مدونة الدكتورة منال زكي أحمد


لغة الضاد في يومها العالمي

الدكتورة منال زكي أحمد | Dr. MANAL ZAKI AHMED


23/12/2023 القراءات: 1346  


إن الاحـتفال باليوم العالمي للغة الضـاد- يبرز أهميـة اللغة الـعربية التي تحمل تأريخاً فذاً، وتراثاً ثقافياً فخماً- عكس مسارات الحضارة البشرية عبر الزمن، فهي من أشرف لغات العالم؛ لأن الله (سبحانه وتعالى) شرفها بتجشم أعباء الوحي الإلهي، لِما حضت به من خصائص مرنه وأساليب متنوعة عبر مقاييس مثل الاشتقاق والنحت من أجل استحداث كلمات جديدة. ولأنها حية فإنها تتجدد وتتعايش مع ما كل ما هو جديد، ففهم اللغة هو الذي يبني جسور التفاهم من أجل التـعبير عن النفس أولاً، ثم التفاعل والتواصل بين الثقافات المتباينة. ولقد ضاعفت الشريعة الإسلامية الغراء من منزلة اللغة العربية فقد وردت في الذكر الحكيم آيات تذكر اللغة العربية في أكثر من موضع ومنها:
قال تعالى: "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"١.
وقال تعــــــالى: "بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ"٢.
وقـــال عـــــز وجـــــل: "قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ"٣.
وقد قال فيها أبن كثير (رحمه الله تعالى): "أفصح اللُّغات، وأجلاها، وأحلاها، وأعلاها، وأبينُها، وأوسعُها، وأكثرها تأدِيةً للمعاني التي تقومُ بالنفوس، فلهذا أُنزِل أشرفُ الكتبِ بأشرفِ اللُّغات". والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن.
لماذا وقع الاختيار على (١٨/ ١٢) من كل عام للاحتفاء بلغة الضــــــاد؟
إنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام (١٩٧٣م) قرارها، بضم اللغة العربية إلى اللــــغات الرسمــــية المـــعمول بهـــا فــــي الجمــعية العــامة للأمــم المتـــحدة.
إن اللغة هي الطريق إلى التفاعل والتواصل وفهم الأفكار وتمريرها، وبالتالي اعتناق المعتقدات والأديان فلغة الضاد كانت ولا تزال من اللغات الأكثر انتشــــــاراً واستعمـــــــالاً، فهي اللغة الرسمية الأولى في كل الدول العربية وتعد اللغة الرسمية الثانية في الدول الإسلامية كونها لغة التعبد. تواجه لغتنا العربية التحديات ومنها قلة البحث الـعلمي خصوصـــــاً في مــجال اللســانيات وافتقارها للترجمة فالكتاب الذي يكتب باللغة الإنجليزية قد يترجم إلــى اللغة الألمـــــانية او اللغة السـويدية بعد عـامين او ثـلاثة، وقد يترجـم إلى اللغة الــعربية بعد عـــــقد من الزمــــــن او لا يترجــم. ومن الصعوبات التي تواجهها اللغة العربية هي اخفاق الدول العربية في تــوحيد المصطلــــحات اللسانية والسبب يعود إلى تتبع كل دولة لمصطلحات معاجمها اللسانية، فالمشرق العربي يتبع المدرسـة الإنجليزية والمغرب العربـي يتبع المدرسة الفرنسية، وبعد أن أصـــبح العالم بوتقة واحدة عن طريق الشبكة العنكبوتية وجد الباحث العربـي صـــعوبة فـــي فــــهم المصطلحات وخاصة اللسانية منها.
واخيراً وليس آخراً تتعرض اللغة الــــعربية لــــصعوبة الرقمنة، والحُجة في ذلك هي أن اللغات اللاتينية سهلة في هذا التحول لأنه يمكن كتـــــــابة حروفها بشكل منفرد مع العلم أن اللغة العربية يمكن كتابة حروفها بشكل مفرد أيضاً، ومثال ذلك حرف (أ) يكتب بالرمز (0) والحرف (ب) يكتب بالرمز (01)، بحسب رموز البرمجة الالكترونية، وما توصل له العــــلم الحديث في التقنيات الحديثة ومنها الذكاء الصناعي وبالأخص برامج المــحادثة المــــطورة بالذكــــــــــــاء الصــــــناعي. مثــــــال ذلك برنــــامج GPT-4))٤ الذي يعمل بواسطة AI))٥. فاذا سألنه سؤال بالعربية سيكون الجواب باللغة العربية، وهذا يفند ادعاء ما قيل عن عدم صلاحية اللغة العربية للرقمنة.
فاللغة التي اتسعت للذكر الحكيم وتجلياته لا تعجزها الرقمنة والتكنلوجيا الحديثة مهما توسعت آفاقها وغدقت علومها. وأخيراً على كل الهيئات والمنظمات والجهات الحكومية وغير الحكومية العربية والإسلامية توحيد جهودها لإثراء اللغة العربية وإعادة مجدها وسؤددها. أنها اللغة التي أفتخر بها سيد الاولين والآخرين اذ قال الحبيب المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم): "أنا أفصح العرب، بَيْدَ أني من قريش"٦.
الفخر كل الفخر بلغة الضاد لأنها اللغة الأولى منذ القدم من عهد عاد وثمود، وستبقى لغة الضاد لغة العقيدة والخلود.


العربية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


دمتم ذخرا للغة العربية


""وستبقى لغة الضاد لغة العقيدة والخلود.""


اللغةالعربية هي اللغة الباقية لأنها اكمل اللغات بالنظر الحكمي والفلسفي.خفظكم الله