مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (28)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


14/03/2024 القراءات: 144  


البكاء عند قراءة القرآن
في شهر رمضان يحرص المسلمون على حضور صلاة التراويح، وأدائها مع جماعة المسلمين في المساجد، ابتغاء للأجر، وطلبا للمثوبة والفضل من الله تعالى، ويجاهد المسلم نفسه على المواظبة عليها عسى أن يحظى بالمغفرة من الخالق جل وعلا.
وقد ورد في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال: "من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة" رواه الترمذي.
فبقاؤه مع الإمام، وصلاته معه حتى ينتهي ويفرغ من صلاته، ينال بها عظيم الأجر والثواب، فهو يؤمِّن خلف إمامه حين يدعو في قنوته، ويكون حاضر القلب، متأملا متدبرا آيات الله تعالى التي تتلى، آخذا العظة والعبرة من تلك القصص والمشاهد التي يرد ذكرها في سور القرآن الكريم.
وينبغي للمسلم حين صلاته أن يكون حاضر القلب، متأملا تلك الآيات، متفاعلا معها بقلبه، يخشع عند سماعها، إذ هي كلام الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [سورة الزمر، آية (23) ] ، وقال جل شأنه: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ} [سورة الحشر، آية (21) ] .
والبكاء عند قراءة القرآن، أو عند سماعه، بشرى خير، تدل على تأثر القارئ والمستمع والمصلي بما سمعه من كلام الباري جل وعلا، وتدل على امتلاء قلبه
وزيادة إيمانه، {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً} [سورة الأنفال، آية (2) ] ، وكان رسول الله صلى الله عليه واسلم يبكي عند القراءة، قال عبد الله بن الشخير رضي الله عنه: "دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فسمعت في صدره أزيزا كأزيز المرجل من البكاء"، رواه أحمد والنسائي. وكذلك كانت أحوال الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح رحمهم الله.
لكن المشاهد من حال البعض، أن بكاءهم في صلاة التراويح يكون في أثناء القنوت، ويرفعون أصواتهم بالبكاء، بحيث، يشوّشون على إخوانهم المصلين، فهؤلاء مثابون على قدر نياتهم، ولكن ينبغي أن نتأمَّل أحوال السلف في ذلك، وإمامنا، وقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان تأثره من قراءته في صدره، بحيث يكون بكاؤه في صدره دون، صوت، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم عند سماعهم القرآن كانت تفيض دموعهم، وتقشعر جلودهم دون أن يحدثوا صراخا، أو رفعا لأصواتهم، وهم أدرى الأمة وأعرفها، وأقرب الناس لهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام.
منع القُرانُ، بوعده ووعيده ... مُقَلَ العيون بليلِها لا تهجع
فهموا عن الملك العظيم كلامه ... فهما تذل له الرقاب وتخضع


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (28)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع