مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (148)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


18/02/2024 القراءات: 194  


-رأس مالك:
قال محمد بن حامد الترمذي رحمه الله: "رأس مالك قلبك ووقتك، وقد شغلت قلبك بهواجس الظنون، وضيعت أوقاتك بارتكاب ما لا يعنيك، فمتى يربح ‌من ‌خسر ‌رأس ‌ماله". طبقات الصوفية للسلمي (ص: 219)، ذم الهوى لابن الجوزي (ص: 670).
***
-قصائد زهدية مؤثرة:
هذه جملة قصائد لأبي بكر محمد بن علي الدّينوري (ت: 514)، أوردها صاحب مخطوط "عيون الأخبار وغرر الحاكات" الذي اكتشفه الأستاذ المحقق البحاثة الدكتور عبدالرازق حويزي -وفقه الله- :
أيها النَّاسُ استَجِيبُوا ... فبكم سوف يُنادَى
وأعدُّوا لِطريقٍ ... هائل المسلك زادا
واعملُوا ما تجدُوه ... يومَ تأْتُونَ فَرادى
أينَ مَن زَخرفَ أوْ ... طَانا وللبُنيانِ شادا
أينَ مَن كانَ بخيلاً ... أينَ مَن كان جَوادا
أينَ مَن أمَّلَ آما ... لًا صلاحًا وفَسادا
أوما أعجَلَه الدَّا ... عي فَلَم يبلغْ مُرادا؟
فَأَنِيبُوا لا تَمادوا ... فشَقِيٌّ مَنْ تَمادى
لَستُم صُمًّا عَن ... السَّمعِ ولا خَلْقًا جَمادا
فَلِمَاذَا تَتَمَادُو ... ن وتَنْسَونَ المَعادا
وقال:
أَنا مِن خوفِ الوعيدِ ... في قِيامٍ وقُعُودِ
كيفَ لا أزدادُ خَوفًا ... وعلى النَّارِ وُرُودِي
كيفَ جحْدِي ما تَجَرَّمْـ ... ـتُ وأَعْضائِي شُهُودِي
كيفَ إنكارِي ذُنُوبي ... أمْ تُرَى كيفَ جُحُودِي
وعليَّ القولُ يُحْصَى ... برقيبٍ وعَتيدِ
كيفَ لا أَفْرُقُ مِن يَو ... م على العاصي شَدِيدِ
حينَ فيهِ يعجلُ الشيـ ... ـبُ إلى الطفل الوليدِ
كيفَ بالأمْن من النَّا ... ر التي ذات الوَقُودِ
إذ تقولُ النَّارُ للعا ... صي غدًا: هل من مزيدِ؟
وقال:
في شبابي ومَشيبي ... لستُ أخلو مِن عُيوبِ
فإلى كَمْ لستُ انفكـ ... ـك رهينًا بذُنُوبي
فَكَأَنّي في أَمانٍ ... من شَبا سَهْم مُصِيبِ
أيُّما عذرٍ لِحَيٍّ ... - إن قَضَى - غير مُنيبِ
لا تَلُمْني إن تَخَوَّفْـ ... ـت من اليوم العَصيبِ
واستماعِي للمُنادِي ... إذ يُنادي مِن قَريبِ
فلذا يَزدادُ خَوْفِي ... وبكائي ونَحِيبي
قلتُ للنَّفْسِ: أَطِيعِي ... خالقَ الخلقِ وتُوبِي
جَنّبي عن كُلِّ مَحْظُو ... رٍ وإجرامٍ وحُوبِ
وقال:
دَنَا التَّرحالُ واقتربَ التَّنَائِي ... فَشُدَّ عَلى مطاياكَ الرِّحالا
وكُنْ مُتزوِّدًا ما عِشتَ زادًا ... يبلِّغُك المدى طِلْقًا حلالا
ولا تغتَرَّ بالدُّنيا وذَرْهَا ... فإنَّ لما تُخَوِّلُهُ زَوالا
سيَنْتَقِلُ الذين تَبَؤَّوُها ... على رغمٍ وما عَزموا انتقَالا
فَدَع آمالَ نفْسِك فَهْيَ فيما ... تُناجيها تُحَدّثك الُمحالا
ولا تأمَلْ سِوَى الغُفرانِ عمَّا ... أسأتَ وراقبِ الموْلَى تَعالى
وبادِرْ بالمتابِ بلا تَمادٍ ... وجانبْ فيه للقَوْمِ الكُسالى
فإنَّ بقيَّةَ العُمرِ اغتنامٌ ... إذا وجدَ الفَتى فيه مَجالا
وسلْ صَفحًا وغُفرانًا وعَفْوًا ... عساك تَنالُ في العُقْبى مَنالا
وقال:
أنا مِمَّا قَدْ تَقَدَّمْ ... خائفٌ نارَ جَهنَّمْ
كيفَ لا نخْشى ذُنُوبًا ... منْها كانَ تَجَرّمْ؟ [كذا]
أنا مِن نَفْسِي على ما ... فَعلتْ بي أَتَظَلَّمْ
أَمَرْتَنِي في شبابي ... باستباحاتِ المُحَرَّمْ
فلهذا عندَ شيبي ... أذكرُ الذَّنبَ وأندَمْ
كيف ضَيعتُ شَبابًا ... كان عقلي فيه أَبْكَمْ؟
قلْ لمنْ يَنوي إذا شا ... ب متابًا كيف يَسْلمْ
أترى عندك علمٌ ... أن سَتَبقَى أو ستَهْرمْ
كنْ إلى اللهِ مُنيبًا ... فَعَلَيْهِ سوف تَقدَمْ
وقال:
أيُّها الصَّابي إلى اللهـ ... ـوِ ومثْواه قريبُ
َكمْ تُناديكَ الذُّنُوبُ؟ ... رائدُ الموتِ المشيبُ!
سوف تَدْعُوك المنايا ... وعلى رَغمٍ تُجيبُ
فبمَاذا تَتَّقِيها ... ولها سَهمٌ مُصِيبُ؟
ليسَ يَغْتَرُّ بذِي الدُّنـ ... ـيَا من النَّاسِ لبيبُ
ليسَ يَحظى بنصِيبٍ ... مَن له مِنْها نَصيبُ
فاتَّقِ اللَّهَ وَخَفْه ... فَعلى التَّقوى يُثيبُ
وقال:
أيُّها الآمِلُ ما ليـ ... ـس إليه مِن سَبيلِ
قَدْ دَنَتْ منكَ المطَايا ... فتَأَهَّبْ للرَّحِيلِ
وليكنْ زادُكَ خَيرًا ... تَحْظَ منه في المقِيلِ
فَغدًا تُسْألُ حَقًّا ... عن نَقيرٍ وفَتِيلِ
وصغيرٍ وكبيرٍ ... وكثيرٍ وقليلِ
لا تَغُرّنَّك دُنيا ... ك بأمرٍ مُسْتَحِيلِ
واقتنعْ تُمْس غَنيًّا ... عن كَريمٍ وبخِيلِ
والْقَ مِن دهرِكَ ما ... نالَكَ بالصَّبرِ الجَميلِ
تحظ في بَعثِكَ بالأمـ ... ـنِ وبالأجرِ الجزيلِ
وقال:
إلى كَمْ أنْتْ فَرْحَانُ ... بما عقباهُ نِيرانُ
فلا تفرحْ بدنياك ... فأفراحُك أحزانُ
وما تَزْدَادَهُ منها ... على الأيَّامِ نُقْصانُ
إذا جادتْ على المرءِ ... فَذاكَ الجُودُ حِرمانُ
وإنْ رَامتْ له نَصْرًا ... فذاكَ النَّصرُ خِذْلانُ
فمَا يفرحُ بالدُّنيا ... تَقِيٌّ فيه إيمانُ
ولا يخْتَارُها إلاَّ ... شقِيٌّ فيهِ طُغْيانُ
فخفْ يومًا به المَرءُ ... لما أذنبَ حَيرانُ
وتُبْ مِمَّا تَجَرَّمْتَ ... فللتَّائبِ غُفْرانُ
وفي العَفْوِ مِن اللَّهِ ... له رُوحٌ ورَيحانُ
***
-تشابه الأسماء يسبب مشكلات:
تقع أخطاء بين ابن حجر العسقلاني، وابن حجر الهيتمي.
السخاوي المقرئ، والسخاوي المحدث. من ذلك في كشف الظنون (1/617).
السيوطي، ومَن عرف بذلك أيضًا.
ابن الجوزي، وسبط ابن الجوزي، وابن قيم الجوزية، وابن الجزري.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع