مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (80)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


31/10/2023 القراءات: 593  


وقت الخريف:
مِن شعر المؤرخ محمد خليل المُرادي الدمشقي (ت: 1206):
وقتُ الخريف زمانٌ ... يسمو على الأعصارِ
فكل غصنٍ تراه ... متوَّجًا بنضارِ
ذكرَهما لنفسه في "عرف البشام" (ص: 167)، وهما يهيجان الشوق إلى الخريف.
***
سين بلال:
يشيع بين الناس: "سين بلال عند الله شين" على أنه حديث، ولا يصح، وهناك "رسالة في بطلان حديث إن سين بلال عند الله شين" للقطب الخيضري، نُشرت في "مجلة آفاق الثقافة والتراث"، العدد (110)، بتحقيق: الباحث أحمد عطية. ثم أعيد نشر الرسالة نفسها في العدد (112) من المجلة المذكورة، وذلك أن النشر الأول سقطتْ منه الحواشي. والله أعلم.
***
ضبط عنوان:
نشر الأخ الأستاذ خالد السباعي هذه الكلمة:
("جامع الآثار في مولد المُختار صلى الله عليه وسلم"، للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله، أضاف محققُه للعنوان كلمة "السير"، فصار: "جامع الآثار في السِّير ومولد المُختار"، واسمُه "جامع الآثار في مولد المختار" دون زيادة كلمة "السير". هكذا هو محررٌ مضبوطٌ بخط مصنِّفه في أصله بخطه، وهو بجامعة طهران، وهو كذلك في نُسخه الخطية، إلا نسخة اعتمد عليها المحققُ أُلحقتْ فيها الزيادة بخطٍ أحدث مِنْ خط النسخة، ولعلها زِيدتْ قريبًا).
***
القول الضعيف:
حدثنا فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد أنه أُخْبِرَ أن الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رُئيَ يرمي الجمار يوم النفر الأول بعد الفجر. فقال له بعضُ معارفه: ترمي الآن؟ فقال الشيخ: هذه رواية عن الإمام أبي حنيفة. فقال: لكنه قول ضعيف. فقال الشيخ: القول الضعيف ينفعُ العبد الضعيف.
***
من لطائف رؤى العلماء:
قال الشيخُ عبدالعزيز الدِّيريني في كتابه "الأنوار الواضحة في تفسير الفاتحة" (ص: 99):
"وممّا رأيتُه في المنام أنَّ سائلًا سألني عن قول الله عز وجل تعليمًا لنا: (إياك نعبد وإياك نستعين) فألهمتُ في المنام جوابًا لطيفًا فقلت:
(إياك نعبد) نوحدك ونعبدك، ونعتقد أن لا معبود يستحق العبادة في السموات والأرض سواك.
(وإياك نستعين) على تحصيل ما نرجو ودفع ما نكره في الدنيا والآخرة، فلا مقصود سواك".
وحدثني الشيخ الدكتور أيمن سويد في رسالة صوتية قال: ذكَّرتني هذه الرؤيا برؤيا رأيتُها قبل ثلاثين سنة، وتفصيلُ ذلك أن لي خالة جئنا بها من الشام لتحجَّ معنا، وأخذتُها هي والوالدة والأسرة إلى المدينة المنورة وكنا كثيرين فاستأجرنا شقةً وبتنا فيها، وفي الليل رأيتُ في النوم قارئًا يقرأ بصوت جلال ولم أر أحدًا: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) ثم قال الصوت نفسُه مفسِّرًا: (كونوا مع الصادقين) أي كونوا مع الصادقين مع الله. ثم سكت قليلًا ثم قال: ولو قلَّ علمُهُ. وتساءلتُ وأنا في النوم أنه جمعَ ثم أفردَ!. والذي فهمتُه من الرؤيا أي لا يُزهدنك في صادق مع الله مِن عباد الله كونُه قليل العلم في الفروع، ما تعمّق في فروع الفقه والنحو والصرف الخ ولكنه قائمٌ بالأساسيات، بالمعلوم من الدين بالضرورة، صادق مع الله، قائم بحقوق الله، قلبُه يجلُّ الله ويعظِّمه، لكن ليس متبحرًا في فروع الشريعة، فلا يزهدنك فيه ذلك.
***
‏نصيحة لا تصح نسبتها:
شاع في الناس (نصيحة لأهل القرآن) منسوبة للشيخ الدكتور أيمن سويد -حفظه الله-، وقد سألتُه عنها، فأنكر أن تكون صدرتْ عنه، وقال: ليست لي، ولا أدري مَن نشرَها ونسبَها إلي.
وهي هذه:
(نصيحة لأهل القرآن.
بقلم الدكتور: أيمن رشدي سويد (!)
ووالله إني لأحوجكم لها، أسأل الله أن يعينني وإياكم على تطبيقها، ووالله إني لأستحي من الله في إرسالها لعلمه بحالي، ولكن لتيقني بأنكم خير مني، قال تعالى: (يُؤفك عنه مَن أُفك) أي يُصرف عن القرآن مَن صرفه الله عقوبةً له بسبب ذنوبه وإعراضه عن الله.
يا إخوتي: من لم يبدأ بحفظ القرآن فليبدأ، ومن أهمل مراجعته فليستدرِك، ومن لم يكن له ورد من القرآن فليحرص عليه، ولتصبر ولتُصابر فإنّ لحفظ القرآن وضبطهِ وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار لذّة تُنسيك تعب المجاهدة، اهرب من زحمة انشغالك واختطف دقائق من وقتك، قم من نومك، لعلك تلحق بركب الأوابين، وتنعم بلذة العابدين، واسجد واقترب، اجعل لنفسك وردًا من القرآن لا تتركه مهما كان، واجعل لك تسبيحات دائمات في كل يوم، سبّح واستغفر وهلل وصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم، ادع لنفسك ولوالديك ولمن تحب، كونوا سببًا في تذكير الكثيرين!
من بركة القرآن أن الله يبارك في عقل قارئه وحفظه، فعن عبدالملك بن عمير: كان يقال: إن أبقى الناس عقولًا قراء القرآن. وفي رواية: أنقى الناس عقولًا قراء القرآن.
وقال القرطبي: من قرأ القرآن متع بعقله وإن بلغ مئة.
وأثبتت الدراسات العلمية أن حفظ القرآن وقراءته فيها تقوية للذاكرة!
أوصى الإمام إبراهيم المقدسي تلميذه عباس بن عبدالدائم رحمهم الله: أكثرْ من قراءة القرآن ولا تتركه، فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ.
قال ابن الصلاح: ورد أن الملائكة لم يعطوا فضيلة قراءة القرآن، وهي حريصة لذلك على استماعه من الإنس! فقراءة القرآن كرامة أكرم الله بها الإنس.
قال أبو الزناد: كنت أخرج من السَّحر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أمر ببيت إلا وفيه قارئ.
قال شيخ الإسلام: ما رأيت شيئا يغذّي العقل والروح ويحفظ الجسم ويضمن السعادة أكثر من إدامة النظر في كتاب الله تعالى.
تعلّقْ بالقرآن تجد البركة، قال الله تعالى في محكم التنزيل: (كتاب أنزلناه اليك مبارك)، وكان بعض المفسرين يقول: اشتغلنا بالقرآن فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا.
اللهم إنا نسألك أن تلزم قلوبنا حفظ كتابك، وترزقنا تلاوته وتدبره على الوجه الذي يرضيك عنا، والعمل به.
لا تنشغلْ عن وردك فوالله لهوَ مصدر البركة في يومك إنْ أخلصت النية لله).
***
المكافأة وحسن العقبى:
هذا كتابٌ ممتعٌ للكاتب المعروف بابن الداية (ت: 340)، أنصحُ بقراءته والاستفادة مِن أخباره، ولغته، وتوجيهه.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع