مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد (3)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


27/11/2022 القراءات: 330  


من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد (3)

وقال رحمه الله :
اتق أهل الفحش ، ومجالسة أهل الردى ، ومحادثة الضعفة ( أي ضعفاء العقول ) من الناس ، فإنه بلغني عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال : اعتبر الناس بأخدانهم فإنما يخادن الرجل الرجل مثله .
أكرم اليتيم ، وارحمه ، واعطف عليه ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « من كفل يتيما له أو لغيره كنت أنا وهو في الجنة كهاتين » ، وأشار بأصبعيه فضمهما .
أعرف لابن السبيل حقه ، واحفظ وصية الله تعالى فيه فإنه بلغني أن أول من ضاف الضيف إبراهيم الخليل عليه السلام .
أعن المظلوم ، وانصره ما استطعت ، وخذ على يد الظالم ، وادفعه عن ظلمه ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « من مشي مع مظلوم حتى يثبت له حقه ، ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام » .
اتق إتباع الهوى في ترك الحق ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « إني أخاف عليكم اثنتين : إتباع الهوى ، وطول الأمل » . فإن إتباع الهوى يصد عن الحق ، وطول الأمل ينسي الآخرة .

انصف الناس من نفسك ولا تستطل عليهم ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « أشرف الأعمال ثلاثة : ذكر الله على كل حال ، ومواساة الأخ من المال ، وإنصاف الناس من نفسك » .
اغضض بصرك عن محارم الله ، فإنه بلغني عن علي - كرم الله وجهه - أنه قال : لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك النظرة الأولى ، وليست لك الأخرى .
اتق المطعم الوبي ، والمشرب الوبي ، والملبس الوبي ، فإن ذلك تذهب أنفته ، وتبقى عاقبته ، وإن الله سبحانه أدب رسله ، فقال : ﴿ كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ﴾ .
وقال النبي عليه الصلاة والسلام : « من أكل بأخيه المسلم أكلة أطعمه الله مكانها أكلة من نار ، ومن سمع بأخيه المسلم سمع الله به يوم القيامة ، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا ألبسه الله مكانه ثوبا من نار » .
اقبل عذر من اعتذر إليك ، وارجع عما كرهت ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يعذره كان عليه مثل وزر صاحب مكس » .
لتكن يدك العليا على كل من خالطت ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « اليد العليا خير من اليد السفلى » .
اصحب الأخيار فإنهم يعينونك على أمر الله عز وجل ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « ما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه » .
صل رحمك وإن قطعك ، ولا تكافئه بمثل ما أتى إليك ، فإنه بلغني عن النبي -  - أن رجلا قال له : إن لي أقرباء ، أعفوا ويظلموني ، وأصل ويقطعوني ، وأحسن ويسيئوني ، أفأكافئهم ؟ فقال  : « إذن تتركوا جميعا ، ولكن إذا أساءوا فأحسن ، فإنه لن يزال لك عليهم من الله ظهير » . وقال رحمه الله : ارحم المسكين المضطر ، والغريب المحتاج ، وأعنه على ما استطعت من أمره ، فإنه بلغني عن ابن عباس : أنه قال : ( كل معروف صدقة ) .
ارحم السائل واردده من بابك بفضل معروفك بالبذل منك ، أو قول معروف تقوله له ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « رد عنك مذمة السائل بمثل رأس الطير من الطعام » .
لا تزهد في المعروف عند من تعرفه وعند من لا تعرفه ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « لا تزهد في المعروف ولو أن تصب من دلوك في إناء المستقي » .
أرد بكل ما يكون منك من خير إلى أحد الله ، فإنه بلغني عن النبي -  - أن قوله عز وجل : ﴿ فويل للمصلين * الذين هم ﴾ ... الآية قال : المنافق الذي إن صلى رآءى ، وإن فاتته لم يبلغ إليها ﴿ ويمنعون الماعون ﴾ قال : الماعون : الزكاة التي فرضها الله عز وجل .
إياك والرياء ، فإنه بلغني أنه لا يصعد عمل المرائي إلى الله عز وجل ، ولا يزكيه عنده . إن استطعت أن تعمل بعمل ما عملت فيما بينك

وبين الله فافعل ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها حتى يبلغها غيره ، فرب غائب أحفظ من شاهد ورب حامل فقه غير فقيه » .
لا يغفل قلب امرئ مسلم عن ثلاث خصال : إخلاص العمل لله ، والنصيحة للإمام العادل ، والنصيحة لعامة المسلمين ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم .
إياك وسوء الخلق ، فإنه يدعوا إلى معاصي الله تعالى ، وقد بلغني عن النبي -  - أنه قال : « خياركم أحسنكم أخلاقا » .
اخضع لله إذا خلوت بعملك ، فإنه بلغني عن النبي -  - : ( أن ملكا أتاه فقال : إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن شئت أجعلك ملكا نبيا أو عبدا نبيا فأشار إليه جبريل عليه السلام أن تواضع ، فما أكل متكئا حتى مات ) .
لا تظلم الناس فيديلهم الله عليك ، فإنه بلغني عن بعض العلماء من الصحابة أنه قال : ما ظلمت أحدا أشد علي ظلما من أحد لا يتعسن علي إلا بالله تعالى .
احذر البغي فإنه عاجل العقوبة ، بلغني عن النبي -  - أنه قال : « إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم ، وإن أعجل الشر عقوبة اليمين الغموس تترك الديار بلاقع » .
لا تحلف بغير الله في شيء ، فإنه بلغني عن النبي -  - أنه قال : « لا تحلفوا بآبائكم ، ليحلف حالف بالله أو ليسكت » . ولا تحلف بالله في كل شيء فإنه بلغني أن ذلك قوله تعالى : ﴿ ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ﴾ .
اللهم أعمر قلوبنا وألسنتنا بذكرك وشكرك ووفقنا للامتثال لأمرك ، وأمنا من سطوتك ومكرك واجعلنا من أوليائك المتقين وحزبك

المفلحين ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


من رسالة الإمام مالك لهارون الرشيد (3)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع