مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (150)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


22/02/2024 القراءات: 597  


يوافق الرقم (150) تاريخ وفاة الإمام أبي حنيفة، ولهذا التوافق أخصص هذه الحلقة عنه رضي الله عنه.
***
- ترجمة موجزة نافعة:
قال الرزكلي في "الأعلام" (8/ 36): «‌‌أبو حنيفة (80 - 150هـ = 699 - 767م)
النعمان بن ثابت، التيمي بالولاء، الكوفي، أبو حنيفة: إمام الحنفية، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. قيل: أصله من أبناء فارس. ولد ونشأ بالكوفة. وكان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه، ثم انقطع للتدريس والإفتاء. وأراده عمر بن هبيرة (أمير العراقين) على القضاء، فامتنع ورعًا. وأراده المنصور العباسي بعد ذلك على القضاء ببغداد، فأبى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أبو حنيفة أنه لا يفعل، فحبسه إلى أن مات (قال ابن خلكان: هذا هو الصحيح).
وكان قوي الحجة، من أحسن الناس منطقًا، قال الإمام مالك يصفه: رأيت رجلًا لو كلمته في السارية أن يجعلها ذهبًا لقام بحجته!
وكان كريمًا في أخلاقه، جوادًا، حسن المنطق والصورة، جهوري الصوت، إذا حدث انطلق في القول وكان لكلامه دوي، وعن الإمام الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة.
له " مسند - ط " في الحديث، جمعه تلاميذه، و"المخارج - خ" في الفقه، صغير، رواه عنه تلميذه أبو يوسف.
وتنسب إليه رسالة " الفقه الأكبر - ط " ولم تصح النسبة.
توفي ببغداد، وأخباره كثيرة.
ولابن عقدة، أحمد بن محمد، كتاب "أخبار أبي حنيفة".
ومثله لابن همام، محمد بن عبدالله الشيباني.
وكذلك للمرزباني، محمد بن عمران.
ولأبي القاسم بن عبدالعليم بن أبي القاسم بن عثمان بن إقبال القربتي الحنفي، كتاب "قلائد عقود الدرر والعقيان في مناقب الإمام أبي حنيفة النعمان - خ" طالعته في خزانة السيد حسن حسني عبدالوهاب بتونس.
وللموفق بن أحمد المكي "مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة - ط".
ومثله "مناقب الإمام الأعظم - ط" لابن البزاز الكردري.
وللشيخ محمد أبي زهرة "أبو حنيفة: حياته وعصره وآراؤه وفقهه - ط".
ولسيد عفيفي "حياة الإمام أبي حنيفة - ط".
ولعبدالحليم الجندي "أبو حنيفة - ط "».
***
-شرح في ليلة واحدة:
قال السخاوي في ترجمة أبي النجا بن خلف المصري في «الضوء اللامع» (11/ 144):
«‌بلغني ‌أنه ‌كتب على الفقه الأكبر للإمام أبي حنيفة في العقائد شرحًا في ليلة، إجابة لسؤال الأمير تنبك قرأ فيه وشهد له بذلك، فالله أعلم».
***
-بم ينجو العباد؟
جاء في «تحفة الحبيب على شرح الخطيب» للبجيرمي (1/ 431):
«نُقل عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه أنه قال: رأيتُ رب العزة في المنام تسعة وتسعين مرة فقلتُ في نفسي: إن رأيته تمام المئة لأسألنه بم ينجو الخلائق من عذاب يوم القيامة؟ قال: فرأيته فقلت: يا رب عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك بم ينجو عبادك يوم القيامة من عذابك؟ فقال سبحانه وتعالى: من قال بالغداة والعشي:
"سبحان الأبدي الأبد، سبحان الواحد الأحد، سبحان الفرد الصمد، سبحان من رفع السماء بغير عمد، سبحان من بسط الأرض على ماء جمد، سبحان من خلق الخلق وأحصاهم عدد، سبحان من قسم الرزق ولم ينس أحد، سبحان الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولد، سبحان الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد نجا من عذابي". ذكره صاحبُ مجمع الأحباب اهـ".
***
-تقليد الشافعية أبا حنيفة:
للعلامة ابن طولون الحنفي (ت:953) كتاب سمّاهُ (المستدرك) ذكره في كتابه "الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون"، وقال عنه: "أشرت فيه إلى ما وضعتُه في كل مؤلَّف لي، ثم اطلعتُ على ما يقتضي تغييرَه، أو تقييدَه، أو تتميمَه. كتبتُ منه قطعة صالحة، مثل أني أفردتُ المسائل التي يجبُ على الشافعي فيها تقليد أبي حنيفة، تبعتُ فيها الأكمل وغيرَه، ثم رأيتُ مُصنَّفًا لابن العز الحنفي في الردِّ على ذلك".
قلت: وذكرَ صديقُنا الشيخُ إدريس الفاسي الفهري مرة أنه يعملُ في شرح منظومةٍ اسمُها "صحيفة فيما يحتاج إليه الشافعي من مذهب أبي حنيفة" فقال الشيخ مطيع: "يحتاج الشافعي -كما حدَّثني الشيخ أبو الخير الميداني- أنْ يقلدَ مذهبَ أبي حنيفة في أربع مسائل:
- في قراءة الفاتحة في الصلاة؛ لأنَّ الكثير لا يأتون بالشَّدات فيها.
- وفي شهود النكاح إذا لم يكونوا عدولًا.
- وفي لمسِ المرأة في الطواف.
- وفي دفعِ الزكاة إلى الأصناف الثمانية".
وعندي من "صحيفة" نسخة خطية صورتها من بغداد، وقد قدمت للشيخ إدريس منها نسخة.
***
-الفيروزابادي وأبو حنيفة:
قال الشعراني (ت: 973) في كتابه "اليواقيت والجواهر ":
"دَسَّ الزنادقةُ ...على شيخ الاسلام مجد الدين الفيروزابادي صاحب القاموس كتابًا في الرد على أبي حنيفة وتكفيره، ودفعوه إلى أبي الخياط فأرسل يلومُ الشيخَ مجد الدين على ذلك فكتب إليه الشيخُ مجد الدين: "إن كان بِكفِّك هذا الكتابُ فأحرِقْهُ فإنه افتراءٌ من الأعداء، وأنا من أعظم المعتقدين في أبي حنيفة، وذكرتُ مناقبه في مجلد".
***
-رؤياي أبا حنيفة:
الفلوجة: الجمعة (11) من رمضان سنة (1402) = (2/ 7/ 1892م).
نمتُ بعد الجمعة ورأيت الإمام أبا حنيفة جاء لزيارة الجامع الكبير ودخل غرفة الشيخ بشير ونحن هناك فسلَّم علينا، وسألته سؤالين عن حياته (لم أذكرهما حين استيقظت)، ثم توجه إلى الحرم وأراد الوضوء فقال الحاج عبدالكريم الضامن: يريد الإمام أن يتوضأ ويضره الماء البارد فأحضروا له ماء حارًّا. وانتبهت. وهو مربوع القامة، عريض المنكبين، واسع العينين، حاد النظرات، يعلوه نور ومهابة، يلبس جبة وعمامة وفوقها طيلسان، بسيم وسيم.
***
-جثونا على الركب:
حدثنا شيخنا الشيخ عبدالمجيد القطان في المدينة المنورة يوم السبت (23) من ذي القعدة سنة (1402) = (11/ 9 / 1892م) قال:
رأيت مرة الإمام الشافعي في المنام فسألته عن مذهبه ومذهب الإمام أبي حنيفة فقال: إذا ذُكر الإمام أبو حنيفة جثونا على الركب، ثم إني رأيت قولًا للإمام أحمد على هذه الصيغة: إذا ذُكر... فكان ذلك تأكيدًا للمنام".
***
-هدايا غريبة:
أهدى الحاجُّ إلى أبي حنيفة ألف نعل. عقود الجمان (ص: 236).
***
ولولا ضيق المجال لأفضتُّ في هذا الباب.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع