مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
التحذير عن تعاطي المسكرات والمخدرات(3)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
14/12/2022 القراءات: 532
وقد نبه ابن القيم رجمه الله على جانب نفسي هام فقال : وها هنا سر لطيف في كون المحرمات لا يستشفى بها فإن شرط الشفاء بالدواء تلقيه بالقبول واعتقاد منفعته وما جعل الله فيه من بركة الشفاء فإن
النافع وهو المبارك وأنفع الأشياء أبركها والمبارك من الناس هو الذي ينتفع به حيث حل ومعلوم أن اعتقاد المسلم تحريم هذه العين مما يحول بينه وبين اعتقاد بركتها ومنفعتها وبين حسن ظنه بها وتلقي طبعه لها بالقبول بل كلما كان العبد أعظم إيمانا كان أكره لها وأسوأ اعتقادا فيها وطبعه أكره شيء لها فإذا تناولها في هذه الحال كانت داء لا دواء إلا أن يزول اعتقاد الخبث فيها وسوء الظن والكراهة بالمحبة وهذا ينافي الإيمان فلا يتناولها المؤمن قط إلا على وجه أنها داء . انتهى .
ومن ذلك تلك المواد التي تعرف باسم المخدرات مثل الحشيش ، والكوكايين ، والأفيون ونحوها مما عرف أثرها عند متعاطيها أنها تؤثر في العقل فيرى البعيد قريبا وبالعكس القريب بعيدا ويذهل عن الواقع ويتخيل ما ليس بواقع ويسبح في بحر من الأوهام والأحلام وهذا ما يريد متعاطيها لأجل أن يذهلوا أنفسهم وينسوا دينهم ودنياهم ويهيموا في أودية الخيال .
وهذا غير ما تحدثه من فتور في الجسم وخدر في الأعصاب وهبوط في الصحة وفوق ذلك ما تحدثه من خور في النفس وتحلل الإرادة وتمييع للخلق وتضعيف للشعور بالواجب مما يجعل هؤلاء التعساء المدمنين لها أعضاء مضرة بالمجتمع فضلا عما وراء ذلك من إتلاف الأموال وخراب البيوت .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه ما خلاصته : إن هذه الحشيشة الملعونة هي وآكلوها ومستحلوها الموجبة لسخط الله ورسوله وسخط عباده المؤمنين المعرضة صاحبها لعقوبة الله تشتمل على ضرر في دين
المرء وعقله وخلقه وطبعه وتفسد الأمزجة حتى جعلت خلقا كثيرا مجانين ، وتورث من مهانة آكلها ودناءة نفسه وغير ذلك .
فضررها من بعض الوجوه أعظم من الخمر ولهذا قال الفقهاء : إنه يجب فيها الحد كما يجب في الخمر ، والسكر منها حرام باتفاق المسلمين .
ومن استحل ذلك وزعم أنه حلال فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين .
بعض مضار الخمر
ونسوق إليك نموذجا من مضار الخمر مما ذكره العلماء والأطباء :
1- أنها فساد في الدين .
2- أنها فساد في الأخلاق .
3- أنها فساد في العقل .
4- أنها فساد في الجسم تحطم قوته وتهدم بنيته وتسقم الجسد .
5- أنها فساد في الذرية .
6- أنها جناية على الشرف .
7- أن الخمر رجس من عمل الشيطان .
8- أنها نجسة ، تنجس ما اتصلت به .
9- أنها تورث الذل والمهانة .
10- أن ضررها متعد .
11- أنها تضر اقتصاديا .
12- ما فيها من الضرر الاجتماعي .
13- أن الجهاز الهضمي يصاب بالنزلة المعوية الحادة فيحصل فساد في الهضم وخمود في المعدة والتهاب في الأمعاء واستحالة في منسوج الكبد وتيبس والتهاب وتغير فيه وأخيرا تفتت الكبد وتتلف وتنتهي حياته .
14- أن الجهاز البولي والتناسلي يحصل فيه تنبه ، ينشأ عنه التهاب الكلى وفساد منسوجها وضعف الانعاظ وضياع محصل النسل .
15- الجهاز العصبي يصاب المخ باضطراب يكون منه الجنون السكري والخوف والخيالات المختلفة كرؤية الهيئات الشنيعة والارتعاش وفقد الإحساس والشلل المحدود الذي يؤول إلى شلل عمومي وقد تؤدي الخمر إلى الصراع والتشنج واستحالة المراكز العصبية المخية الشوكية وعلى العموم يحصل في البنية اضطراب تضعف أمامه عن مقاومة المؤثرات الخارجية . 16- أنه يعتري القلب ضمور والاستحالة الشحمية فينشأ عن ذلك إبطاء في الدورة الدموية بالرئة تحدث عنه النزل الشعبية وموت الفجأة .
17- أنه يسبب انسداد في بعض أوعية الرئة وذلك ما تعرف أعراضه بالسعال .
18- أنها تعرقل هضم الطعام فينشأ عن ذلك التخم والحموضة في المعدة والقيء .
19- تضعف المناعة وتخدر الكرات الدموية البيضاء التي يجعلها الله حارسة لجسم الإنسان .
20- التعريض لفجأة ذهاب البصر .
21- مبادرة انقطاع شهوة الجماع وسرعة وقوف النسل .
22- أن أكثر حوادث السيارات من شراب الخمر والمخدرات وبالحقيقة أن الشيطان يصد الشارب عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقعه في معصية الله وسخطه ويعرضه لخزي الدنيا وعذاب الآخرة يرتكب الكبائر ويقترف الجرائم والآثام ويخبط في الحرام ، ويتجنب ما وجب عليه من الأحكام ، فيفعل نكرا وينطق بالعظائم من القول والزور ويسب ربه وأمه وأباه ويطلق ويزني ويلوط ويعبث بالأعراض والكرامات ويتلف أثاثه وأمواله ويوسخ ثيابه ويبول على نفسه ويبكي بلا سبب ويضحك من غير عجب فتهزأ به الصبيان ويعبث به الفساق ويسخر به السفهاء ويمقته العقلاء ويبغضه أهله للخطر المتوقع منه في سكره ليلا ونهار ويمقته
جيرانه ولا يأمنون من وثباته إذا سكر ولا شك إن فتك أن الخبائث الخمر أشد من فتك الطاعون والحرب والمجاعات والعاهات لإن ضرر الخمر اقتصادي وصحي ونفسي واجتماعي وأخلاقي .
فشاربها عضو مسموم في جسم أمته ومواطنيه إن لم يعالج أو يسوى له عملية ويقطع سرى سمه وداؤه الفتاك إلى سائر الأعضاء وأثر على الجسم كله .
وختاما فإن الفلاح مرجو حصوله باجتنابها قال عز من قائل : ﴿ إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ﴾ .
نسأل الله أن يوقظ ولاتنا فيأخذوا على أيدي السفهاء منا ويزيل ما حدث من هذه المنكرات ، وأن يوقفنا وجميع المسلمين لطاعته ، ويتوفانا
مسلمين ، ويلحقنا بعباده الصالحين ، ويغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين ويرحمنا برحمته أنه أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .
التحذير عن تعاطي المسكرات والمخدرات(3)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع