مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو
من عادات القرآن (الكليات) -1-
الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU
25/08/2023 القراءات: 572
من عادات القرآن (الكليات)
إن القرآن في البيان والهداية كالروح في الجسد، والكهرباء في الكون، إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة، تُعرف هذه الأشياء بمظاهرها وآثارها، ويعجز البلغاء عن بيان كنهها وحقيقتها، فكذلك القرآن سر من الأسرار، أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض، وليس على العقول والأفئدة شيء ألذ من تكشف هذه الأسرار، وإزاحة الأستار، وهي لا تظهر إلا بتدبر وتفكر، وتأمل ونظر، ومما ينبغي على المتدبر معرفته هو أن يكون على دراية بأثر معرفة الكليات في القرآن الكريم.
والمراد بكليات القرآن ما يطلقه بعض المفسرين على لفظ أو أسلوب بأنه يأتي في القرآن على معنى مطرد، وهو المصطلح المقابل لمصطلح (الجزئيات).
وقد نشأ استعمال مصطلح الكليات في سائر العلوم بالنظر إلى وضعها اللغوي في دلالتها على الشمول، باعتبار كلمة (كل) من صيغ العموم الواضحة والصريحة، ومن المألوف المعهود أن الكلام إذا استهل بلفظة (كل) دل على الاستغراق ومفهوم الكلية غالباً، ومنه (الكلالة) لإحاطتها بالوالد والولد.
وهذه الإطلاقات الكُليّة تبيِّن مصطلحات القرآن في الألفاظ والأساليب، فيكون اللفظ الكلي مصطلحاً قرآنياً خاصّاً.
عادات القرآن، الكليات، الاستغراق، الجزئيات، مصطلحات القرآن
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع