فقدان الشغف وآثاره النفسية علينا
داليا محمد شافع | Dalia mohamed shafee
23/10/2022 القراءات: 786
“افعل الأشياء بحب أو لا تفعلها.” وهنا تكمن أهمية شعور الإنسان بالشغف تجاه الأشياء التي يفعلها مهما كانت صغيرة الشغف هو المحرّك الأساسي لكلّ شيء، وفقدانه يعني الإصابة بالخمول والكسل، لأنّ فقدانك للشغف يعني أن تفقد حماسك، وألّا يكون لديك دافعٌ لفعل أيّ شيء فالشغف هو الوقود الذي يُحرّكنا من الداخل، وهو الذي يدفعنا للتحدّي، وكلّ شيء نمارسه مرهونٌ بمدى شعورنا بالشغف تجاهه. فالموسيقى تتولّد نتيجة الشغف وكذلك القراءة والكتابة وطلب العلم وممارسة الرياضة الشغف أهم مما نتصوّر، لكن للأسف نشعر أحيانًا أننا نفقده، فيُصيبنا السكون في أعماقنا، ونعجز عن فعل أبسط الأشياء.
عندما نحظى بالشغف قد لا نستطيع النوم لأجل شيء نحبه، وقد لا نشعر بالتعب أبدًا في سبيل تحقيقه! لكن شغفنا يتأرجح أحيانًا ما بين مدٍ وجزر، وهذا أمر صحي وطبيعي، لكن من غير الطبيعي أن يختفي لفترة طويلة، خاصة إذا اقترن هذا الفقدان بشعور الإحباط أو الحزن.
من أسباب فقدان الشغف:
• فقدان المحفز الأساسي الذي يدعو للإنجاز، وتحوّل الشيء الذي يُمارسه الشخص إلى روتين أو نمط حياة يومي سواء في العمل أو في البيت أو ممارسة الرياضة أو الهوايات.
• عدم وجود هدف محدد ليتم التركيز على تنفيذه، أي فقدان البوصلة الداخلية التي تجعل الشخص يسعى لتنفيذ هدف ما.
• فقدان الشعور بالإنجاز، وتكرار الفشل، وعدم تقدير الغير لإنجازنا سواء المدير أو الأصدقاء أو الأهل.
• فقدان الشعور بالإلهام، وقد يكون بسبب فقدان الشخص الملهم في الحياة.
• الشعور بالملل أو التوتر أو الإرهاق الجسدي.
• الإرهاق العاطفي الذي يجعل الشخص يشعر بأنه مستنفذ عاطفيًا ولم يعد بإمكانه منح نفسه أو الآخرين أي شيء على المستوى النفسي أو العاطفي.
• عدم وجود إحساس بالإنجازات الشخصية، والشعور بعدم الثقة، وغياب المكافآت والتقدير.
• الاحتكاك بالأشخاص السلبيين الذين يُؤثرون على طريقة التفكير.
• الانحراف عن المسار الصحيح في الحياة، مما يُسبب تشتت الأحلام والأهداف والتخبّط في إنجازها، وعدم الرغبة في إتمامها.
• الحزن العميق الذي يجعل الشخص يرى الأشياء تافهة، مما يُقلل من حماسه لإنجاز الأعمال أو تحقيق الأهداف.
كيف يمكنك التعامل مع فقدان الشغف والاهتمام؟
ابدأ بخطوات صغيرة وبسيطة
ابدأ بخطوات صغيرة وبسيطة في أي نشاط ممتع تريد ممارسته وتشعر بضعف الرغبة تجاهه، لا تُحمل نفسك همَّ تحقيق المعجزات ولا تقلق من تقدمك القليل، فخطوة بعد خطوة تكبر المسافة التي تقطعها ويعود لك الشغف الذي تتمناه.
خطط لما تريد فعله
اكتب على ورقة خاصة ما تريد فعله في وقت نشاطك، وحدد جميع الأمور بالتفصيل، وركز على الأشياء التي تتطلب جهدًا كبيرًا، وحاول تبسيطها قدر الإمكان، فكلما زاد الجهد الذي تحتاجه من أجل القيام بالنشاط، كلما انخفضت همّتك تجاهه أكثر.
يساعدك التخطيط للمستقبل على تحضير نفسك معنويًا وجسديًا للنشاط الذي تريد القيام به، وتجنب وضع الأعذار والتأجيل والتسويف.
احرص على أخذ قسط وافر من النوم
يعد الإرهاق والاستنزاف الذي يسببه جهد العمل ومشكلات الحياة من الأسباب المحتملة لفقدان الشغف والاهتمام بالنشاطات المتنوعة، لذلك تساعد الراحة والنوم لفترة كافية على استعادة التوازن والطاقة التي يحتاجها الجسم حتى تمارس النشاطات المتنوعة بسلاسة وهمة عالية، وتستعيد شعور المتعة والحماس الذي كان يتملكك سابقًا.
اطلب المساعدة من العائلة والأصدقاء
أحيانًا يكون مجرد التحدث مع أفراد العائلة والأصدقاء المقربين، والتعبير عما تشعر به هو ما تحتاجه بالضبط حتى تستعيد حماسك وتزيل تعبك، بالإضافة إلى أنك تستطيع أن تمارس النشاط الذي تريده مع أصدقائك، يساعدك الحماس والشغف الذي يتمتع به من حولك على إشعال شغفك مرة أخرى، وتتجاوز حاجز الكسل والتأجيل والتسويف.
ابحث عن نشاطات جديدة
من الطبيعي أن تفقد الحماس والشغف تجاه بعض النشاطات التي كنت تستمتع بها سابقًا وتتطلع لممارستها لكن لا تدع هذا يقيدك ويمنعك عن تجربة نشاطات جديدة وتوسيع أفق مهاراتك. ابحث عن نشاطات جديدة، وجربها، واستكشف ما تنجذب إليه وحاول أن تجد ما يشعل شغفك من جديد.
فقدان الشغف أثره علينا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع