مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


مكارم الأخلاق التي هي آداب الإسلام

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


05/12/2022 القراءات: 616  


مكارم الأخلاق التي هي آداب الإسلام جمال لا يوازنه جمال وحظ الإنسان منها يكون بقدر ما تخلق به تلك الأخلاق ولما كان النبي  متخلقا بجميعها كان أجمل خلق الله أجمعين .
وجاء عنه  أنه قال : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) . وجاء في حديث مرسل أن رجلا جاء إلي النبي  فقال : يا رسول الله ما الدين ؟ فقال النبي  : (( حسن الخلق )) .
وهذا يدل على أن حسن الخلق ركن الإسلام العظيم الذي هو لا قيام للدين بدونه كالوقوف بعرفات بالنسبة للحج فقد جاء عنه  أنه قال : (( الحج عرفة )) . أي أنه ركن الحج العظيم الذي لا يكون الحج إلا به الوقوف بعرفات .
ومما يدل على أن للأخلاق مكانة عظيمة أن المؤمنين يتفاضلون في الإيمان وأن أفضلهم فيه أحسنهم خلقا جاء عن النبي  في الحديث أنه قال لما قيل له رسول الله أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟ قال : (( أحسنهم خلقا )) .
ومن ذلك أن المؤمنين يتفاوتون في الظفر بحب رسول الله  والقرب منه يوم القيامة وأكثرهم ظفرا بحبه والقرب منه الذين حسنت أخلاقهم جاء في الحديث عن النبي  أنه قال : (( إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا )) .
ومن ذلك أن حسن الخلق أمر لازم وشرط لابد منه للنجاة من النار والفوز بالجنة وإن إهمال هذا الشرط لا يغني عنه الصلاة والصيام جاء في

الحديث أن أحد المسلمين قال لرسول الله  : إن فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وهي سيئة الخلق تؤذي جيرانها . قال : (( لا خير فيها هي في النار )) .
وكان النبي  يدعو ربه بأن يحسن خلقه وهو أحسن الناس خلقا وكان يقول في دعائه : (( اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي )) . ويقول : (( اللهم أهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت )) . ومعلوم أنه لا يدعو إلا بما يحبه الله ويقربه منه .
ومن ذلك مدح الله تعالى للنبي  بحسن الخلق فقد جاء في القرآن ﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾ والله لا يمدح إلا على الشيء العظيم ، ومن ذلك كثرة الآيات القرآنية بموضوع الأخلاق أمرا بالجيد منها ومدحا للمتصفين به ومع المدح الثواب ، ونهيا عن الردي منها وذم للمتصفين به ومع الذم العقاب ولا شك أن كثرة الآيات في موضوع الأخلاق دليل على أهميتها .
وبالتالي فالإكثار من الأخلاق الفاضلة والإقلال منها يكون جمال الإنسان بنسبة ذلك الإكثار أو الإقلال وكذلك ترك مكارم الأخلاق شين لتاركها كبير وعلي قدر ما تركه شينه عند الكبير منا والصغير فمهما أكثرت أو أقللت من تركها يكون شينك بنسبة ذلك التقدير .
ولذلك أنظر إلى الكفار حيث أنهم تركوها كلها ولم يكن عندهم من مكارم الأخلاق شيء تجدهم في قبح الأخلاق عندنا فقط بل عند الله به يمدح الله المؤمنين المتصفين بذلك ويدخلهم الجنة فانظر أي نصيب نصيبك من تلك الخلال الحسان لتعرف قدرك وقيمتك عند الله وعند خلقه إن الألم ليملؤ الجوانح على الأخلاق الفاضلة وعلى عشاقها الفضلاء النبلاء ماتت وماتوا ، أين هي الإخلاص الذين يرون الموت خيرا من حياة الرياء .

أين أهل الصدق الذين يرون قطع ألسنتهم أخف عندهم من أن يكذبوا أو يتملقوا أو يداهنوا أو ينافقوا أو ينموا أو يغتابوا أو يتجسسوا على المؤمنين ليزجونهم بالسجون .
أين الذين إذا وعدوا صدقوا وإذا عاهدوا وفوا أين أهل العفو عند المقدرة أين أهل العدل والإنصاف .
الذين حلمهم مثل الجبال الراسيات أين الذين يلتمسون الكرب ليفرجوها ، أين الذين يبتعدون عن الربا ومعامليه أين الذين يعرفون الولاء والبراء ولا يألفون ولا يجالسون إلا أهل الصلاح ويبتعدون كل البعد عن أهل المعاصي من اللوطية والزناة الذين يطاردون النساء في السواق والذين يساكنون الكفار والعياذ بالله .
أين الذين يبحثون عن الفقراء الذين لا مورد لهم فينعشونهم بما تيسر من زكاة أو صدقة تطوع دراهم أو طعام أو كسوة . أو يتسببون لهم في وظائف يكفون بها وجوههم عن النظر لما في أيدي الناس .
أين الذين يؤدون الزكاة مكملة لمن يستحقها لا يحابون بها ويبحثون عن أهل العوائد فإذا وجدوهم غير مستحقين لم يبالوا بهم ولم يعطوهم لعلمهم أنها لا تبرأ ذممهم بذلك .
أين الذين يبحثون عن الأرامل والأيتام ليجبوا قلوبهم بما من الله عليهم به ، أين الذين يهجرون الفسقة والظلمة والمجرمين حتى ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم .
أين الرجل المهذب الذي لا يلتبس في سره ولا في علانيته بحال يستحي من اطلاع العقلاء عليه ولا يعمل عملا لا يرفعه عند الله درجة ولا يقول قولا غير مفيد لسامعه فائدة في دينه ولا يضمر لعدوه سوءا إذا سالمه ولا يتخلق إلا بكل خلق جميل .


مكارم الأخلاق التي هي آداب الإسلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع