د.نوال الصادق أحمد الطيب السفوري


عام مضى من عمرنا .. بمناسبة العام الميلادي الجديد

د.نوال الصادق أحمد الطيب السفوري | Dr.Nawal Elsadig Ahmed Eltaieb Elsafory


02/01/2023 القراءات: 917  


عام مضى من عمرنا:
خرجت حشود الناس وإنتشرت في الأرض كأنه حشر..وامتلأت الساحات و الحدائق والكل يرقص طربا ويميل نشوة وكأنه يوم عرس، تعبيراً عن سعادتهم بمقدم العام الجديد.
وأنا تلازمني حيرتي : ياترى هل أفرح بالعام الجديد لأني لازلت في فسحة من أمري والحمد لله فأنا من الأحياء ولم يغيبني الفناء؟!، وبإمكاني التزود بالعلم والعمل الصالح والاستزادة بكل خير يزيدني قربا من الإله جل في علاه ؟! أم أحزن لنقصان عمري لأن ذلك ينذرني باقتراب الحِمام ؟!
وتمضي بنا الأيام وتنقضي الليالي سراعا وكأنها على موعدٍ أو رهان أو سباقٍ إحتدم وغاه،
وتخرج الساعات واللحظات من أعمارنا بلطف ورقة النسمات دون انتباه ، لا يمضي يوم وإلا على إثره تتسارع الأيام تنذر بانتهاء العام.
ومع تسارع وتيرة الأيام كان لزاماً علينا أن نسارع في اغتنامها وتعميرها بالأعمال الصالحة وبالإنجازات العلمية والعملية التي تبيض صحائفنا وتسعدنا في الدنيا والآخرة.
قال تعالى:( ۞ وَسَارِعُوۤا۟ إِلَىٰ مَغۡفِرَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِینَ)
فمن الطبيعي أن نقابل سرعة مرور الوقت بسرعة موازية في اغتنامه بالتحصيل والإنجاز .
وهذه المسارعة والعجلة تدل على أهمية الاهتمام بالوقت واغتنام الفرص قبل أن نباغت بالرحيل، وأكثر من ذلك أهمية أننا مسؤولون عن أعمارنا حتماً..
عَنْ أبِي بَرْزَةَ الأسْلَمِيِّ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: لا تَزُولُ قَدَما عَبْدٍ يَوْمَ القِيامَةِ حَتّى يُسْألَ عَنْ عُمُرِهِ فِيما أفْناهُ، وعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وعَنْ مالِهِ مِن أيْنَ اكْتَسَبَهُ وفِيمَ أنْفَقَهُ، وعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أبْلاهُ.
والذي يخيف حقيقة هو التأني والتسويف وتمني الأمنيات وتضييع الأوقات والتأسف على مامضى وفات دون أن نضع منهجية وخطة لنسير عليها في تحقيق الأهداف والغايات. وليس يجدي التأسف وإنما عقد العزم والإرادة على تلافي القصور الذي كان في العام الماضي ووضع إستراتيجية لمعالجة اللأخطاء وتلافي الذلل والبدء من جديد بهمة وإصرار على تحقيق الأهداف باذن الله.
ونسأل الله تعالى أن يبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وأن يرزقنا الإخلاص والقبول في القول والعمل وأن يختم لنا بالحسنى إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
_________________
(١) سورة آل عمران آية ١٣٣
(٢) أخرجه الترمذي في سننه؛ باب في القيامة،حديث رقم٢٤١٧ ج٤ ص ١٩٠


عام _ مضى _ عمرنا.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع