مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية... 🔻مع حليمة السعدية

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


01/02/2023 القراءات: 555  


سلسلة السيرة النبوية...

🔻مع حليمة السعدية

كانت عادة أشراف مكة أن يعهدوا بأطفالهم إلى نساء البادية ليقمن على رضاعتهم ، لأن البادية أصلح لنمو أجسام الأطفال وأبعد عن أمراض الحضر التي كثير ما تصيب أجسامهم ، فضلاً عن إتقان اللغة العربية وتعود النطق بالفصحى منذ نعومة أظفارهم ، وكان مقدار العناية والرعاية بالطفل يختلف من قبيلة لأخرى، لذا حرص أشراف مكة على أن يكون أطفالهم عند أكثر هذه القبائل عناية ورعاية ، وكانت أشهر قبيلة في هذا اﻷمر هي قبيلة بني سعد



ولم تقف شهرة بني سعد على أمر العناية والرعاية بالطفل فقط، بل حازت الشهرة في أن لغتها كانت عربية خالصة لم تشبها شائبة ، فضلاً عما اشتهرت به من أخلاق كريمة طيبة، لذا حرص عبد المطلب على أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم في بني سعد


ويذكر المؤرخون أن حليمة السعدية أتت إلى مكة مع نسوة من بني سعد كما هي العادة تطلب من ترضعه ، فلما قدموا مكة لم تبق امرأة منهن إلا عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه ليتمه، وقيل لفقره وأنهن كن يطمعن فى أبناء الأغنياء

وقد ذكر غير واحد من المحققين أن في هذا نظر لأنه عليه الصلاة والسلام لم يكن فقيرا فهو في كفالة جده عبد المطلب سيد مكة وكبيرها ومثله من يطمع في عطائه


ولما لم تجد حليمة السعديه أحد تسترضعه رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذته ورجعت به إلى ديارها استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحضان حليمة السعدية وشغفها حبا ، وحملته على راحلتها إلى بني سعد بن بكر قوم حليمة وأهلها

وأرضعت حليمة السعدية رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أولادها: عبد الله....الشيماء....أنيسة.

ولرسول الله صلى الله عليه وسلم7 إخوة من الرضاعة :
حمزة....أبو سلمة.....أبو سفيان.....مسروح....عبد الله..... الشيماء.....أنيسة ولم يكن إخوة لا من أبيه ولا من أمه.

قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضانة ورعاية( حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية) وزوجها(الحارث بن عبد العزى) سنتين حتى أتم رضاعه ثم رجعت به إلى أمه وهي أحرص شئ على مكثه معها لما رأته من بركته ، ولتعلقها بحبه ومازالت بأمه تقنعها أن ترده معها خوفاً عليه من وباء مكة حتى ردته معها

ثم حدث ما جعلها تعجل بإرجاعه إلى أمه في مكة، إذ أخبرها ابنها الصغير أن رجلين أخذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشقا صدره واستخرجا قلبه وأخذا منه علقة سوداء ثم غسلا القلب وأعاداه إلى ما كان عليه.

ثم ختم جبريل ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخاتم النبوة ،فليس للشيطان عليه سبيل، وأصبح معصوما صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله

وحادثة شق الصدر حادثة صحيحة فقد روى الامام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله :" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه ،فاستخرج القلب ،فاستخرج منه علقة، فقال : هذا حظ الشيطان منك ،ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه فقالوا : إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون" يقول أنس رضي الله عنه:" وقد كنت أري أثر ذلك المخيط في صدره "
مسلم

وهكذا خافت عليه حليمة السعدية بعد هذه الحادثة وردته إلى أمه


سلسلة السيرة النبوية... 🔻مع حليمة السعدية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع