محمد مصطفي حسن محمود


إسهامات الهاتف في التعليم 2

محمد مصطفي حسن محمود | Mhamed Mostafa Hasan


05/01/2022 القراءات: 2984  


من المؤكد ان الهاتف له دور فعال في العملية التعليمية وقد كنا قد تحدثنا عن أهمية الهاتف في العملية التعليمية أوجزناها في ثلاثة نقاط فقط، واليوم نتحدث عن ثلاثة سلبيات أيضاً(مهم _ وأهم _ وأكثر أهمية) . المهم : نعم كما للهاتف ايجابيات له أيضاً سلبيات ولقد شاهدت ذلك بحكم عملي بالمدارس الثانوية فأولادنا اتخذوا من هذا الجهاز آلة للعبث واللهو، حيث يقوم بعض الطلاب بمداعبة هاتفه دون مراعاة للمهم من التحصيل العلمي داخل الفصل وأثناء الحصص الدراسية بدعوي ان هناك ملل يبعث به المعلم او المادة نفسها وهي بلا شك دعوة باطلة فليس هناك علم مهما كان يدعوا لإهماله وعدم الإستفادة منه فإن لم يكن مفيد في ذاته فهو مفيد لغيره من العلوم، وبذلك يظهر لدينا جيل من رحم اللامبالاة . الأهم: إذا كان الطالب لا يهتم بدرسه وتحصيله فهذا في النهاية شأنه، ولا اقصد ان نهجره فهو في النهاية إن صلح صلح المجتمع، وإن فسد فسد المجتمع بالتالي فكلنا منا واحد وواحد من كلنا، الكارثة حين يصب إهمالة هذا في عموم الضرر علي الجميع فنجد هؤلاء من يقوم بإستفزاز المعلم وكل من في الفصل بتشغيل صوت عالٍ يفْزع المعلم، فيحدث بذلك حالة من الفوضي يعقبها توبيخ وضحك وأصوات عالية من هنا وهناك، وهيهات أن يعود المعلم والطلاب للتركيز أو حتي الدرس مرة أخري ولربما إنتهي الوقت المخصص للحصة، وهذا ما يبرر كثير من مقاطع الفيديو المنتشرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي لكثير من حالات الغضب العارم الذي يظهره بعض المعلمين. الأكثر أهمية: من منظور أخلاقي وتربوي وتعليمي نجد أن أكثر شيء مهم علي الإطلاق في سلبيات هذا الجهاز هو ما أحدثه من شرخ في علاقة المعلم والمتعلم، بل المجتمع كله، فالهاتف وسيلة عظيمة خاصة في تسجيل الحصص فيديو فهو بذلك يستطيع الطالب تحصيل ما فاته وإسترجاع ما تم معه خلال اليوم الدراسي ناهيك عن أنها وسيلة لتذكر الأشياء والأصدقاء والأوقات الجميلة بعد مضي الزمن، فنجد بعض العابثين يقومون بالتصوير تحت الوضع الصامت لمعلميهم وزملائهم في حركات وأوضاع تجعل من أصحابها مادة للسخرية والتنمر ببن الأقران والزملاء والأصدقاء ولعلنا سمعنا ما تناقلته وسائل الإعلام عن فتاة أخذت لها الصور بدون علمها وبتقنيات الفوتوشوب تم تركيب صورها علي جسد عارٍ مما دفع الفتاة وهي في مقتبل العمر للإنتحار، وبغض النظر عن صحة القصة من عدمها، لكنه موجود بيننا كل يوم ، كل يوم نري فيديوهات لطلاب ومعلمين يُسخر منهم فبعد أن كان المعلم هو القدوة الذي نتقتدي به والقامة التي نجلها ونحترمها صار يستهزأ به وكأنه لا قيمة له ولا معني، جاء في مسند أحمد أن أبا الدرداء قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذه بحظ وافر) قال العلماء الإنصات للعلماء والتوقير لهم لازم للمتعلمين، لأن العلماء ورثة الأنبياء، ويكفينا ان رسول الله صلي الله عليه وسلم هو المعلم الأول فإحترام المعلم نابعٌ من إحترامنا لرسول الله صلي الله عليه وسلم.


الهاتف والتعليم 2


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


جزاك الله خيرا يا استاذ محمد علي توضيح هذه السلبيات للهاتف في التعليم وإن كنت أرى أنه من السلبيات أيضًا للهاتف في التعليم فك الارتباط بين القارئ والكتاب ذلك الرابط الذي كان يجعل القراءة متصلة كلها في مجال واحد في هذا الكتاب أما الهاتف فسريعا تمر على معلومة وأخرى ثم تنتقل إلى كتب أخرى دون استفادة حقيقية


جزاكم الله خير، سرد أكثر من رائع