مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (179)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


29/05/2024 القراءات: 6  


-مقترح تحقيق:
للشيخ رمضان بن موسى بن محمود بن أحمد العطيفي الدمشقي (1019 - 1095هـ/ 1610- 1684م) "ثبَتٌ" لم يطبع، وهو مهم في الدراسات الحديثية التاريخية الدمشقية، فحبذا أن يقوم أحد الباحثين بتحقيقه ودراسته.
والعطيفي هذا هو الذي نسخ "ترجمة العلامة السيوطي" لتلميذه الحافظ الداودي (ت: 945)، ولم أقف على نسخة أخرى سواها، وعنها أخرجتُ ذلك الكتاب.
وللأخ الكريم الشيخ عادل العوضي مقالٌ نافعٌ مفيدٌ عن الشيخ العطيفي، فليُستفد منه.
***
-نعمتْ الهدية:
قال حاجي خليفة في «كشف الظنون» (1/ 1):
«‌‌الأربعين العدلية للشيخ شهاب الدين أحمد ‌بن ‌حجر الهيتمي المكي، المتوفى سنة 973. جمع بأسانيده ما يتعلقُ بالعدل والعادل، وأهداها إلى السلطان سليمان خان. أوله: الحمد لله مالك الملك ذي الجلال والإكرام … الخ».
***
-أشعار:
تنزيه:
قال الدردير في "الخريدة البهية":
منزهٌ عن الحلولِ والجههْ ... والاتصالِ الانفصالِ والسَّفهْ
وقلت:
منزَّهٌ عن الجهات والحلولْ ... والوصل والفصل، كذلك نقولْ
السبت (11) مِنْ شوال (1445) = (20/ 4/ 2024م).
###
-رقة وشموخ:
قلتُ:
ملكتْ قلوبَ الناس رقةُ طبعهِ ... وتواضعٌ هُـو في الشموخ عجيبُ
قالوا: مَهيبٌ قلتُ: أعلى منزلًا ... في الوصفِ عندي أنْ يُقال: حبيبُ
الأحد (12) مِنْ شوال (1445) = (21/ 4/ 2024م).
###
-لقاء الحبيب:
أرسلَ إلي صديقٌ هذا البيت:
واسترحْ بالحبيب فيما تلاقي ... كلُّ شيء سوى الحبيبِ عناءُ
فقلتُ:
ولقاءُ الحبيب نسمةُ فجرٍ ... وأمانٍ تحقَّقتْ وبهاءُ
وابتسامٌ مِنْ بعد دمعة حزنٍ ... ورياضٌ تزهو بها الأفياءُ
وكؤوسٌ من الحنان وبحرٌ ... ليس تدري أوصافَه الشعراءُ
كل هذا شيء قليلٌ قليلٌ ... حسبُنا أن نقول: ذاك اللقاءُ
الجمعة (17) مِنْ شوال (1445) = (26/ 4/ 2024م).
###
-ذكر الله تعالى:
-قال الشيخ الدكتور عدنان زُهار:
دع الدنيا الدنية ليس فيها ... سوى الأكدار تتلوها همومُ
ولازمْ يا أخيَّ الذكرَ واجلسْ ... مجالسَه ففيها ما ترومُ
-وقلت مذيلًا على بيتيه:
ترى فيها لداءِ القلب طبًّا ... وتُلقي عنك همَّك إذ تقومُ
هناك النورُ يغشى مَنْ أتاها ... وأملاك السماء بها تحومُ
السبت (18) مِنْ شوال (1445) = (27/ 4/ 2024م).
###
-دعاء:
ربّي بحبِّك للشفيعِ محمدٍ ... أدعوك للألمِ الشديدِ المُؤرقِ
أنزلْ على ألمي الشفاءَ المُرْتجى ... والطفْ وأسعفْ بالمرادِ وحقِّقِ
الجمعة (24) مِنْ شوال (1445) = (3/ 5/ 2024م).
***
-دع الحسود:
نظرتُ في "مشيخة الإمام عز الدين بن جماعة" تخريج الحافظ العراقي، ورأيتُ فيها (ص: ٢٣٤) بيتين للإمام الشافعي، ولم أرَهما منسوبين إليه في غيره، وهما:
دع الحسودَ وما يلقاهُ مِنْ كمَدِهْ ... كفاكَ منه لهيبُ النار في كبدِهْ
إنْ لمتَ ذا حسدٍ نفَّستَ كربتَهْ ... وإنْ سكتَّ فقد عذبتَه بيدِهْ
وقد خطر لي -للتسلية ومدافعة المرض- تشطيرهما، فقلت:
(دع الحسودَ وما يلقاهُ مِنْ كمَدِهْ) ... وحسبُه أنْ يعاني المُرَّ مِنْ حسدِهْ
لا تلقينَّ له بالًا ولا نظرًا ... (كفاكَ منه لهيبُ النارِ في كبدِهْ)
(إنْ لمتَ ذا حسدٍ نفَّستَ كربتَهْ) ... وبات ينفخُ كيرَ المكرِ في خلدِهْ
إذا تكلمتَ فيهِ زدتَّه أملًا ... (وإنْ سكتَّ فقد عذبتَه بيدِهْ)
الاثنين: (27) من شوال سنة (1445) = (6/ 5/ 2024).
وأرسل إليَّ الأخ الكريم الفاضل الشيخ محمد عبدالحميد العبطان:
وسلَّم الله شيخي دائمًا أبدًا ... مِن كلّ نائبة في يومهِ وغدِهْ
وزادكم سيدي عفوًا وعافيةً ... ولا أراكم بلاءً فالقضا بيدهْ
ولا بأس طهور سيدي وشيخي وقدوتي.
ابنكم / محمد العبطان.
###
الأحد (4) مِنْ ذي القعدة (1445) = (12/ 5/ 2024م).
قلت عصر هذا اليوم:
منْ كانَ قد أوتيَ في دهرهِ ... فضلًا وعلمًا قامَ في نشرهِ
فإنَّ ذا مِنْ ربِّه نعمةٌ ... فليملأ الأوقات في شكرهِ
وقلت:
يُعجبني ما جاء مِنْ قولٍ ... عن عالمٍ صحَّ لنا قولُه:
كم مِنْ ذليلٍ عزُّهُ علمُه ... كم مِنْ عزيزٍ ذلُّهُ جهلُه
###
أرسل صديقٌ كريمٌ صورة له وهو يكتبُ، وكتب تحتها: "مع القلم والورق حتى في خيمة النزوح". فكتبت إليه:
ذو العلم لا يتركُ أوراقَه ... حتى ولو في خيمة النزحِ
يَكتبُ ما يلقيهِ في بالهِ الـ ... ـفتّاحُ مِنْ فكر ومِنْ فتحِ
***
-تشبيه دقيق:
قال العلامة ابن الوزير الصنعاني وهو يحكي غربته ويجسدُ محنته :
ﻓﺤﻴﻨًﺎ ﺑﻄﻮﺩٍ ﺗﻤﻄﺮ اﻟﺴﺤﺐ ﺩﻭﻧﻪ ... ﺃﺷﻢ ﻣﻨﻴﻒ ﺑﺎﻟﻐﻤﺎﻡ ﻣﺆﺯﺭُ
ﻭﺣﻴﻨًﺎ ﺑﺸِﻌﺐ ﺑﻄﻦ ﻭاﺩ ﻛﺄﻧﻪ ... ﺣﺸﺎ ﻗﻠﻢ ﺗﻤﺴﻲ ﺑﻪ اﻟﻄﻴﺮ ﺗﺼﻔﺮُ
ﺇﺫا اﻟﺘﻔﺖ اﻟﺴﺎﺭﻱ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﻗﻠﺔ ... ﺗﻮﻫﻤﻬﺎ ﻣِﻦ ﻃﻮﻟﻬﺎ ﺗﺘﺄﺧﺮُ
ﺃﺟﺎﻭﺭ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺋﻪ اﻟﺒﻮم ﻭاﻟﻘﻄﺎ ... ﻓﺠﻴﺮﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮء ﺃﻭﻟﻰ ﻭﺃﺟﺪﺭُ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻳﺼﻔﻮ ﻟﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﻭﺭﺩُه ... ﻭﺇﻻ ﻓﻮﺭﺩ اﻟﻌﻴﺶ ﺭﻧﻖ ﻣﻜﺪﺭُ
ﻓﺈﻥ ﻳﺒﺴﺖْ ﺛﻢ اﻟﻤﺮاﻋﻲ ﻭﺃﺟﺪﺑﺖْ ... ﻓﺮوﺽ اﻟﻌﻼ ﻭاﻟﻌﻠﻢ واﻟﺪﻳﻦ ﺃﺧﻀﺮُ
ﻭﻻ ﻋﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻮ ﻛﺮﻳﻢٌ ﺑﻨﻔﺴﻪ ... ﻭﻟﻜﻦ ﻋﺎﺭًا ﻋﺠﺰه ﺣﻴﻦ ﻳﺒﺼﺮُ
ﻓﻘﺪ ﻫﺎﺟﺮ اﻟﻤﺨﺘﺎﺭُ ﻗﺒﻠﻲ ﻭﺻﺤﺒﻪ ... ﻭﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺽ اﻟﻨﺠﺎﺷﻲ ﺟﻌﻔﺮُ
وقد سُئل عن وجه تشبيه بطن الوادي بالقلم، فقال الأخ الفاضل الشيخ أمين السعدي مجيبًا:
"وجه التشبيه بينٌ واضحٌ، وهو أن ابن الوزير شبه الوادي بالقلم وهو الأنبوبة الجوفاء أو القصبة، التي بريت، فتدخلها الريح فتصفر فيها.
وأغلب الوديان ضيق منحدر بين جبلين أو رابيتين، وهو منفذ للسيل فيها.
وتشبيهه لها بالقلم لا الأنبوبة غاية في الجودة.
قال الثعالبي في فقه اللغة: لا يقال قلم، إلا إذا كان مبريًا، وإلا فهو أنبوبة (وفي نسخ: قصب). اه‍
ووجه جودته أن الريح تنحت حوافي ما ارتفع من الوادي وتبريه كالقلم.
وقريب منه قول الشاعر، ويعزى لخلف بن خليفة:
ويطربني في مجلس الأنس بيننا ... أنابيب في أجوافها الرّيح تصفرُ
ومثله قول الحارثي
وأخليتها من مخها فَكَأَنَّهَا... أنابيب فِي أجوافها الرّيح تصفرُ
فلعل ابن الوزير انتزع هذا المعنى منهما، لشدة حفظه لأشعار العرب، وبراعته فيه.
والله أعلم".
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع