الإنسان والقرآن بين الإقبال والتغيير
د.عبد الله كركيش. | ABDELLAH KERKECH
11/04/2023 القراءات: 846
ماذا غير فينا القرآن؟
سؤال يستحق التأمل والتدبر، و لا يتصور أن يكون الجواب عنه مقنعاً؛ لأن بين حالنا، وواقنا، وما دعا إليه القرآن، بونا شاسعا من التناقضات الخطيرة.فلقد قال الله تعالى فيه :{إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُغَیِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ یُغَیِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ }الرعد:11، فهل غيرنا ما بانفسنا؟
إقبال الناس على القرآن في رمضان،ظاهرة ملفتة للنظر، فالأمر في مظهره جميل، لكن في مخبره يستدعي التساؤل.
لا يمكن محاكمة نوايا الخلق، ولا مصادرة حقهم في الإقبال على كلام الحق، لكن لنا الحق- وكل الحق- في السؤال الأسبق، ماذا غير فينا القرآن الكريم؟
والتغيير المنشود، تغيير عام، إن على مشتوى التصوري (العقدي والفكري)، او على مستوى القيمي، والسلوكي، والمجتمعي، والسياسي، والاقتصادي.
لقد كتبت سابقاً، ان ينبغي على المقبل للقرآن -حال تلاوته له-، أن يبحث عن نفسه فيه، ويتلمس شخصيته فيه، وعن القيم التي وردت فيه، أين هو منها، من صدق، وإخلاص، وأمانة ووفاء، ومسؤولية..الخ.
جميل أن يجدد الإنسان عهده بالقرآن وان يدارسه ويراجع مستوى حفظه منه، لكن الأجمل من ذلك، الوقوف عند حدوده، والامتثال لأوامه، والاجتناب لنواهيه، والاحتكام له، والحكم بين الناس به، والاتعاظ بمواعظه،تلك هي الغاية من نزوله.
اللهم رد بنا إليه رداً جميلا، ولا تجعلنا ممن شكاهم الرسول لربهم بقوله:{وَقَالَ ٱلرَّسُولُ یَـٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِی ٱتَّخَذُوا۟ هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورࣰا}. [الفرقان:30].
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه.
الكلمات الفتاحية: غير- القرآن- فينا
غير- القرآن- فينا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع