مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (75)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


28/10/2023 القراءات: 916  


هدايا وتحايا:
زارني مساء يوم الخميس (11) من ربيع الآخر (1445) = (26 / 10 / 2023م) الشيخ الفاضل المفتي رحيم الدين وابنُه الشاب الباحث النابه المتوقد محمد تقي (من بنغلاديش)، وجاء محمد تقي لي معه بـ:
• إتحاف السائل بدراسة بعض المسائل التي خالف فيها العلامةُ عبدالحي اللكنوي المذهبَ الحنفي، تأليف عبدالله المأمون بن أبي المبارك. مكتبة الأسلاف، داكا، ط1 (1444 - 2022). في (347) صفحة.
• سلسلة الأجزاء الحديثية، تأليف أبو رافعان سراج. مكتبة الأسلاف، داكا، ط1 (1444 - 2023). في (267) صفحة، وفيه:
-الإنباه بتخريج حديث "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" والكشف عن معناه.
-الفرحة بتخريج حديث بسرة "من مس ذكره فليتوضأ".
-الإفادات بتخريج حديث "الجنة تحت أقدام الأمهات".
• مِنْ مشتبه الأسماء والكنى والأنساب والألقاب المشتهرة للمصنِّفين، جمع وترتيب أبو رافعان سراج. داكا، ط1 (1444 - 2023). في (167) صفحة.
• علماء ديوبند: نماذج من حياتهم الدينية والعلمية، تأليف شيخ الإسلام العلامة المفتي محمد تقي العثماني. نقله إلى العربية أنس بن عبدالصمد، مراجعة وتصحيح: تحميد المولى. نشر المؤسسة العلمية في بنغلاديش، داكا، ط1 (1445). في (123) صفحة.
وهذه هدايا من مؤلفيها.
• سيدي الشيخ عبدالفتاح أبو غدة كما رأيتُه بقلم تلميذه محمد عبدالمالك بن شمس الحق الكملائي. مصفوف صفًّا أوليًّا غير مطبوع. في (51) صفحة.
وهذا كنتُ طلبته منه في زيارة سابقة.
• موجز تقرير عن مخطوطات شروح "الجامع الكبير" للإمام محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله. تحرير محمد تقي بن رحيم الدين. في (63) صفحة.
وقد بدأتُ بمطالعتها، فقرأتُ في ذلك المساء كتاب الشيخ الكملائي، وهو ممتع، وأرجو التوفيق في مطالعة الباقي.
***
رسالة من شيخ صالح:
كتب إلي الشيخ الأستاذ الدكتور عيادة بن أيوب الكبيسي -رحمه الله تعالى- يوم السبت (25) من جمادى الأولى سنة (1434) الموافق: (6) من نيسان سنة (2013):
"تتبعٌ وتحقيقٌ يهتف بالدكتور الأنيس:
• علماء التصوف.
• شهداء العلماء.
• مَنْ لم يدرك الأربعين من العلماء.
• مَنْ تجاوز المئة منهم.
• تتمة "العلماء العزاب".
• مَنْ طلب العلم على كبَر.
وأمثال ذلك".
قلتُ:
للدكتور علي العمران: "العلماء الذين لم يتجاوزوا سن الأشد (١٥-٤٠) سنة". مطبوع.
وللذهبي: "أهل المئة فصاعدًا"، وينبغي التذييل عليه.
وكنت جمعت قدرًا من العلماء العزاب منذ قرأتُ كتاب الشيخ هذا.
ولأخينا الشيخ محمد عبدالله ولد التمين الموريتاني مطوية فيمن طلب العلم على كبر. وعندي زيادة عليه.
رحم الله الشيخ عيادة ورفع مقامه عنده.
***
العقل يُعرف بالكلام:
جاء في "روضة العقلاء" لابن حبان، الباب الأول (ص: 103):
"قال أبو سليمان الأرمني: اسمعْ كلام المرء تعرفْ عقلَهُ".
ورأيتُ هذا شطرًا موزونًا، فبدأته بصدر، وذيلته ببيت فكان الآتي:
اسمعْ نتاجَ العقلِ ممَّنْ قبلنا: ... "اسمعْ كلامَ المرء تعرفْ عقلَهُ"
وإذا أردتَّ درايةً عن ضبطِ ذي ... علمٍ وإتقانٍ فلاحِظْ نقلَهُ
ثم انتبهتُ أن العنوان موزون، فقلت:
العقل يُعرف بالكلامْ ... هل فيه نقصٌ أو تمامْ
والحبُّ يُظهرُه اهتمام ... والسرُّ يكشفه الخصامْ
***
ابن سينا والنساء:
قرأتُ في تقديم محقق "تفسير سورة الأعلى" لابن سينا أنه لم يتزوج. مع أن المؤرخين يقولون ومنهم ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (2: 159):
"كان أبو علي قوي المزاج، وتغلب عليه قوة الجماع حتى أنهكته ملازمته وأضعفته، ولم يكن يداوي مزاجه، وعرض له قولنج، فحقن نفسه في يوم واحد ثماني مرات فقرح بعض أمعائه وظهر له سحج، واتفق سفره مع علاء الدولة، فحصل له الصرع الحادث عقيب القولنج، فأمر باتخاذ دانقين من كرفس في جملة ما يحقن به، فجعل الطبيب الذي يعالجه فيه خمسة دراهم منه، فازداد السحج به من حدة الكرفس".
فإذا صح أنه لم يتزوج فلعله كان يكتفي بالجواري.
وإذا صح إكثارُه من الجماع فهو خلاف قوله:
لا تكثرنَّ من ‌الجِماع فإنه … ماء الحياة يصبُّ في الأرحامِ
كما في «روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار» لمحمد بن قاسم بن يعقوب الأماسي الحنفي (ت: ٩٤٠)، (ص: 297).
إلا أن يكون قوله عن الإكثار خاصًّا بالجماع المتكلف غير المشتهى، فإنه يقول في "دفع المضارّ الكلية عن الأبدان الإنسانية " (ص: 126): "والجماع المتكلف وغير المشتهى مضرتُه النقصان في جوهر الروح الحيواني، وتضعيف القلب، والخفقان، وظلمة الحواس، وسقوط القوة والتهيؤ لجميع أمراض العصب لبارد المزاج، والدق لحار المزاج".
وأعجبُ الأشياء مخالفةُ فعل الطبيب قوله.
***
أعوذ بالله:
جاء في «صحيح البخاري» (4: 124) عن ‌سليمان بن صرد قال: "كنت جالسًا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدُهما احمر وجهُه وانتفخت أوداجُه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: ‌أعوذ ‌بالله ‌من ‌الشيطان ذهب عنه ما يجد. فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعوذ بالله من الشيطان فقال: وهل بي جنون".
وجملة: "أعوذ بالله من الشيطان" يوافقها وزن الرجز.
وفي «مصنف عبد الرزاق» (2: 369):
«عن الحسن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام ‌من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك ‌من الشيطان ‌من ‌همزه ونفثه ونفخه، قالوا: ما أكثر ما تستعيذ ‌من هذا، قال: أما ‌همزه فالجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما ‌نفخه فالكبْر".
وجملة: "‌من ‌همزه ونفثه ونفخه" يوافقها الرجز أيضًا، فقلتُ:
أعوذُ بالله من الشيطانِ ... مِنْ همزهِ ونفثهِ ونفخهِ
يا ربِّ أنت ملجأ الجَنانِ ... تعصمُه مِنْ كيده بنسخهِ
فإنْ دهاه خاطرٌ شيطاني ... فامننْ فأنت قادرٌ بفسخهِ
وإنْ هفا لعارضٍ نفساني ... فنجِّهِ مِنْ عارهِ ولطخهِ
وإنْ أصابه غرورٌ شاني ... فاعصمْهُ مِنْ غرورهِ وشمْخهِ
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع