مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس(1)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
16/12/2022 القراءات: 401
وبالتالي فالذي يرشدنا إليه النبي في هذا الحديث أنه يقرر أولا أن صحة البدن نعمة من أعظم نعم الله علينا ليربي فينا الوعي بقيمة الطاقة الإنسانية التي خلقها الله فينا . فنستغلها فيما يعود علينا أفرادا وجماعة بالخير والنفع .
ويقرر لنا ثانيا أن الوقت هو الحياة ، وأن ما نحسبه فراغا فنتفنن في وسائل قتله هو الطريق إلى التقدم فالحقيقة أن الحي الذي يقدر حياته يبخل في الوقت أن يكون فيه فارغا ويجتهد فيه في العمل الذي يقربه إلى الله وإلى مرضاته من صلاة وصدقة وتهليل وتسبيح وتكبير وتحميد .
ومن استغلال الوقت بأنفع الوسائل المداومة على العمل وإن كان قليلا . وذلك أن استدامة العمل القليل على توالي الزمان واستمراره يكون من القليل كثيرا من حيث لا يجد الإنسان مشقة ولا ضجرا .
وفي الحديث إن أحب الأعمال إلى الله مادام وإن قل وفي الحديث الآخر إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة والقصد القصد .
فقد ختم هذا الحديث بوصية خفيفة على النفوس ، نافعة ترشد إلى المحافظة على الوقت ، حيث حث فيها على التبكير ورغب أن يبدأ
المسلم أعمال يومه نشيطا طيب النفس مكتمل العزم فإن الحرص على الانتفاع من أول اليوم يستتبع الرغبة القوية في أن لا يضيع سائره سدى .
فهذه الأوقات الثلاثة المذكورة في الحديث ، كما أنها السبب الوحيد لقطع المسافات القريبة والبعيدة في الأسفار الحسية مع راحة المسافر وراحة راحلته ووصوله براحة وسهولة فهي السبب الوحيد لقطع السفر الأخروي وسلوك الصراط المستقيم والسير إلى الله سيرا جميلا .
فمتى أخذ العامل نفسه وشغلها بالخير والأعمال الصالحة المناسبة لوقته أول نهاره وآخر نهاره وشيئا من ليله وخصوصا آخر الليل حصل له من الخير ومن الباقيات الصالحات أكمل حظ وأوفر نصيب ونال السعادة والفوز والفلاح وتم له النجاح بإذن الله في راحة وطمأنينة مع حصول مقصده الدنيوي وأغراضه النفسية .
ومما ورد في الحث على صيانة الوقت ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك .
وقال من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة وروي عن فاطمة رضي الله عنها قالت مر بي رسول الله وأنا مضطجعة متصحبة فحركني برجله ثم قال يا بنية قومي فاشهدي رزق ربك ولا تكوني من الغافلين فإن الله يقسم أرزاق الناس ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ) إذ أن الجادين أو الكسالى يتميزون في هذا الوقت فيعطى كل امرئ حسب استعداده من خير الدنيا والآخرة .
وختاما فينبغي للعاقل اللبيب أن لا يضيع أيام صحته وفراغ وقته بالتقصير في طاعة الله ، وأن لا يثق بسالف عمل ويجعل الاجتهاد غنيمة صحته ، ويجعل العمل فرصة فراغه . فليس الزمان كله مستعدا ولا ما فات مستدركا .
قال بعضهم فوت الوقت أشد من فوت الروح عند أصحاب الحقيقة لأن فوت الروح انقطاع عن الخلق وفوت الوقت انقطاع عن الحق .
وقال عمر رضي الله عنه الراحة للرجال غفلة وللنساء غلمة فالفراغ مفسدة وقال بعضهم لا تمض يومك في غير منفعة ولا تضع ما لك في غير الفعل الحسن ، فالعمر أقصر من أن ينفد في غير المنافع كما قيل
والمال أقل من أن يصرف في غير الصنائع والعاقل أجل وأكيس من أن يفني أيامه فيما لا يعود إليه نفعه وخيره وينفق أمواله فيما لا يحصل له ثوابه وأجره .
وقال عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام البر ثلاثة المنطق والنظر والصمت فمن كان منطقه في غير ذكر فقد لغا ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها ومن كان صمته في غير فكر فقد لها .
ومما يحفز الإنسان على المسابقة إلى فعل الطاعات تذكر يوم القيامة وحالة السبق للمجدين والمال أقل من أن يصرف في غير الصنائع والعاقل أجل وأكيس من أن يفني أيامه فيما لا يعود إليه نفعه وخيره وينفق أمواله فيما لا يحصل له ثوابه وأجره .
وقال عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام البر ثلاثة المنطق والنظر والصمت فمن كان منطقه في غير ذكر فقد لغا ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها ومن كان صمته في غير فكر فقد لها .
ومما يحفز الإنسان على المسابقة إلى فعل الطاعات تذكر يوم القيامة وحالة السبق للمجدين
فالعاقل من يبادر أيام الصحة والسلامة ولا يفوت منها شيئا في غير طاعة الله .
نسأل الله أن يوفقنا لتدبر آياته وفهم سنة نبيه والعمل بهما وأن يرزقنا الانتفاع بمرور الزمن على خير وجه إنه القادر على ذلك ، اللهم أيقظنا من هذه السنة ووفقنا لاتباع ذوي النفوس المحسنة وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم وآتنا أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلي الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس(1)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع