من أيام التشريق [أي في وقت الضُّحى أو غيره].
ويتعدَّى بالحرف فيُقال: (ضَحَّيْتُ بشاة).
انظر: (الصَّحاح) للجوهري، و(مقاييس اللغة) لابن فارس، و(المصباح المنير) للفيومي.
● وذكر غيرُه لغاتٍ أُخرى:
5- أُضْحِيَة (بضم الهمزة وتخفيف الياء)، والجمع (أَضاحٍ). ذكرها السَّرَقُسْطي في (الدَّلائل في غريب الحديث)، واللَّبْلي في (لباب تحفة المجد الصَّريح).
6- ضِحِيَّة (بكسر الضاد)، والجمع (ضَحايا). ذكرها اللِّحْياني في (النوادر)، واللَّبْلي.
7- إِضْحاة (بكسر الهمزة). ذكرها ابن التيَّاني، واللَّبْلي.
انظر: (لباب تحفة المجد الصَّريح في شرح كتاب الفصيح) للَّبْلي ص347- 348، و(عمدة القاري شرح صحيح البخاري) لبدر الدين العيني 21/ ١٤٤.
وقال الأخ الدكتور فيصل المنصور في (أُضْحِيَة) المخفَّفة:
والذي وقفتُ على تخفيف يائه من بناء (أُفْعُولة): (أُمْنِيَة) و(أُغْنِيَة)، فتكون (أُضْحِيَة) ثالثتَهما. وأجاز مجمع القاهرة القياسَ على ذلك نحو (أُمْسِيَة). من تغريدة له في (تويتر).
قلت: أمَّا الجمع (أَضاحِيّ) فيجوز فيه التخفيفُ (أَضاحٍ) قال أبو حاتِم: كلُّ ما جاء من هذا النَّحْوِ واحدُه مُشَدَّد، فلكَ فيه التشديدُ والتخفيفُ مثل: أَثافِيَّ، وأَغانِيَّ، وأَمانِيَّ، ونحوه. قال الأخفشُ: هذا كما يُقال في جمع (مِفْتاح): مَفاتيحُ ومَفاتِحُ.
انظر: (البحر المحيط) لأبي حيَّان، في كلامه على قوله تعالى: {ومِنهُم أُمِّيُّونَ لا يعلمُونَ الكِتابَ إلا أَمانيَّ} [البقرة: 78]. قرأ الجمهور: أمانيَّ (بالتشديد)، وقرأ أبو جعفر وغيرُه عن نافع، وهارون عن أبي عَمرو: أَمانيَ (بالتخفيف).
كتبه أيمن ذو الغنى ليلة العاشر من ذي الحِجَّة 1444".
***
أكل الخبز:
قال ابنُ أبي طي عن المؤلِّفات: "نأكلُ منها خبزًا".
وقال شيخُنا الشيخُ عبدالكريم المدرِّسُ: "الناسُ أكلةُ خبز".
وقال النديم في «الفهرست» (ص: 154) في ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول، الكاتب أحد البلغاء والشعراء الفصحاء: "كان اليه ديوان الرسائل في مدة جماعة من الخلفاء، وكان ظريفًا نبيلًا، قال أبو تمام: لولا أن همة إبراهيم سمت به إلى خدمة السلاطين لما ترك لشاعر خبزًا. يعني لجودة شعره».
وقيل لبشر الحافي: بأي شيء تأكل الخبز فقال: أذكر العافية فأجعلها إدامًا.
وقال أبو البركات الأنباري في «نزهة الألباء » (ص: 275): «كان المتعلمون يقصدون الفَصيحي إلى داره التي انتقل إليها، حدثني زين الدين الأعرابي بن عمر السهروردي الصوفي، [أنه] قال: داري بكراء، وخبزي بشراء، وقد جئتم تتدحرجون إليَّ! اذهبوا إلى ذلك الذي عُزلنا به».
ولبعضهم "كتاب الخبز": جاء في «الفهرست» (ص: 187):
«ابن الشاه الظاهري: أبو القاسم علي بن محمد بن الشاه الظاهري من ولد الشاه بن ميكال وكان أديبا طيبا مفاكها في نهاية الظرف والنظافة وله من الكتب: كتاب أخبار الغلمان، كتاب أخبار النساء، كتاب دعوة التجار، كتاب فخر المشط على المرأة، كتاب الرؤيا، كتاب الخبز».
وقال ابن يعيش في «شرح المفصل» (1/ 132): «سمّوا الخُبْز "جابرًا"، قالوا: لأنّه يجبر الجائعَ».
ومن شواهد النحو:
إذا ما الخُبْزُ تأدِمُهُ بلحمٍ … فذاكَ أمانَةَ اللَّهِ الثَّريدُ
***
أحمد شوقي بنبين وشغف البحث عن مقابر العلماء والأطباء والترحم عليهم:
في الساعة السابعة و(28) دقيقة من صباح اليوم ، خرج أستاذنا الدكتور أحمد شوقي بنبين مدير الخزانة الحسنية بالرباط، من فندق سفير بحي الدقي بالقاهرة، رفقة الأستاذ الدكتور محمد أحمد معبد عبدالكريم، في رحلة إلى قرية الرحمانية لزيارة قبر أبي الحسن علي بن أبي الحزم الخالدي المخزومي القرشي الدمشقي المعروف بابن النفيس المتوفى عام (687)، مكتشف الدورة الدموية الكبرى، ثم تحرك الأستاذ المفضال الكريم سيدي عبدالعاطي الشرقاوي حافظ المخطوط العربي، ولحقهما بالطريق، وتشرف بحملهما معًا في سيارته، من الطريق إلى قرية الرحمانية، إلى قبر ابن النفيس، ووصلوا في الساعة العاشرة والنصف تقريبًا، وجلسوا قرابة النصف ساعة هناك، وصلوا الضحى في مسجده، ورجع أستاذنا الدكتور أحمد شوقي بنبين إلى القاهرة، وأكمل الأستاذ عبدالعاطي الشرقاوي سفره إلى الإسكندرية.
ويبعد قبرُ ابن النفيس من القاهرة إلى قرية الرحمانية بالبحيرة، أكثر من (250) إلى (300) كيلومتر.
تحية إعزاز وتقدير وإكبار واحترام إلى الأستاذ الكريم سيدي الفاضل عبدالعاطي الشرقاوي حفظه الله ورعاه، على عنايته الكبيرة بأستاذنا الدكتور أحمد شوقي بنبين مدير الخزانة الحسنية بالرباط.
وكتب عبدالعزيز الساوري (22/ 12/ 2023م).
***
كتب للشيخ مرعي الكرمي وصلتْ بخطه:
1. أرواح الأشباح.
2. تحسين الطرق والوجوه.
3. سلوك الطريقة.
4. قلائد العقيان في فضائل آل عثمان. قال محققُه (ضمن "المجموع" 7: 406-407): "يغلبُ على الظن أنها بخط المؤلف". أقول: هي بخطه يقينًا.
5. القول المعروف.
6. الكلمات السنيات [البينات].
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة