من سنن الحياة على المسلمين التعرّض للشدائد والمحن بأنواعها ابتلاء وامتحان من الله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، وإنّ من الواجب علينا كمسلمين أن نتعلم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي تُعد منهجاً تربوياً وقيماً عليا يرجع اليها العالم بأسره ويستفيد منها، فقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم ومعاملته مع الآخرين قائمة على الإنسانية وبناء العلاقات التي يسودها الود والسلام والرحمة والتسامح مع الآخرين، لقد عامل النبي صلى الله عليه وسلم الكون كله بمبدأ الإحسان وأعطى الأمن والأمان للجميع، و مع ذلك فقد قام اليهود بتحريض قبائل العرب ضد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتشكيل جيش موحد لحصار المسلمين سميت (غزوة الأحزاب) وذلك في السنة الخامسة من الهجرة، وأحاط الأعداء المسلمين من فوقهم ومن أسفل منهم، حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر
ولقد جسّد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل نموذج لإدارة هذه الأزمة بجميع أطرافها وأنواعها ولقد تضمن البحث فصول الأزمة ومعالجتها من خلال تحديد الأهداف وجمع المعلومات، وفتح مجال الشورى، ومتابعة العمل في مواجهة العدو، ويتكون هيكل البحث من بيان أسباب الغزوة، والأطراف المشاركة، ودور المنافقين في هذه الأزمة ومساندتهم جيش الأحزاب، والأحوال الاجتماعية داخل المدينة المنورة، وذكر البيانات العسكرية للجيوش ونتائج هذه الأزمة والحرب مع الأحزاب والدروس المستفادة منها.
الدكتور نايف بن ناصر المنصور | Naif naseer almansoor | 14752