مدونة اماني الهادي محمدخير


العصابات الاجرامية من وجهة نظر نفسية

أماني الهادي محمدخير | Amani Alhadi


10/01/2023 القراءات: 832  



 مدونة اماني الهادي محمدخير Amani Alhadi g

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العصابات الاجرامية من وجهة نظر نفسية 

 

بقلم د/اماني الهادي محمد خير

الجريمة ظاهرة اجتماعية لازمت المجتمعات ويصب اثرها على المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء وتهدد امن الانسان بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة، فالجريمة كل فعل يعود باضرر على المجتمع ويعاقب عليه القانون وهي ظاهرة اجتماعية تنشأ عن اتجاهات وميول و عقد نفسية وعن التأثير بالبيئة الفاسدة وجماعة رفاق السوء. 

اصبح المجتمع يشهد امراض نفسية نتيجة للضغوط الحياتية واي كانت الضغوط سواء كانت على البعد الاجتماعي او الاقتصادي مع قلة الوازع الديني تظهر تلك الضغوط عيوب الفرد ويظهر ذلك في شكل سلوك اجرامي غير مقبول من المجتمع، وعدم استقرار العلاقات الاجتماعية الاسرية تجعل الفرد مهيئاً لارتكاب الجريمة، واهم الاسباب التي تؤدي الى ارتكاب الجرائم وظهور العصابات الاجرامية هي البطالة، فأن البطالة تؤدي الى وجود صراع اجتماعي ونفسي؛ حيث يجد العاطل نفسه في عزلة اجتماعية وفراغ وعندما تنعدم معها المعرفة الدينيه والدعم الاجتماعي و الاسري تؤدي بالعاطل عن العمل الى البحث عن بدائل جديدة لانتمائة الاجتماعي وغالباً ما تكون هذه البدائل مع اقران منحرفين سلوكياً، وبذلك تنشأ العصابات الاجرامية والمجتمعات المنحرفة، فالبطالة لها نتائج سلبية منها الاثار النفسية والاجتماعية، فالعاطل عن العمل يحمل بداخله احساس بالدونية والظلم الاجتماعي والرغبة في الانتقام ويؤهله هذا الاحساس الى الاقبال على المخدرات وعالم الجريمة ويكون فريسة سهلة لتلك العصابات الاجرامية وتؤدي البطالة الى تدهور احوال الفرد الاقتصادية ويتجه العاطل الى مخالطة اصحاب السوابق ذوي السلوك الاجرامي وبذلك يتجه الى السرقة و الاحتيال و التزوير كونه يتوفر لديه اوقات فراغ تؤدي به الى التفكير والتخطيط لارتكاب سلوكيات غير مشروعة، كما يمكن القول ان الفقر هو البيئة الخصبة التي تتهيأ فيها الفرص لظهور العصابات الاجرامية، بمعنى ان الفقر يساعد علي تكوين العصابات الاجرامية، ولكن ليس الاساس فإذا اجتمعت البطالة وقلة الوازع الديني وعدم الرقابة الاسرية و الاجتماعية والامنية والسياسية والفقر كثرة الجرائم وتنشأ العصابات الاجرامية، وبذلك يصبح المجتمع مهدداً ولا يشعر الفرد فيه بالامان ويكون الشعور السائد في المجتمع هو الخوف و الفزع والقلق،، ولعلاج مشكلة العصابات الاجرامية لابد من دق ناقوس الخطر وذلك بتضاعف الجهود الامنية والسياسية والدينية والاجتماعية و الاقتصادية و الاسرية يد واحدة مع بعضهم البعض مع الاخصائي النفسي والباحث الاجتماعي، فمشكلة الجرائم والعصابات الاجرامية بشتى مسمياتها مشكلة مجتمعية فلكل فرد داخل المجتمع دوراً مهماً في حل هذه المشكلة ولاتستطيع موسسة بعينها حل هذه المشكلة فلابد للإعلام بكافة أنواعه المقروءة والمسموع والمرئي ووسائل التواصل الاجتماعي ان يقومو بالنوعية الاعلامية وفرد حيزاً كبيراً لهذه المشكلة التي تأثر في المجتمع بأثره، ورجال الدين عليهم بالوعظ والإرشاد في الخطب والندوات واللقاءت والمحاضرات الدينية، والجهات الامنية عليها تشديد رقابتها داخل الاحياء السكنية وفي الأسواق بصورة اوسع حتى لا يجد المجرم طريقة لارتكاب جرائمه، و على رجال الأعمال توفير فرص عمل للشباب وبذلك يقل عدد العاطلين عن العمل، وعلى الاسر الاهتمام بافرادها وحل مشكلاتهم وعلى الفرد محاسبة نفسه وتحكيم عقله قبل الاقدام على اي فعل (حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا)



العصابات الاجرامية ، وجهة نظر نفسية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع