يوم عرفة منحة ربانية لكل مسلم
الدكتور الحسن الكريمي | Elhassan KRIMI
29/07/2020 القراءات: 3129
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة بذلك لأن الحجاج يقفون في هذا اليوم على صعيد جبل عرفة إذ الوقوف بعرفة هو الركن الأعظم في الحج حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "الحج عرفة".
لقد خص الله تعالى هطا اليوم بفضائل عظيمة وميزه بميزات رفيعة، منها أنه:
- يوم أقسم الله تعالى به في كتابه العزيز، حيث قال: ﴿والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود﴾ فقد روى الترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة".
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله : ﴿ والشفع والوتر﴾ الفجر:3 ، قال ابن عباس : الشفع يوم الأضحى ، والوتر يوم عرفة .
- ويوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتم نعمة الإسلام، حيث قال سبحانه: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ المائدة 3.
ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رجلاً من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال: أي آية؟ قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾. قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.
- يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" رواه الدارمي.
- وهو يوم عيد لأهل الموقف، قال صلى الله عليه وسلم : " يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ، وهي أيام أكل وشرب " رواه أهل السنن.
- أنه يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف :
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ ".
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا " رواه الإمام أحمد.
- أن صيامه يكفر سنتين :
فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يكفر السنة الماضية والسنة القابلة " رواه مسلم .
وهذا إنما يستحب لغير الحاج ، أما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه ، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
فإذا كان هذا اليوم قد اشتمل على كل هذه الفضائل وغيرها، فحري بالمسلم أن لا يفرط فيه ويضيعه من غير طاعة وذكر لله تعالى، وأن يحرص على اغتنام كل لحظاته في التضرع إلى الله بتلاوة القرآن و بالإكثار من الدعاء، كما لا ينبغي لغير الحاج أن يفوته أجر صيامه.
نسأل الله تعالى أن يبلغنا يوم عرفة، ويوفقنا لطاعته، وألا يحرمنا فضله العظيم.
فقه-قانون
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع