مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


( وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ )

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


11/04/2023 القراءات: 235  


مبطلات الاعتكاف

1- الخروج من المسجد لغير حاجة عمدا، وإن قلَّ وقت الخروج. لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ» (رواه مسلم)، ولأن الخروج يفوت المكث في المعتكف، وهو ركن الاعتكاف.

2- الجماع، ولو كان ذلك ليلًا.

لقوله تعالى: ( وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ ) [البقرة:187]، ويدخل في حكم الجماع: الإنزال بشهوة بدون جماع كالاستمناء، ومباشرة الزوجة في غير الفرج.

3- العزم على قطع الاعتكاف.
إن نوى المسلم اعتكاف أيام معينة، ثم قطع اعتكافه يجوز له قضاؤه؛ لما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) إذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ [ معتكفه: أي موضع اعتكافه في المسجد]،وَإِنَّهُ أَمَرَ بِخِبَائِهِ [ الخباء: بناء من وبر أو صوف.كالخيمة] ، فَضُرِبَ -أَرَادَ الِاعْتِكَافَ فِي الْعَشْرِ الْأواخِرِ مِنْ رَمَضَانَ-، فَأَمَرَتْ زَيْنَبُ بِخِبَائِهَا فَضُرِبَ، وَأَمَرَ غَيْرُهَا مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) بِخِبَائِهِ فَضُرِبَ، فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ الله (صلى الله عليه وسلم) الْفَجْرَ نَظَر، فَإِذَا الْأَخْبِيَةُ. فَقَالَ: آلْبِرَّ تُرِدْنَ [ خوفًا منه (صلى الله عليه وسلم) أن يكن غير مخلصات في الاعتكاف] ؟ فَأَمَرَ بِخِبَائِهِ فَقُوِّضَ [ قوض: أي هدّ الخباء] ، وَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي الْعَشْرِ الْأُوَلِ مِنْ شَوَّالٍ» (متفق عليه)، وفي رواية: «العشر الأواخر من شوال».

4- عيادة المريض وشهود الجنازة:
لا يعود المعتكف مريضًا، ولا يشهد جنازة، وينقطع لعبادة الله في معتكفه.

قال الإِمام ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد): "لمّا كان صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إِلى الله تعالى متوقفًا على جمعيته على الله، ولم شَعثه بإِقباله بالكلية على الله تعالى، فإِن شَعَثَ القلب لا يَلُمُّه إلا الإِقبال على الله تعالى،
وكان فُضول الطعام والشراب، وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام ممّا يزيده شَعَثـًا،
ويُشَـتـِّتـُه في كلِّ وادٍ، ويقطعه عن سيره إِلى الله تعالى أو يُضعِفُه، أو يُعوِّقُه ويوقفه؛
اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أنْ شَرَعَ لهم من الصوم ما يُذهب فضول الطعام والشراب، ويستفرغ من القلب أخلاط الشهوات المعوقة له عن سيره إِلى الله تعالى،
وشرعه بقدر المصلحة، بحيث ينتفع به العبد في دنياه وأُخراه ولا يضره، ولا يقطعه عن مصالحه العاجلة والآجلة، وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى وجمعيته عليه، والخلوة به، والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه والإِقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته، فيستولي عليه بدلها، ويصير الهم كله به.." (اهـ).

لذا ينبغي على المعتكف أن يراعي في اعتكافه تحصيل هذه المطالب العظيمة:
- التفرغ لعبادة الله وعدم مخالطة الناس.
- تحري ليلة القدر.
- إصلاح القلب وتربية النفس.
- التحلي بالصبر الجميل، والصفح عن إخوانه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


( وَلَا تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنتُمۡ عَٰكِفُونَ فِي ٱلۡمَسَٰجِدِۗ )


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع