مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
🔻غزوة حنين (1)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
19/03/2023 القراءات: 466
انكشفت خيالة المسلمين ثم المشاة، وفر الأعراب، ثم بقية الجيش ، وكانت هزيمة منكرة، حتى قال أبو سفيان بن حرب، وهو حديث عهد بالإسلام: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، وصرخ كلدة بن الجنيد: ألا بطل السحر اليوم. انكشفت خيالة المسلمين وهرب الجيش وكانت الهزيمة ، وانحاز رسول الله صلّى الله عليه وسلم جهة اليمين وهو يقول: " هلموا إليّ أيها الناس، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله " ولم يبق معه في موقفه إلا عدد قليل من المهاجرين وأهل بيته.
وحينئذ ظهرت شجاعة النبي صلّى الله عليه وسلم التي لا نظير لها. فقد طفق يدفع بغلته قبل الكفار وهو يقول:
" أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب "
إلا أن أبا سفيان بن الحارث ابن عمه ، كان آخذا بلجام بغلته، والعباس بركابه، يكفانها، أن لا تسرع. ثم نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلم فاستنصر ربه قائلا: " اللهم أنزل نصرك."
وأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم عمه العباس رضي الله عنه وكان جهير الصوت ، أن ينادي الصحابة ، قال العباس رضي الله عنه :" فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة( أصحاب بيعة الحديبية )؟ فقالوا: يا لبيك، يا لبيك
ويذهب الرجل ليثني بعيره فلا يقدر عليه(لهروب الناس واندفاعهم )، فيأخذ درعه، فيقذفها في عنقه، ويأخذ سيفه وترسه، ويقتحم (ينزل )عن بعيره، ويخلي سبيله، فيؤم الصوت(يتجه ناحية الصوت )، حتى يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس واقتتلوا.
ويقول العباس رضي الله عنه : " ثم صرفت (وجهت ) الدعوة إلى الأنصار، يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، وتلاحقت كتائب المسلمين واحدة تلو الأخرى حتى رجعت كلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
واقتتل الفريقان قتالا شديدا ، ونظر رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى ساحة القتال، وقد احتدم، فقال: «الآن حمي الوطيس» . ثم أخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قبضة من تراب الأرض، فرمى بها في وجوه القوم وقال: " شاهت الوجوه "، " انهزموا ورب محمد "
فما خلق الله إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا من تلك القبضة، فانهزموا ، فما هي إلا ساعات قلائل- بعد رمي القبضة- حتى انهزم العدو هزيمة منكرة، وقتل من ثقيف وحدهم نحو السبعين، وحاز المسلمون ما كان مع العدو من مال وسلاح و ذرية
انهزم العدو وصارت طائفة منهم إلى الطائف، وطائفة إلى نخلة، وطائفة إلى أوطاس، فأرسل النبي صلّى الله عليه وسلم إلى أوطاس طائفة من المطاردين يقودهم أبو عامر الأشعري، فتناوش الفريقان القتال قليلا، ثم انهزم جيش المشركين، وفي هذه المناوشة قتل القائد أبو عامر الأشعري.وطاردت طائفة أخرى من فرسان المسلمين فلول المشركين الذين سلكوا نخلة، فأدركت دريد بن الصمة فقتله ربيعة بن رفيع. ، وأما معظم فلول المشركين الذين لجأوا إلى الطائف؛ فتوجه إليهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم بنفسه بعد أن جمع الغنائم.
وأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم بجمع الغنائم ، ثم حبسها بالجعرانة، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري، ولم يقسمها حتى فرغ من غزوة الطائف.، وكانت في السبي الشيماء بنت الحارث السعدية؛ أخت رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الرضاعة، فلما جيء بها إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم عرفت له نفسها فعرفها بعلامة فأكرمها، وبسط لها رداءه، وأجلسها عليه، ثم من عليها، وردها إلى قومها.
🔻غزوة حنين (1)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع