مدونة أ.د. عقبة جنان الزّاوي


الأزمة الأيكولوجية و مركزية الأنا

أ.د. عقبة جنان الزاوي | Okba DJENANE al-Zawi


14/01/2023 القراءات: 669  


من نتائج العقلانية الحتمية (التي تجزيء الحقيقة إلى أجزاء) الفردانية؛ من خلال مركزية الأنا Egocentrism و النفعية. فالإنسان يتوقف عن النظر إلى أنه جزء في كل و في علاقة عضوية متبادلة و مشتركة مع كل الخَلق بشتى عناصره وأنواعه. ففي تَمركُزه على ذاته يَنفصِل عن البقية مُعتقدا أنه مركَز العالم، فلا يَرى الله في الأشياء. بل ربّما تحدّى نفسه فرأى نفسه إلهاً ! و هو لا يَرى الخَلق ككل بل يراه كمجموعة من العناصر التي يُمكن أن يستعملها لصالحه و لغرض تلبية حاجته الشخصية، قصد تحقيق سعادته الفردية التي أصبحت حقاً لا مناص منها. فالاقتران الموجود بين العقلانية و الفردانية، و الذي يُجزئ العالم و البشرية وفق نظرة تقنوقراطية و أنانية و نفعية، كان المحرّك الأول للتطوّر التقني الصناعي لمجتمعات استهلاكية قائمة على خرافة التطوّر و النّمو غير المحدود. مع كل ما يُمكن أن يَكون له أثر على البيئة؛ من خلال الاستغلال المتواصل لثروات البيئة مع إنتاج النفايات و العوادم و ما يَنجرّ عنه من تلوّث... فالخلاصة، أن جِذر الأزمة الأيكولوجية يعُود إلى كيفية تفكيرنا و نظرتنا إلى الخَلق، و عليه يجب إعادة تأسيس أو بناء نموذج Paradigm آخر من التفكير بشكل عاجل...


العقلانية، الفردانية، الأزمة الأيكولوجية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع