رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (40)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
01/03/2023 القراءات: 963
الدعاء عند قبور الصالحين:
للإمام ولي الدين العراقي كلامٌ على ذلك، يُنظر في كتابه "الفتاوى" (ص: 166)، بتحقيق حمزة أحمد محمد فرحان، دار الفتح، عمّان، ط1 (1430-2009).
***
الشعر في الفتاوى (الأسئلة المنظومة):
في "الحاوي للفتاوي" للسيوطي شعر كثير جدًّا في الأسئلة والأجوبة، ويَلحظ القارئ أنها بنفَس واحد في أغلبها، وفيها ثناء كبير على السيوطي، وبعضه مبالغ فيه كثيرًا، وما جرتْ عادة أن تكون الأسئلة والأجوبة بهذه الكثرة من الشعر، وقد تتبعتُ عددًا من كتب الفتاوى فلم أجد مشابهًا لما جاء في "الحاوي"، ولو مثلنا بفتاوى ولي الدين العراقي لما وجدنا أي سؤال منظوم!
وقد يَخطر بالبال أن السيوطي كان ينظم الأسئلة التي تُقدم إليه، أو التي يَحتمل أن يَسأل الناسُ عنها.
وقد نقل الداودي أكثرَ هذه الأشعار في كتابه "ترجمة العلامة السيوطي" في باب مفرد، ولم يقل شيئًا فيها.
وحبذا متابعة البحث في هذا.
***
حول نسخ فتاوى ولي الدين العراقي:
ذكر السيوطي في كتابه "تقرير الاستناد في تيسير الاجتهاد" أن ولي الدين العراقي وصف ابنَ تيمية في "الفتاوى" بالاجتهاد.
وقد رجعتُ إلى الفتاوى المطبوعة وفيها (192) مسألة، ولم أجد فيها لابن تيمة ذكرًا، فلتنظر نسخ أخرى.
والسيوطي رجع إلى فتاوى ولي الدين في "الحاوي للفتاوي"، وفي "الأشباه والنظائر" كما أفاد المحققُ (ص: 118).
***
وفاة الإنسان حيث يُعرف:
كان أبو إسحاق الإسفرايني يقول: أشتهي أن أموت بنيسابور حتى يصلي عليَّ جميع أهل نيسابور. وفيات الأعيان (1/28).
فتوفي فيها يوم عاشوراء.
وعلى عكسه السري السقطي: قال القشيري في «الرسالة» (1/ 47):
«سمعتُ عبدالله بن يوسف الأصبهاني يقول: سمعتُ أبا نصر السراج الطوسي يقول: سمعتُ جعفر بن محمد بن نُصير يقول: سمعتُ الجنيد بن محمد يقول: سمعتُ السريَّ يقول: أشتهي أن أموت ببلد غير بغداد، فقيل له: ولم ذلك؟ فقال: أخاف أن لا يقبلني قبري فأفتضح».
ولكلٍّ وجهةٌ.
***
نُفاة القدر:
قال أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1/ 347)، برقم (434): حدثنا أبو عتبة، قال: حدثنا عمر، مولى غفرة من أهل المدينة، عن رجل من الأنصار من بني عبد الأشهل، عن حذيفة بن اليمان، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سيكون في آخر الزمان قوم يقولون: "لا قدرَ، فإنْ مرضوا فلا تعودوهم، وإنْ ماتوا فلا تشهدوهم، فإنهم شيعةُ الدَّجال، وحق على الله عز وجل أن يلحقهم به".
***
جوامع السيرة لابن حزم:
صدر هذا الكتاب عن دار المعارف، وهو يقع في (264) صفحة.
وأظن أن نسخة السيرة التي في مكتبة عارف حكمت منقولة من نسخة الحافظ السِّلفي التي بخطه، والله أعلم.
***
ما أسرع ما جُبرتْ مصيبتُه:
قال ابنُ الجوزي في ترجمة علي بن يلدرك الكاتب (ت: 515) في «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» (17/ 200):
"كان شاعرًا ذكيًّا ظريفًا مترسلًا وله شعر مطبوع.
وتوفي في صفر هذه السنة، ودفن بباب حرب.
نقلتُ من خط أبي الوفاء بن عقيل قال: حدثني الرئيس أبو الثناء بن يلدرك -وهو ممن خبرتُه بالصدق- أنه كان بسوق نهر معلى، وبين يديه رجل على رأسه قفصُ زجاج، وذاك الرجلُ مضطربُ المشي يظهر منه عدمُ المعرفة بالحمل، قال:
فما زلت أترقبُ منه سقطةً لما رأيتُ من اضطراب مشيه، فما لبث أنْ زلق زلقةً طاح منها القفصُ فتكسر جميعُ ما كان فيه، فبُهت الرجلُ ثم أخذ عند الإفاقة من البكاء يقول: هذا واللهِ جميعُ بضاعتي، واللهِ لقد أصابني بمكة مصيبةٌ عظيمةٌ تُوفي على هذه ما دخلَ قلبي مثلُ هذه.
واجتمع حوله جماعةٌ يرثون له ويبكون عليه وقالوا: ما الذي أصابك بمكة؟
فقال: دخلتُ قبة زمزم وتجردتُّ للاغتسال وكان في يدي دملج فيه ثمانون مثقالًا فخلعتُه واغتسلتُ وأُنسيتُه وخرجتُ.
فقال رجل من الجماعة: هذا دملجك، له معي سنين.
فدُهش الناسُ مِن إسراعِ جبرِ مصيبتهِ»!
***
كتبٌ استخرجها التلاميذ:
يقوم بعض العلماء بالتعليق على ما يقرؤون من القرآن الكريم، أو من الكتب الأخرى من السنة وغيرها، وقد يُشغلون عن جردها، وربما لم يكتبوها بهذه النية أصلًا، ثم يأتي بعض طلابهم وملازميهم فيرون فيها فائدة تبعث على جردها ليُنتفع بها.
ومِن ذلك كتاب "نُغْبة البيان في تفسير القرآن" للعلامة عمر السهروردي (ت: 632)، قال في مقدمته: "وقد كنتُ أتطلعُ إلى أنْ أجمعَ كتابًا جامعًا لأقاويلِ العلماءِ، وما نقلوا من وجوهِ التفسيرِ، وانتحلوا من غرائب التأويل، وأردفهُ بما يسنحُ لي من غرائب أسرار التنزيل، فصرفني عن ذلك تطلعي إلى ما هو الأهمُّ، وعلمي بأنَّ شعثَ القلوبِ بغير ِصرفِ الإقبال على الله لا يُرَمُّ، فاختصرتُ مما تطلعت إليه نُخبًا مختصرةً أنظرُ فيها لدى الحاجة إليها، ولم أجعلْ لنفسي فيه تصرُّفًا سوى النقلِ والانتخاب، متجنبًا فيه التطويلَ والإسهابَ، وما ظننتُ أن يُنسخَ منه حتى قيَّضَ اللهُ تعالى بعضَ الإخوان، ورغبَ في نقلهِ ونسخهِ. فعندَ ذلك افتتحتهُ بهذهِ الخطبةِ، وسمّيتُهُ: (نُغْبة البيان في تفسيرِ القرآن)، واللهُ المأمول أن ينفعَ به ويُثيبَ عليه".
وجاء في أول كتاب "تحفة المُنجد والمُتهم في غريب صحيح مسلم" للإمام سبط ابن العجمي بقلم بعض تلاميذه: "هذا تعليقٌ مباركٌ على غريب ألفاظ صحيح مسلم، جمعتُه مِن حواشٍ وجدتُّها بخط شيخنا ... على نسخةٍ من الصحيح له، وذلك بإشارتهِ، بالتماسي له في ذلك، فأجاب -متَّع الله بحياته- إلى ذلك، فلما كمل أشار أنْ أسمِّيَه: تحفة المُنجد والمُتهم في غريب صحيح مسلم" انتهى باختصار.
وهناك أمثلة أخرى: يُنظر كشف الظنون (1/152)، و(1/626)، و(2/1370).
ومِنْ ذلك جرد الأخ الكريم الشيخ الفاضل البحاثة المتقن عمار بن طوق المري حواشي الشيخ يحيى كاظم على "فتح المغيث" للسخاوي.
وحبذا تتبعُ كل ما كان من هذا القبيل فهو مفيد، وفيه صورة حية من صور الوفاء للشيوخ، ولعل الشيخ عمارًا ينهض بهذا.
***
يعبرُ بعضُ المحققين عن (الفروق) بين النسخ بالمقارنات، وعن (وصف) المخطوط بالمواصفات!
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة