كيف استعد لولوج مباراة سلك الدكتوراه بالجامعات المغربية
ليلى ضالع | Laila dalaa
07/06/2020 القراءات: 10256
تعتبر دراسة الدكتوراه حلما لكل طالب أتم مرحلة الماجستير (الماستر)، وأراد إكمال دراسته العليا والتعمق في تخصصه الساعي من خلاله، إلى تطوير العلوم البشرية، وإيجاد مكانة مرموقة له داخل صرح العلم والمعرفة،لذا فان الطالب المقبل على اجتياز مباراة الولوج لسلك الدكتوراه، يجهل طبيعة هذه المباريات وكيفية اجتيازها، وغالبا ما تبوء محاولاته الأولى بالفشل الذريع، وعليه سنقسم مقالتنا إلى محورين أساسيين، المحور الأول: سلك الدكتوراه بالجامعات المغربية: الدكتوراه بالفرنسية هي Doctorat، وهي درجة الفلسفة في تخصص معين، وهي شهادة جامعية تمنحها الجامعات المعترف بها، وتعد أعلى شهادات التخصص في مجال ما، وتستلزم مرحلة الدكتوراه بالمغرب بين 3 إلى 5 سنوات، ويتم التمديد لسنة واحدة بصورة استثنائية بعد تقديم طلب موقع من طرف المشرف وموافقة العميد أو مدير المؤسسة، وفي الحالات ما فوق ذلك بمقرر. كما يجب على الطالب المقبل على اجتياز المباراة توفره على مجموعة من الشروط، منها أن يكون حاصلا على شهادة الماستر، الماستر المتخصص، أو أي شهادة معترف بمعادلتها، كما يشترط في الدكتوراه، أن ينشر الطالب بحثا علميا في مجلة علمية معترف بها، وقد تم مؤخرا اعتماد معايير جديدة متعلقة بإلزامية اللغة الانجليزية في البحث العلمي. و تتركز أهداف برامج سلك الدكتوراه على البحث العلمي، حيث تتضمن الأطروحة إنجاز بحث مبتكر و أصيل، و تمنح الدكتوراه، بعد تقديم أطروحة مطبوعة، ومناقشتها أمام لجنة من الأساتذة المتخصصين في مجال الأطروحة علنيا، ويتم على إثرها منح الدرجة ولقب دكتور. و يعد ولوج حملة شهادة الدكتوراه، لسوق العمل مرتبط بالنجاح في المباريات المنظمة في هذا الباب حسب التخصصات، كما تنظم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مباريات توظيف أساتذة التعليم العالي. ينظم سلك الدكتوراه بمراكز الدراسات في الدكتوراه المعتمدة في المؤسسات التابعة لمختلف الجامعات المغربية، طبقا للقانون 00-01 ولمقتضيات دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لمراكز دراسات الدكتوراه، وبالتالي فإن طريقة الولوج لسلك الدكتوراه في جميع كليات المملكة متشابهة وقريبة، وقد تكتفي بعض الكليات بالتسجيل الالكتروني، والبعض الأخر يفضل إرسال الملف عبر البريد أو عن طريق الإيداع الشخصي لملف الترشح. ويمكن أن نختصر طريقة الإعلان في ثلاث أنواع؛ الاول: تعلن الجامعة هنا عن المختبرات المفتوحة وعن المحاور المتاحة، ويجب على الطالب الباحث هنا، إعداد مشروع أطروحة الدكتوراه انطلاقا من المحور الذي اختاره من بين المحاور المقترحة، وغالبا تكون محاور عامة يحاول الطالب الباحث انتقاء موضوع ضمن تلك المحاور أو الإشكاليات المثارة ضمنها. الثاني: تعلن الجامعة عن المختبرات المفتوحة مع تحديد المواضيع المقترحة من طرف الأساتذة المشرفين عليها، وبالتالي يكون موضوع مشروع الأطروحة محددا سلفا من طرف المختبر على عكس النوع الأول. الثالث: تعلن الجامعة هنا المختبرات المفتوحة، وتعطي للطالب الحق في اختيار الموضوع المراد الاشتغال عليه بشرط أن يكون موضوع يدخل في تخصص المختبر، وبالتالي تكون للطالب الباحث الحرية من اختيار الموضوع، على عكس الأنواع الأخرى. المحور الثاني: مراحل الولوج لمباراة سلك الدكتوراه بالجامعات المغربية : بعد ايداع الملف يليه مرحلة الانتقاء الأولي، حيث تتم دراسة الملفات فيها طبقا لمعايير محددة سلفا بدفتر الضوابط البيداغوجية، يؤخذ فيها بعين الاعتبار معدل الباكالوريا ومعدل الإجازة ومعدل الماستر، وأيضا الميزات المحصل عليها بالماستر، حيث أن كل ميزة تمنحك معدل معين فمثلا: ميزة مقبول: تعادل نقطة واحدة، ميزة مستحسن: تعادل نقطتين، ميزة حسن: تعادل 3 نقاط ، ميزة حسن جدا: تعادل 4 نقاط، كما يؤخذ بعين الاعتبار أيضا القيمة العلمية لرسالة الماستر، والأعمال الجامعية التي قمت بها كالمشاركة في الندوات والتكوينات التأطيرية، وغيرها، عموما تختلف معايير الانتقاء الأولي من كلية لأخرى بحسب دفتر الضوابط البيداغوجية المتفق عليه من طرف مجلس الجامعة، اما مرحلة الامتحان الكتابي يتعامل فيها الطالب مع ورقة الامتحان لكن بشكل أكثر نضوجا، بمعنى لم تعد المعلومة هي الغاية بقدر ما تكون طريقة تقديمها والاشتغال عليها وتحليلها مميزة و مبدعة، و اغلب كليات المملكة تطرح أسئلة في التخصص، لكنها واسعة وفضفاضة وتحتمل إجابات مختلفة، لكن كلها صائبة، بالتالي يجب على الطالب أن يكتسب أسلوب سلس في الكتابة، وان تكون لغته سليمة، واضحة، وقانونية، ويجب ان يستوعب طبيعة السؤال، وعليه فان اللجنة أو المصحح يراقب كيفية اشتغال الباحث على الموضوع من خلال مناقشته للفكرة وتحليلها، وكيفية توظيفه للمعلومة، وأيضا كل ما يتعلق بالشكل، لأنه من المفترض انك تخطيت مرحلة الأخطاء الإملائية، وغياب علامات الترقيم، حاول أن تكون مميز عن غيرك من الطلبة، كلنا لدينا نفس المعلومة ونفس الرصيد المعرفي، لكن الذكي هو الذي يثير انتباه اللجنة أو المصحح، مرحلة المقابلة وتعتبرأهم المراحل الحاسمة التي يجب على الطالب فيها أن يكون أكثر تركيز، وأكثر جدية، مشروع الأطروحة محور هذه المقابلة، يجب عليه إعداد هذا المشروع انطلاقا من المواضيع المقترحة من طرف المختبر، ويجب على الطالب وهو بصدد إعداده احترام مجموعة من المعايير، أولا: يجب على الطالب الباحث الإحاطة بالموضوع من خلال البحث عن المراجع ذات الصلة التي يعد كتابها فقهاء مختصين في ذلك المجال، ويجب أن تكون بعدة لغات، ثانيا: أن يكتب تقريرا لا يتعدى عشر صفحات، يحترم فيه مجموعة من العناصر الهامة؛ *الإطار العام للموضوع يحتوي على تعريف بالموضوع أهميته التاريخية القانونية الاجتماعية الاقتصادية، *مظاهر الجدة في الموضوع والقيمة العلمية التي يطرحها، *إشكالية الموضوع الرئيسية والإشكاليات الفرعية، *المناهج التي سيعتمدها في البحث، *التصميم الاولي المقترح، و يحتوي فقط على بابين أو بابين وفصلين، وهو قابل للتعديل طيلة فترة البحث، *خطة عمل لإنجاح البحث، المراجع المعتمدة.
الجامعة المغربية- مباراة الدكتوراه
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
موضوع قيم