مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


التربية مسْئولية كبْرى وفي أعْناقكمْ أمانة عظْمى

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


01/12/2022 القراءات: 438  


✍️ في التربية عباد الله إن عليْكمْ مسْئولية كبْرى وفي أعْناقكمْ أمانة عظْمى ستسْألون عنْها يوْم يبْعث الله الأولين والآخرين ، فإن الله سائل كل راع عما اسْترْعاه حفظ أمْ ضيع .
عباد الله إن في أعْناقكمْ أوْلادكم وهمْ أفْلاذ أكْبادكم فاتقوا الله فيهمْ ووجهوهمْ إلى الأعْمال الصالحة والأخْلاق الْفاضلة ، فإن هؤلاء الأوْلاد سيكونون في الْمسْتقْبل رجالا ، فإذا تربوا على طاعة الله وتعودوا الأخْلاق الصالحة التي ترْفع مقامهمْ وتعْلي شأْنهمْ وحصلوا من الْعلوم النافعة ما ينْفعون به أنْفسهمْ وينْفعون به عباد الله ، كانوا أساسا مكينا لنهْضة الأمة وهذا أمْر لا يخْتلف فيه اثْنان .
وإنْ اسْتعادوا سافل الأخْلاق وهجروا الْعلوم الشرْعية وما يعين عليْها ، كانوا ضررا على أنْفسهمْ وعلى الأمة .
عباد الله الترْبية أمْر عظيم الْخطر كبير الْقيمة ، والطفْل أمانة عنْد والديْه ، وقلْبه الطاهر جوْهرة نفيسة خالية منْ كل نقْش وصورة فإنْ عود الْخيْر وعلمه نشأ عليْه وسعد في الدنْيا والآخرة وشاركه في ثوابه أبواه ، وكل مؤدب ومعلم له في الْخيْر ، وإنْ عود الشر وأهْمل وترك بلا عناية ، شقي وهلك وكان على وليه وراعيه ما يسْتحق من الإثْم .

فالترْبية هي غرْس الدين الإسلامي ومحبته وآدابه قوْلا وعملا واعْتقادا ، وغرْس الأخْلاق الْفاضلة في نفوس الناشئين وسقْيها بماء الإرْشاد والنصيحة ، والتوْجيه إلى كتاب الله وسنة رسوله وإتباع سبيل السابقين الأولين من الْمهاجرين والأنْصار ومنْ حذا حذْوهمْ .
قال صلى الله عليْه وسلم في الْحديث الذي أخْرجه الْبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنْه قال : قال رسول الله صلى الله عليْه وسلم : (( ما منْ موْلود يولد إلا على الْفطْرة فأبواه يهودانه أوْ ينصرانه أوْ يمجسانه كما تنْتج الْبهيمة جمْعاء هلْ تحسون فيها منْ جدْعاء )) .
ثم يقول أبو هريْرة رضي الله عنْه : فطْرة الله التي فطر الناس عليْها لا تبْديل لخلْق الله ذلك الدين الْقيم . قلت على هذا الْحديث : أجْمع الْعقلاء على أن الإنْسان بحاجة إلى الترْبية فإنما يولد صغيرا مجردا عنْ كل الْمميزات قابلا لكل نقْش مسْتعدا لكل ما يلْقى إليْه منْ تعْليم ويحاط به منْ تثْقيف .
والْوالدان هما الراعيان لولدهما الْمسْؤلان عنْه لدى الله والناس ، فإنْ أحْسنا تأْديبه وعوداه الْخيْر وإنْشاءه عليْه سعْد في دنْياه وأخْراه ونال أمْنيته ومبْتغاه ، وكان لوالديْه وكل منْ اشْترك في تعْليمه وساهم في تهْذيبه أجْره عنْد الله ، وإنْ أهْمله والداه إهْمال الْبهائم ولمْ يرْعيا حق الله به كان إثْمهما عنْد الله كبيرا وسؤالهما خطيرا .

وإن من الأمور الْمحققة والْحقائق الْمشاهدة على ما قدمْنا أن عقْلية الْولد تتأثر بتأثر الْبيئة والْمجْتمع صحة وفسادا ، لسذاجة نفْسه وسلامة فطْرته إذنْ ، فواجب الْوالد كبير فعليْه أنْ يحوطه بعناية دقيقة ورقابة شديدة وتوْجيه صحيح وترْبية حسنة .
وذلك بأنْ يؤدبه ، ويهذبه ، ويعلمه مكارم الأخْلاق ، ومحاسن الْعادات ، ويحْفظه منْ قرناء السوء ، وذوي الأخْلاق الْمنْحطة ، ولْيعْلم الْوالد أن ولده أمانة بيْن يديْه ، فلْيؤد واجب الأمانة ، ولْيقمْ بحق الرعاية .
وإذا أهْمل الْولد في ابْتداء نشْأته وأول رعْرعته وتمْييزه خرج خبيث الطبْع سيء الأخْلاق ، محْتالا كذابا سراقا كثير الْهذيان وفضول الْكلام ، يتدخل فيما لا يعْنيه ، بذيء اللسان مغْتابا نماما وقحا بعيدا عن التقْوى والطاعة ، قريبا من الْفسوق والْفجور .
وفي مثْل هذه الْحال لا يكون وبالا على الْمجْتمع وعضْوا فاسدا يجب أنْ يبْتر ويقْطع إلا منْ حفظ ربك .
ويجب على ولي الطفْل والطفْلة عنْد إرادة التعْليم أنْ يسلم الْولد لمرب صالح ، ومعلم ناصح ، يحْفظ عليْه أخْلاقه ، ويحسن آدابه ، ويروضه ويمرنه على الشعائر الدينية ، ويلقنه الْعقائد الصحيحة السليمة ، الإسلامية ولا يتسامحْ معه في إهْمال أمْر الدين وآدابه .
ولا يجوز تسْليم الطفْل إلى معلم متهتك يسْتهْتر بأمْر الدين أوْ زنْديق مارق لا يبالي بعقائد الْمسْلمين ، أوْ جاهل سخيف يبْهته بالْخرافات والغْرائب ، وهو في نفْسه لا يميز الْحق منْ الْباطل والغْث من السمين ،

أوْ ملْحد خارج عن الأوامر الإلهية والنواميس السماوية غيْر مكْترث بالتعاليم الدينية ، أوْ يقْذف به في الْمدارس التبْشيرية الأجْنبية ذات الأغْراض الْمعْروفة والْغايات الدنيئة والتوْجيه الْفاسد ضد الإسلام والْمسْلمين .
ولمثْل هذه الأغْراض الشريفة والْغايات النبيلة ، يرْشدنا النبي صلى الله عليْه وسلم إلى رعاية الْولد ، وصيانته ، وشدة مراقبته ، وحمايته فهو يقول : (( ما منْ موْلود يولد إلا على الْفطْرة الصحيحة الإسلامية ، والْعقيدة الْمرْضية فأبواه يهودانه )) .
الْمعْنى إذا تقرر ذلك فمنْ تغير عن الْفطْرة الصحيحة ومال إلى الْعقائد الْباطلة والآراء الْفاسدة ، والْمذاهب الزايفة كان سبب تغيره أن أبواه يهودانه أوْ ينصرانه أوْ يمجسانه بتعْليمهما إياه ، وترْغيبهما فيه ، أوْ .
ونحْو هذه الآية وأْمرْ أهْلك بالصلاة واصْطبرْ عليْها والآية الأخْرى وأنْذرْ عشيرتك الأقْربين . والله أعْلم وصلى الله على محمد وآله وسلم


التربية مسْئولية كبْرى وفي أعْناقكمْ أمانة عظْمى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع