مدونة الشيخ / أسامة بن محمد بن عبدالوهاب المصري


وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجار

أسامة محمد عبدالوهاب | osama mohamed abdelwahab


25/11/2021 القراءات: 1472  


أحمد الله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله ، وبعد
الجار الجار الجار ، هذه وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لكل مسلم على وجه الأرض أن يعامل جاره بأفضل المعاملات التي من الممكن أن تكون بين الناس ، وما زال النبي - صلى الله عليه وسلم يوصي أمته بالجار حتى مماته ، وذلك من وصية الله تعالى له حيث أن الله تعالى أرسل جبريل الروح الأمين الى النبي - صلى الله عليه وسلم وهو في صلاته وصحابي يقف ينتظر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مشفق على رسول الله من كثرة الوقوف مع هذا الرجل فلما انتهي بعدما أسر إليه بكلام طويل قال النبي - صلى الله عليه وسلم للصحابي : أتدري من هذا ؟ هذا جبريل ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .
فإذا كان جبريل ينزل بنفسه للنبي ليوصي بالجار فإن حق الجار حق عظيم جدا في ديننا الحنيف ، وأول حقوق الجار أن يأمن أذاك حتى تكون مؤمنا ، فقد نفى النبي - صلى الله عليه وسم اسم الإيمان عن من يؤذي جاره فقال : والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يا رسول الله ؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه . أي أذاه
تجد اليوم الرجل يتمنى الشر دائما لجاره ، يتحدث عنه ويغتابه وينم عليه ويغمزه ويلمزه ولا يمدحه ويتمنى زوال الخير عنه ما استطاع وهذا كله مخالف لوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مخالف لوصية الله تعالى الذي وصى بالجار من فوق سبع سماوات قائلا " والجار ذي القربى والجار الجنب ...."
ومن أشد أنواع الإيذاء للجار هو الزنا بحليلة الجار فيخبب الرجل المرأة على زوجها حتى تكرهه وتنفر الحياة معه ويستغل غيابه بعد أن وثق فيه واعتبره جارا يتقي الله تعالى محافظا على حق الجيرة ثم يزاني حليلة جاره وللأسف الشديد أصبح هذا الأمر منتشرا في مجتمعاتنا ومحاكم الأسرة أصبحت تعج بمثل هذه الحوادث وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولو يعلم المسكين أن ما فعله يستوجب اللعن والطرد من رحمة الله تعالى ، وأن النبي- صلى الله عليه وسلم قد قرنه بالشرك بالله حيث أنه لما سُئل عن أكبر الكبائر قال : أن تجعل لله ندا وهو خلقك ، قيل ثم أي ؟ قال : أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ، قيل ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك . لما تجرأ على مثل هذا الأمر ،نعوذ بالله من الخذلان ،
فهذا والله قد كسر كل روابط الجيرة وضرب بوصية الله ووصية رسوله عرض الحائط .
فالله الله في الجار حتى يغفر لك العزيز الغفار
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


أذى الجار


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله و صحبه. معلم البشرية ومرشدها إلى مافيه خيرها و صلاحها. الإحسان إلى الجار وحسن معاملته من القيم التي تقوي الروابط بين المسلمين وتصلح أحوالهم . جزاكم الله خيرا كثيرا.