مدونة الدكتور هلال السفياني التربوية


التحليل لفقرات الاختبارات

د. هلال محمد علي السفياني | Dr: Helal Mohammed Ail Alsofeany


09/07/2020 القراءات: 5651  


إن تحليل فقرات الاختبار له فوائد عدة للمعلم وللمتعلم على حدٍ سواء، ويمكن أن نذكر أهم الفوائد لتحليل نتائج الاختبار فيما يلي:
1- من خلال تحليل نتائج الاختبار يستطيع المعلم أن يحدد مواطن الضعف والقوة عند كل تلميذ في الصف, كما يستطيع أن يقف على مستويات التلاميذ وقدراتهم واستعداداتهم (الفروق الفردية)، فيختلف التلاميذ في قدراتهم واستعداداتهم، فمنهم من يتميز بقدرته على الحفظ، وغيرهم بالفهم، بينما البعض يتميزون بقدراتهم على التحليل والاستنتاج والتقويم، أي مهارات التفكير العليا، ولهذا فإن استجابتهم على فقرات الاختبار الجيد الذي يتضمن المهارات المختلفة سيجعل المعلم يشخص التلاميذ ويتعرف على مستوياتهم المختلفة.
2- كما يستطيع المعلم من خلال تحليل نتائج الاختبار الكشف عن مدى جدوى طرق وأساليب التدريس التي استخدمها مع كل موضوع من موضوعات مادته الدراسية، ومدى مناسبتها لكل التلاميذ بمختلف مستوياتهم (العالي، المتوسط، الضعيف)، وذلك من خلال تحليل إجابات التلاميذ على الفقرات التي تمثل كل موضوع من موضوعات المادة، مثال ذلك، إذا كانت أغلب أخطاء التلاميذ على الفقرات التي تقيس مستوى التطبيق، فربما كان السبب في ذلك يعود إلى أن المعلم لم يوفر أنشطة تدريبية كافية للتلاميذ تكسبهم مهارة التطبيق، ومن ثمَّ إذا كانت الطرق والأساليب المستخدمة غير مجدية فيقوم بتعديلها بناء على نتائج التحليل، وهذا ما تدعو إليه التربية الحديثة التي ترى أن المعلم الفعال هو من يستفيد من التغذية الراجعة من التقويم في تعديل استراتيجيات تدريسه.
3- كما أن الموضوع أو الوحدة الدراسية التي أخفق جميع التلاميذ أو أغلبهم في الإجابة عن الفقرات الاختبارية التي تمثل تلك الوحدة، تدل على عدم تحقق أهداف تدريس المعلم لتلك الوحدة، ومن ثمَّ يجب عليه أن يعيد تدريسها للتلميذ باستخدام أساليب واستراتيجيات أخرى تتناسب مع مخرجات التعلم لتلك الوحدة الدراسية.
4- يساعد تحليل نتائج الاختبار الكشف عن الأخطاء الفنية في صياغة الفقرات، فمثلًا الفقرة التي لا يجيب عنها أي تلميذ بشكل صحيح، فقد يكون سبب ذلك عدم دقة وسلامة صياغة الفقرة، أو ربَّما كانت الكلمات المستخدمة تحمل أكثر من معنى، بل وربما أوقع المعلم نفسه في حرج مع أولياء أمور التلاميذ الذين يتابعون أبنائهم، بحجة أن إجابة أبنائهم صحيحة، لذا فالتحليل يساعد المعلم في الكشف عن مصدر الخطأ، ثم يضع المعالجات المناسبة، كأن يحذف الفقرة، أو يعيد توزيع الدرجات على الاختبار كله.
5- تحليل نتائج الامتحان تساعد المعلم على تحقيق التنمية المهنية المستمرة، بحيث يصبح كاتب فقرات اختبارية جيدة، ويتخلص بالتدريب والمِرَان من الأخطاء التي يقع فيها.
6- من خلال تحليل نتائج الاختبارات المتكررة يستطيع المعلم وضع قاعدة معلومات عن مستوى تقدم كل تلميذ بمختلف المجالات التي تساعد المادة التعليمية على تنميتها في شخصية التلميذ، وبالتالي يستطيع وضع تقرير دقيق عن مستوى تقدم كل تلميذ.
7- إن تحليل فقرات الاختبار مع الطلبة كما هي خبرة تعليمية جيدة للمعلم فهي خبرة تعليمية جيدة للطلاب؛ لأنها تخلق لديهم نوعا من الدقة والانتباه في فحص البدائل قبل اختيار الجواب، كما أن الفوائد السابقة تنعكس على التلاميذ، من خلال الإجراءات العلاجية التي سيتخذها المعلم بعد إجراءه لتحليل فقرات الاختبار.
الخصائص السيكومترية لفقرات الاختبار:
عزيزي المعلم، التحليل الإحصائي لفقرات الاختبار ليست فقرة مستقلة عن الفقرة السابقة، بل هي جزء مكمل لها، وإنما أفردتها بفقرة مستقلة لغرض تسهيل الدراسة، ليس إلا، إذ الخصائص السيكومرتية لفقرات الاختبار توضح لنا مدى جودة الفقرات الاختبارية ودقتها، وبالرغم من أهميتها إلا أن أغلب من يهتم بها هم الباحثون الذين يجرون أبحاثا تجريبية لاستراتيجيات أو طرق أو أساليب تدريس، فيكون الاختبار التحصيلي هو الأداة المناسبة لقياس أثر تجربته على تحصيل التلاميذ في المجموعة التجريبية.
ويُعد تجريب الاختبار وتحليل فقراته إحصائيا من المراحل الأساسية لبنائه، وتستهدف عملية التحليل الإحصائي استخراج الخصائص السيكومترية لفقرات الاختبار، مثل معاملات السهولة والصعوبة والتمييز وفاعلية المموهات.
فوائد استخراج الخصائص السيكومترية لفقرات الاختبار:
تتمثل فوائد استخراج الخصائص السيكومترية لفقرات الاختبار في الآتي:
1- يتعرف المعلم على مستوى سهولة وصعوبة كل فقرة من فقرات الاختبار، ومن ثمَّ يضع المعالجات المناسبة للفقرات التي تكون صعبةً جدا، فوق مستوى التلاميذ، كأنْ يحذفها، وهذا يُجنِّبُه الاحراج مع الإدارة والتلاميذ، فكما هو معروف أن فقرات الاختبار الجيد ينبغي أن لا تكون صعبة جدا بحيث لا يستطيع أي تلميذ الإجابة عنها، ولا تكون سهلة جدا بحيث يجيب عنها جميع التلاميذ؛ لأن ذلك يفقد الفقرة/ الفقرات قدرتها التمييزية بين فئات التلاميذ المختلفة، ولهذا وضع العلماء محكَّات لسهولة وصعوبة الفقرة وقدراتها التمييزية.
2- بالتعرف على مستوى مُعَامِلَي سُهولة وصعوبة الفقرة يتمكن المعلم في الاختبارات اللاحقة من ترتيب الفقرات في الورقة الامتحانية بناءً على سهولتها وصعوبتها، فالتوجهات المعاصرة ترى أن توضع الفقرات السهلة في بداية الامتحان، والصعبة في نهاية الامتحان، بينما هذه الخطوة تفيده في تعديل الفقرات التي لا تتناسب مع المحكات والمعايير المناسبة لقبول سهولة وصعوبة الفقرة، ومن ثمَّ يتمكن من بناء اختبار جيد.
3- يتعرف المعلم من خلال التحليل الإحصائي على فعالية البدائل (المشتتات)، ومدى قدرتها على التمويه، ومن ثمَّ فإنَّ البديل الذي لا يمتلك قدرة على التمويه، يمكن للمعلم أن يتخلص منه في الاختبارات اللاحقة، وهذا يجعله كاتبَ فقراتٍ جيدة في المستقبل.
4- يساعد التحليل الإحصائي للفقرات في التعرف على القدرة التمييزية لكل فقرة، ومن ثمَّ يتمكَّن المعلم من توزيع التلاميذ إلى فئات بحسب إجاباتهم على الفقرات الاختبارية، كما يستطيع أن يختار ويصمم الأنشطة التعليمية والإثرائية التي تتناسب مع مستوى كل فئة


تحليل فقرات الاختبار، الخصائص السيكومترية للفقرات الاختبارية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع