رضا قصة قصيرة، الجزء الثاني
د.أمل محمد الأسدي | Amal Muhammed H.JASSIM
18/04/2021 القراءات: 3464
التكنولوجيا جعلت الانتظار أكثر أذی، فلم تترك الجوال لساعات طويلة، ولم تتحرك من مكانها، رؤيتها صارت مشوشة، حلقات ملونة تُبَثُّ كموجات من عينيها، فقد أرهقها التركيز !!
ـ حبيبتي ،وصلت...
ـ الحمد لله... حمدا لاينتهي
تركت الجوال وأطلقت العنان لدموعها، فقد استباحتها مشاعر غريبة، فرح وحزن، ونهاية قلق، ومخاوف ساكنة، وحدها الوسادة كانت شاهدة!!
استيقظت مبكرا، سحبت جوالها بكسل، أرادت أن تتصل به ثم تراجعت، ليأخذ كفايته من النوم، فقد أرهقه الطريق...وبقيت تتوسل الساعة أن تضحك بوجهها وتمر مسرعة! حتی الساعة العاشرة والنصف صباحا:
- صباحك الخير، نمت جيدا؟ ماذا تفعل الآن؟ هل أفطرت؟
فجأة سمعت صوت قربه: أحمد حبيبي، تعال لنفطر!!
(صفا) سقطت في جب خيبتها، ظلام دامس يفترسها الآن، وأحمد يصرخ:سأشرح لك... اسمعيني.. انتظري
أنتِ حياتي كلها، أقسمت عليك بحقي، فقط اسمعيني!!
بحسرةٍ برتقالية صرخت:لماذا تكذب عليّ؟ لماذا تغدر بي؟ لماذا تطعنني؟!!
لا أريد معرفتك بعد اليوم، انتهی كل ما بيننا!!
مازالت تتألم، مازال الوجع يفتتها، تطلق الآهات من غير حساب!
وأحمد مازال قربها، يمسك بيديها، ويهمس في أذنها: (رضا) يشبك تماما،استيقظي كي ترضعيه!
ـ الطبيبة:نصف ساعة وسيزول أثر التخدير تماما، الحمد لله علی سلامتها، يبدو أنك تحبها كثيرا، هنيئا لها
ـ نعم، أعيش لأجلها
فتحت عينيها قليلا، تبسمت، وتغطت بصوته!!
رضا، صفا،صوته
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع