الجيش العراقي الابيض يواصل مواجهة كورونا رغم المخاطر والتحديات
رسول رحيم جاسم | Rasul rahem jasm
23/06/2020 القراءات: 2317
بغداد- رسول رحيم
رغم خطورة وباء كورونا المُعدي وتفشي حالات الإصابة التي باتت مستمره حتى الآن، يواصل الأطباء والممرضون العراقيون من كلا الجنسين مكافحتهم للفيروس المُميت على مدى 24 ساعة ويتناوبون فيما بينهم، ولا تجدهم جالسين إلا في استراحة محارب، لكي لا يتركوا المرضى دون رعاية، وذلك في ظل الأوضاع الصعبة التي يعاني منها القطاع الصحي في العراق، والنقص الكبير في أبسط وسائل السلامة كالكمامات والقفازات فضلا عن بعض العلاجات الضرورية وأجهزة التنفس.
المخاطر والتحديات
يقضي الكثير من أعضاء الكوادر الطبية الجزء الأكبر من وقتهم في المشافي، بعيداً عن أسرهم، وهم يُدركون تماماً انهم بعملهم في المشافير غم المخاطر والتحديات، يُسهمون في حماية الجميع حتى وإن لم يكونوا أبناءهم، ويفضل الكثير منهم “البقاء في المشافي لكي لا يصيبوا الآخرين بالعدوى، فهم معرضين للإصابة اكثر من غيرهم، لأنهم خط الصد الأول في المعركة مع الفيروس”.
فيما يواجه الأطباء المناوبين عقبة التنقل بين المحافظات فضلاً عن اللامبالاة من قبل بعض المواطنين، فالطبيبة زهراء علي (٢٧) عاماً من سكنة العاصمة بغداد تعمل في أحدى نواحي المحافظات الجنوبية، استمرت في أداء واجبها الطبي والانساني، في ظل ظروف حظر التجوال بسبب انتشار فيروس كورونا، لكنها تواجه صعوبة في التنقل من دار الطبيبات في مركز المحافظة الى الناحية، وتقوول الطبيبة زهراء “أنتظر سيارة الأجرة في الشارع ساعة أو ساعتين لأصل مكان عملي”، وتضيف “نواصل في مركزنا الصحي تثقيف الناس حول المرض في حين لم يكن الناس يبدون اي اهتمام تجاه هذا الوباء ويسخرون من الذين يرتدون القفازات او الكمامات، وغالباً نحثهم على عدم الخروج الا للظرورة وعدم التجمع، لكنهم يستمرون بالتزاحم على المركز لابسط الاسباب كاجراء تحليل فقر الدم او نتيجة الم بسيط في القدم” وتشير الطبيبة زهراء “ان هذا التزاحم قد يؤدي إلى المزيد من الاصابات، فالأعراض لا تظهر بسرعة، وقد ياتي مصاب فينقل لنا العدوى، لكننا مع ذلك حذرين جداً، ونرسل الشخص الذي يعاني من ارتفاع درجات الحرارة مع صداع شديد الى المشفى المختص لاجراء التحليل إذا اشتبهنا بإصابته بوباء كورونا”.
ونتيجة لفحصها أحد الأشخاص الذي تبين فيما بعد انه مصاب بالبوباء، تم عزلها، وتضيف الطبيبة زهراء “لم ترى عائلتي لمدة شهر، خوفاً من نقل العدوى إلى اولادي وزوجي، وذلك بعد أن أخبرونا ان أحد الأشخاص الذي فحصته وارسلته إلى مشفى مخصص لفحص مصابي كورونا، مصاب فعلاً بالمرض لذا عزلت نفسي”.
“نقص الكوادر الصحية
تعاني المستشفيات من نقص حاد في الكوادر الطبية اللازمة، وتقول الطبيبة ساره محمد (30) عاماً “حالات الإصابة بوباء كورونا في نزايد، ونعمل ليل نهار من أجل السيطرة على المرض، ونعاني كثيراً بسبب قلة الكوادر الطبية فضلً عن العقاقير والاحتياجات الطبية الأُخرى، فضلاً عن إغلاق الطرق بسبب حظر التجوال” وتضيف “أدعو الجميع للالتزام بالارشادات الطبية والوقائية للتقليل من مخاطر هذا الفايروس وعدم الخروج من المنزل الا عند الضرورة”.
ونتيجة للنقص الشديد في الكوادر الطبية، التحق الأطباء من مختلف الاختصاصات من أطباء أسنان وطلبة الأطباء في المراحل المنتهية، فضلاً عن الصيادلة، في محالولة منهم لسد النقص.
ويقول الدكتور حسن علي (٥٥) عاماً ان “عدد كبير من الطلبة وأطباء الأسنان التحقوا بالعمل التطوعي بعد انتهاء عملهم، الرسمي، وأغلقوا عياداتهم الخاصة من أجل ذلك”، معتبراً ان “تطوعهم في هذا العمل جاء انطلاقا من قناعتهم بأنه جزء من مسؤوليتهم تجاه الوطن والمواطنين، في ظل هذه الظروف الصحية التي يمر بها العراق”.
وتستمر معركة الكوادر الصحية الشرسة لمواجهة وباء خطير لم يكن في الحسبان، لا سيما وأن القطاع الصحي العراقي يواجه صعوبات كبيرة بفعل الفساد الذي تسبب بهدر الكثير من الأموال، مقابل إزدهار القطاع الصحي الخاص من مستشفيات أهلية وصيدليات.
رابط المدونه
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع