مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
سلسلة السيرة النبوية 🔻 غزوة بدر الكبرى (4)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
26/02/2023 القراءات: 608
فلما سمع عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه ذلك قال: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض"؟ قال: "نعم"
قال: بخ بخ (كلمة تقال لتعظيم الأمر في الخير)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما يحملك على قولك بخ بخ؟ "
قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها
قال:" فإنك من أهلها"
فأخرج تمرات فجعل يأكلن منهن. ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل
مسلم
وحمي الوطيس واشتد القتال، حتى لقد قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالاً شديدًا، وقد تقدم المسلمين فلم يكن أحد أقرب من المشركين منه، قال علي رضي الله عنه : لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من اشد الناس يومئذ بأسًا
ومع اشتداد القتال وعنفه اشتدت ضراعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه وابتهاله إليه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فرده عليه الصديق و هو يقول له: كفاك مناشدتك ربك فإنه منجز لك ما وعدك، وأغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة قصيرة ثم تنبه فقال:" أبشر يا أبا بكر ،أتاك نصر الله ،هذا جبريل أخذ برأس فرسه يقوده ،وعلى ثناياه النقع (الغبار)" الألباني
وكانت الملائكة يومئذ تبادر المسلمين إلى قتل أعدائهم
وأوحى الله إلى ملائكته: {أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ} [الأنفال: 12]،وأوحى إلى رسوله: {أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:9] ـ أي إنهم ردف لكم، أو يردف بعضهم بعض
قال ابن عباس رضي الله عنهما : بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس فوقه يقول: أقدم حيزوم (اسم فرس الملك ) ، فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيًا فنظر إليه فإذا هو قد خطم ( الأثر على الأنف ) أنفه وشق وجهه كضربة السوط، فاخضر ذلك أجمع ،فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:" صدقت ذلك من مدد السماء الثالثة"
مسلم
وقال أبو داود المازني رضي الله عنه : إني لأتبع رجلاً من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي فعرفت أنه قد قتله غيري ،وجاء رجل من الأنصار بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ،عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أسيرا ،فقال العباس رضي الله عنه : يارسول الله إن هذا والله ماأسرني ،لقد أسرني رجل من أحسن الناس وجها على فرس أبلق ،وما أراه في القوم ،فقال الأنصاري : أنا أسرته يارسول الله ،فقال :"اسكت فقد أيدك الله بملك كريم "
مسند أحمد
وقال علي رضي الله عنه : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، ولأبي بكر رضى الله عنه: "مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال، أو يكون في القتال"
وفي صحيح البخاري : "جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ماتعدون أهل بدر فيكم ؟ فال : "أفضل المسلمين" ، قال جبريل عليه السلام :وكذلك من شهد بدرا من الملائكة "
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حفنة من الحصباء فاستقبل قريشًا بها ثم قال: "شاهت الوجوه" نفحهم بها ورمى بها في وجوههم، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه من تلك القبضة، وفي ذلك أنزل الله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ رَمَى} [الأنفال:17].
وأمر أصحابه فقال:" شدوا"، فكانت الهزيمة.
ولما رأى إبليس ـ وكان قد جاء في صورة سراقة بن مالك ، ولم يكن فارقهم منذ ذلك الوقت ـ فلما رأي ما يفعل الملائكة بالمشركين فر ونكص على عقبيه، وتشبث به الحارث بن هشام ـ وهو يظنه سراقة ـ فوكز في صدر الحارث فألقاه، ثم خرج هاربًا، وقال له المشركون: إلى أين يا سراقة؟ ألم تكن قلت: إنك جار لنا، لا تفارقنا؟ فقال: {إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللهَ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال:48]، ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر. وبدأت أمارات الفشل والاضطراب في صفوف المشركين، وجعلت تتهدم أمام حملات المسلمين العنيفة، واقتربت المعركة من نهايتها، وأخذت جموع المشركين في الفرار والانسحاب ، وركب المسلمون ظهورهم يأسرون ويقتلون، حتى تمت عليهم الهزيمة، وانجلت المعركة عن هزيمة مروعة للمشركين؛ قتل منهم سبعون وأسر مثل ذلك وهرب الباقون ،بينما لم يفقد المسلمون سوى أربعة عشر رجلا ،وغنم المسلمون غنائم كثيرة
سلسلة السيرة النبوية 🔻 غزوة بدر الكبرى (4)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة