التفكير: أ.د موفق اسعد الهيتي
التفكير "عملية ذهنية يتفاعل فيها الادراك الحسي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف ولا ينفصل التفكير عن الذكاء والابداع بل هي قدرات متداخلة ويشتمل التفكير على الجانب النقدي والجانب الابداعي من الدفاع اي انها تشمل المنطق وتوليد الافكار لذلك، ويحتاج التفكير الى دافع يدفعه او لا بد من ازالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في اخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به" . ويعرفه (حسن زيتون) بانه مجموعة العمليات او المهارات العقلية التي يستخدمها الفرد عند البحث عن اجابة لسؤال او حل لمشكلة او بناء معنى او التوصيل الى نواتج اصلية لم تكن معروفة له من قبل وهذه العمليات او المهارات قابلة للتعلم من خلال معالجة تعليمية معينة. (2)
رغم التقسيمات العديدة للتفكير نجد تقسيما آخر حيث يذكر ان التفكير نوعان هما :
1. التفكير متشعب الاتجاهات : ويقصد به التفكير المبدع .
2. التفكير أحادي الاتجاهات : ويقصد به التفكير الذكي الذي يعتمد على أعمال الذاكرة .
إنَّ هذه الإمكانيات تساعد اللاعبين على اتخاذ القرار المناسب للموقف الحاصل إمامهم في أثناء مجريات اللعب، وبالإمكان إجراء التعديل أو التغيير البسيط في الخطة في بعض مفرداتها بما يناسب الحالة والموقف الخططي، ويلعب التفكير الخططي للاعبين في هذه المواقف دوراً بارزاً ومؤثراً في مجريات الخطة ومفاصلها، حيث يعدُّ التفكير الجاد والفاعل والمبدع في استخدام حالة معينة او تبديل جانب معين في الخطة او استخدام التغذية الراجعة الداخلية (الذاتية) للوقوف على مكامن القوة والضعف في كل مراحل الخطة من أجل تصحيح الأخطاء وتعلم وتدريب الحالة الصحيحة. وصول اللاعب إلى هذه المرحلة محمَّلاً بالمعارف والمعلومات التي حصل عليها في المرحلة الأولى وقام بتطبيقها في المرحلة الثانية
ان لعبة كرة القدم هي لعبة جماعية يظهر فيها تعاون وتفاهم وانسجام اللاعبين في الأداء الجماعي الذي يعد قاعدة أساسية لعمل الفريق ، والتفكير الجماعي أساسا لنجاح الفريق ، وهذا لا يلغي دور اللاعب الماهر والموهوب والذي يمتاز بأداء خططي فردي بل يعد مهم جدا في الفريق ويتم تكليفه بواجبات كثيرة في المباراة ويمكن ان يكون مفتاح اللعب لمواقف وحالات تكتيكية معينة ، وهذا اللاعب لايمكنه تحقيق مستوى عالي بمفرده إلا إذا وظف هذه الإمكانيات إضافة إلى الصفات الإرادية والنفسية معها في بودقة واحدة مع العمل الفرقي الجماعي لكي يحقق طموحه وطموحات فريقه ، " وان سرعة الفعاليات التكتيكية تعني سرعة التفكير والحل السريع للحالات الطارئة أثناء اللعب وهذا يرتبط مباشرة بقدرة اللاعب على قراءة المباراة وتقويم الحالة المستجدة واتخاذ القرار الحاسم بإيجاد أسلوب مناسب للرد على ذلك ، وان تقويم التكتيك المستخدم يرتبط مباشرة بحيازة الكرة أي ان أسلوب لعب الفريق للكرة لا يتقرر في حالة الاستحواذ على الكرة بل قبل حيازتها بلحظات مما يتطلب سرعة عالية في تطبيق التكتيك ". وان التركيز الفكري للاعب مطلوب في هذه الحالات الخططية . " إذ إن الاختيار المناسب لإحدى هذه الحلول يعتمد على قدرة اللاعب بالتفكير قبل تسلم الكرة بزمن قصير مرتبطا بالتقويم الصحيح لحالة اللعب والوضع الآني للاعبي فريقه والمنافسين وإمكانية زملائه على قراءة موقفه "(2)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. (النجدي وآخرون،2005).
2. محمود داود الربيعي واخران: نظريات التعلم والعمليات العقلية،ط1، دار الكتب العلمية ،بيروت ، لبنان، ب ت، ص124.
3. احمد عريبي عودة : المدرب وعملية الاعداد النفسي ، ط1، المكتب الهندسي ، بغداد ، 2007 ، ص119
4. موفق اسعد الهيتي: استراتيجيات استراتيجيات خطط وطرق اللعب الحديثة في كرة القدم، ص66
5. محمد حسن علاوي : مدخل في علم النفس الرياضي ، ط6، مركز الكتاب للنشر ، القاهرة ، 2007، ص 280.
6. حنفي محمود مختار : الأسس العلمية في تدريب كرة القدم ، دار الكتاب الحديث ، القاهرة ، د ، ت ،ص317.
تاريخ النشر
22/02/2023
الناشر
مجلة دراسات علوم الرياضة تصدر عن المجمع العلمي العربي لعلوم الرياضة
موفق اسعد الهيتي | Muwafaq Asaad Alhiti | 9683