رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (49)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
13/09/2023 القراءات: 677
كتاب خير من الدنيا وما فيها:
قال ابن دحية عن كتابه "الآيات البينات في ذكر ما في أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من المعجزات": "هو خير من الدنيا وما فيها". التنوير (ص: 682).
***
رؤيا عجيبة:
حدثني الأخ الكريم سيد أحمد نورائي، -وكتبتُه عنه يوم الأربعاء العشرين من شوال سنة (1444) = (10/5/2023م)- قال: كان لي أخٌ اسمُه عليٌّ، تُوفي وليدًا في حدود عام (1970م)، ودُفن في مقبرة خاصة بالأطفال في أطراف بلدتنا، على طريق مرور الوالد إلى بستانه، وكان للوالد صديقٌ صالحٌ في قريةٍ أخرى يُعْرفُ بملا يونس، فجاء إليه مرةً وقال له: لك ولدٌ صغيرٌ مدفونٌ في مكان كذا؟ قال: نعم. قال: لقد جاءني في النوم ثلاثَ ليال وقال لي: إنَّ أبي يمرُّ قربي كلَّ يوم ولا يزورُني. وقال لي: لا تخبرْهُ بذلك. فزار الوالدُ قبرَه. فرأى ملا يونس أخي المذكورَ في النوم فقال له: ألم أقل لك لا تخبِرْ والدي؟ والغريبُ في الأمر أنَّ كثيرًا من الأقارب لا يَعرفون به أصلًا وهم في القرية نفسِها فضلًا عن صديقٍ في قريةٍ أخرى تبعد (10) كم.
***
الخطأ المغتفر:
قال الذهبي في "النبلاء" (14/ 374-376):
"ولابن خزيمة عظمة في النفوس، وجلالة في القلوب؛ لعلمه ودينه واتباعه السُّنة.
وكتابه في (التوحيد) مجلد كبير، وقد تأول في ذلك حديث الصورة فليعذر مَن تأول بعض الصفات، وأما السلف، فما خاضوا في التأويل، بل آمنوا وكفوا، وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله، ولو أن كل مَن أخطأ في اجتهاده - مع صحة إيمانه، وتوخيه لاتباع الحق - أهدرناه، وبدعناه، لقلَّ مَن يسلم من الأئمة معنا، رحم الله الجميع بمنِّه وكرمه".
وقال في "تاريخ الإسلام" (9/ 753): "لو أننا أهدرنا كلَّ عالم زلَّ لما سلم معنا إلا القليل، فلا تحط يا أخي على العلماء مطلقًا، ولا تبالغ في تقريظهم مطلقًا".
***
التفسير المسند:
قال الحافظ ابن ناصر الدين في ترجمة ابن عبدالهادي (ت: 744) في «الرد الوافر» (ص30): "وجمع التفسير المسند لكنه مات قبل إتمامه. وكان إمامًا في علوم كالتفسير والقراءات والحديث والأصول والفقه واللغة والعربية".
ولعل السيوطي اطلع على هذا فقام بمشروع جمع التفسير المسند في "ترجمان القرآن"، ثم في "الدر المنثور في التفسير المأثور".
***
مجالس الأنبياء:
روى الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (1/ 149) عن محمد بن الحسن بن الصباح قال: "قال سهل -يعني ابن عبدالله التستري-: من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء، فلينظر إلى مجالس العلماء، يجيء الرجل فيقول: يا فلان إيش تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا؟ فيقول: طلقت امرأته، ويجيء آخر فيقول: ما تقول في رجل حلف على امرأته بكذا وكذا؟ فيقول : ليس يحنث بهذا القول، وليس هذا إلا لنبي أو لعالم، فاعرفوا لهم ذلك".
قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة» (1/ 119):
«وهذا لأن العلماء خلفاء الرسل في أممهم، ووارثوهم في علمهم، فمجالسهم مجالس خلافة النبوة".
***
نضارة أهل الحديث:
قال الإمام أحمد في «المسند» (7/ 221):
"حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، وعبدالرزاق، أخبرنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال - قال عبدالرزاق: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول -: نضَّر اللهُ امرءًا سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرُبَّ مبلغ أحفظ له من سامع".
***
🌴 حالات المؤلِّفين:
قال المحبُّ ابن الشحنة - ونقله ابنُ طولون في "الغرف العلية"-: "ألَّف (ابن الهمام)... "التحرير"، جمع فيه علمًا جمًّا. وكان في آخر عمره يُسأل عن أماكن فيه، فيقول: والله ما صرتُ أعرفُها!".
ونشرتُ هذا فعلق الدكتور عبدالرحمن قائد عليه فقال: "اختصر الطوفي "روضة الناظر" ثم شرح مختصره.
وذكر مرة في شرحه عبارة محتملة من المختصر ثم قال: ولستُ أدري الآن ما أردتُّ وقت الاختصار!
وقال في موضع آخر: وقد شذَّ عني الآن ما أردتُّ به عند الاختصار!
وفي موضع ثالث: هذا الكلام لا أعلم الآن ما أردتُّ به وقت الاختصار!".
وقال الشيخ شاه جهان نقاب: وهكذا حدث لشيخ شيخنا رحمه الله حينما كان يدرس حمدالله في باب المختلطات (باب القضايا) كان يقول: أنا كتبتُ فيها في عنفوان الشباب فارجعوا إليه. رحمهم الله تعالى جميعًا.
وقال د. محمد الطبراني: "لو صار معلومًا مذكورًا كل ما وقعت عليه العين عند الدرس، لتأثل علم كثير، ولكن أقله يبقى، فنسأل الله ألا يجعل ذلك حجة علينا".
وسمعت من بعض شيوخنا ولم أره في كتاب أن ابن الحاجب خرج إلى الريف في مصر وكتب رسالة وحين عاد إلى القاهرة أشكل عليه مواضعُ فيها.
***
فائدة في النسبة:
كتب إليَّ الدكتور محسن الحسني:
"بعد استقلال المملكة المغربية واعتماد نظام الحالة المدنية عند المغاربة، -أو سجل النفوس كما يقال- ضُبطتْ وكُتبتْ أسماء العوائل المنحدرة مِن أصل أندلسي منتسبة للأب الأعلى متصلة على هذا النحو:
بنمنصور، بنعبدالله، بنعبدالجليل، بنموسى، بنجلون، بندريس ... لتمييز اسم العائلة عن اسم الأب".
***
الابتلاء والامتحان للعبد دواء:
قال ابن القيم في «زاد المعاد في هدي خير العباد» (4/ 280):
«لولا أنَّه سبحانه يداوي عبادَه بأدوية المحن والابتلاء لطغَوا وبغَوا وعتَوا. والله سبحانه إذا أراد بعبده خيرًا سقاه دواءً من الابتلاء والامتحان على قدر حاله يستفرغ به منه الأدواءَ المهلكةَ، حتَّى إذا هذَّبه ونقَّاه وصفَّاه أهَّله لأشرف مراتب الدُّنيا وهي عبوديَّته، وأرفعِ ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه».
***
رؤيا في فضيلة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الذهبي: "قال الحسين بن أحمد الشيرازي: لما مات أحمد بن منصور الحافظ [سنة 382]، جاء إلى أبي رجل، فقال: رأيته في النوم وهو في المحراب واقف بجامع شيراز، وعليه حلة، وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأكرمني، قلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم".
سير أعلام النبلاء (٤٧٣/١٦).
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة