مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


الحث على الزواج والنهي عن العزبة(4)والأخيرة

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


07/12/2022 القراءات: 551  


فإذا تزوج أكثر من واحدة وجب عليه العدل بين زوجاته فيبيت عند إحداهن كما يبيت عند الأخرى وكذلك يفعل في المطعم والمسكن والملبس وسائر أنواع النفقة إن كن في الغنى متساويات وإن لم تفعل ذلك وجرت مع إحداهما فأنت في عداد الظالمين .
ولا تظن الأمر في هذا بسيطا هينا لا بل اعلم أنه عظيم من أخل به جاء يوم القيامة وشقه ساقط كما أخبر بذلك الرسول الكريم وهو جزاء يناسب جرمه لأنه أسقط ناحية المظلومة بإخلاله الذميم .
ويا ليت الأمر يقف عند هذا الحد بل وراءه النار دار المذنبين ولذلك معاذ بن جبل الذي أثنى عليه رسول الله  وقال : « أعلم أمتي بالحلال والحرام كانت عنده امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب من بيت الأخرى الماء » . معناه أنه من ورعه وخوفه من الميل إلى إحداهما إذا كانت النوبة لواحدة وفر يومها وليلتها عليها فلو مر في يومها في بيت ضرتها وهو عطشان لم يشرب من عندها حتى يأتي بيت التي اليوم يومها .
هذا العدل أصبح عند الناس الذين اختاروا التعدد نادر الوجود يترك

أحدهم زوجته التي لا يحبها مدة طويلة تقاسي من آلام الجور والغيرة وما تقاسي وهو مع المحبوبة أو صاحبة المال ليله ونهاره كأنه لاعن تلك المبغوضة فحرمت عليه أبد الآبدين .
وتجده إذا دعاه إنسان جعله في ليلة المبغوضة ويومها والمفروض أن يستعمل القرعة وإذا قدم أتى إلى المحبوبة ويختار لها المسكن الطيب وكذلك الصوغ والثياب والطعام والأطياب والفواكه وبوده لو استراح وطلق المبغوضة ولكنه يخشى أن تترك الأولاد وتذهب أو تسحب ما لها عنده من أموال فلهذا يجاملها مع العداوة والبغض.
ولكن ليعلم هذا الجائر أن الله جل وعلا له ولأمثاله بالمرصاد وليعلم أن حنين الزوجة إلى زوجها يزيد بعد زواجه عليها أضعافا مضاعفات وقد كانت قبل زواجه لا تصبر عنه ساعة فكيف تصبر بعد الزواج شهورا أو سنوات فأطل التفكر في هذا لتعلم كيف تكون العاقبة لعلك تسلك طريق العدل وتبعد عن الجور والجائرين.
ففي الحديث إذا كانت عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما .
وينبغي أن يتخير الدينة حسنة السيرة راجحة العقل المحسنة للتدبير وليحذر كل الحذر من الخرقاء والبخيلة فكلاهما ما يفسدانه أكثر مما يصلحانه إن حصل صلاح ،وورد أن المرأة الصالحة كالغراب الأعصم وهو أبيض الجناحين فلا يكاد يوجد إلا القليل ومن الصالحات ما في حديث أنس رضي الله عنه عن النبي  قال : « ألا أخبركم برجالكم في الجنة » ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال النبي في الجنة : « ألا أخبركم بنسائكم في الجنة » ؟ قلنا : بلى يا رسول الله . قال : « ودود ولود إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت : هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضي » . المعني أنها ترضيه رواه الطبراني .
وقد ورد ما فيه بشارة عظيمة أجر المرأة الصالحة القانتة ونجاتها فمنها ما رواه الإمام أحمد والطبراني عن عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه قال : قال رسول الله  : « إذا صلت المرة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت » .
وقال  : « إني لأبغض المرة تخرج من بيتها تجر ذيلها تشكو زوجها » . رواه الطبراني وقال  : « أيهما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل » . رواه أحمد والحاكم .
وأن تكون طيبة الأصل حسيبة ليكون الولد بإذن الله نجيبا فإنه أشبه أهلها فجذبوه بالخلق والخلق وفي الخبر انظر في أي شيء تضع ولدك فإن العرق دساس وقال عليه أفضل الصلاة والسلام : « تخيروا لطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن » . رواه ابن عدي وابن عساكر عن عائشة رضي الله عنها .
وأن تكون بكرا لما في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه : « فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك » .
وأنتق أرحاما وأرضى باليسير » . رواه ابن ماجة وغيره وفي رواية : « عليكم بالأبكار فإنهن أطيب أفواها وأنتق أرحاما وأرضى باليسير من الجماع » .
فأما التي لك فالبكر التي لم تر غيرك إن رأت خيرا حمدت الله وإن رأت غير ذلك قالت : هكذا الرجال أجمع .
وأما التي لا لك ولا عليك غالبا فالثيب إن رأت خيرا قالت : هكذا يجمل بي وإن رأت شرا حنت إلى الأول ولو أنه مسيء فيها وهذا إذا كنت أنت زوجها الأول متقاربين في السن والكرم والغنا والعفاف وإن كنت دونه سمعت ما يسؤك ويؤلمك ورأيت ما يحزنك ويقلقك من ذكر زوجها الأول وأفعاله لمزا وهزبا
وقيل لبعضهم قد كرهت امرأتك شيبتك فقال : إنما مالت إلى الإبدال لقلة المال والله لو كنت في سن نوح وشيبة إبليس وخلقة منكر ونكير ومعي مال لكنت أحب إليها من مقتز في جمال يوسف وخلق داود وسن عيسى وجود حاتم وحلم أحنف .
وقال بعض العلماء : يكره نكاح الحنانة والمنانة والأنانة والحداقة والبراقة والممراض .
فالحنانة التي لها ولد تحن إليه أو زوج تحبه من قبلك وفي المثل : ( حب الأول ما يتحول ) والمنانة التي تمن على زوجها بما تفعله أو تبذله .
والأنانة كثيرة الأنين الكسلانة المتكاسلة .
والحداقة التي تسرق كل شيء بحدقتها التي تحب أن تطلع على كل شيء وتكلف زوجها بأنواع المشقات .
والبراقة التي تشتغل بتبريق وجهها ويديها ورجليها من تحمير وتبيض وتنميق وتحسين وقيل أنها التي تغضب عند الطعام ولا تأكل إلا وحدها التي تبحم بالشيء .
والشراقة كثيرة الكلام قليلة الصمت .
والممراض التي تتمارض غالب أوقاتها وليس فيها مرض إنما تهرب من العمل أو الاستمتاع بها فهي دائما تعبس بوجهها مقطبة دائما كسلانه تحب النوم والراحة .
عصمنا الله وإياكم من الزلل ووفقنا لصالح العمل وهدانا بفضله سبيل الرشاد وطريق السداد إنه جل شأنه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .


الحث على الزواج والنهي عن العزبة(4)والأخيرة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع