مدونة ا. د طارق هاشم الدليمي


الپارادايم the paradigm وتغيير محتويات الصندوق

ا.د طارق هاشم الدليمي | Proof.Dr Tariq hashim khamees


18/04/2020 القراءات: 5002   الملف المرفق



الپارادايم .... The paradigm ومحاولة تغيير محتويات الصندوق .. ا.د طارق هاشم الدليمي . ١٥/٤/٢٠٢٠ "في كل حقبة من حقب التاريخ يكون هناك نموذج وإطار ذهني يفكر من خلاله وبداخله علماء وأشخاص ذلك العصر، هذا الإطار الذهني بمثابة (صندوق) والناس يفسرون الأشياء من خلال هذا الإطار الذهني"هذا الكلام لتوماس كونThomas kuhn ) )صاحب كتاب بنية الثورات العلمية ، ومعناه ان جميع الناس يتحركون من خلال منظومة فكرية ، من نتاج هذه الحركة هو ظهور تفسيرات وخطابات يشكلها العقل الجمعي على شكل ادراكات وارشادات اسماها توماس كون ب ( الپارادايم ) (Paradigm ) أو ( الأنموذج ) . ويبدو لي من فهمي لتصوره هذا ان لكل زمن من الأزمان ( پارادايم ) وأنموذج ذهني خاص يفسر للناس الأشياء ويعطيهم اجابات جاهزة عن تساؤلاتهم اليومية .. هذا الأنموذج الذي تصوره توماس كون له من القوة ما ان تمكنه من الصمود طويلا ، حتى يبدأ بالتحول التدريجي الى انموذج اخر مختلف بسبب اختلال توازنه ازاء وجهات نظر جديدة تظهر تباعا من خلال ما يفرزه المجتمع من نخب فكرية وعلمية تبدأ بطرح وجهات نظر مغايرة للقيم ووجهات النظر السائدة فيحدث ما يسميه ( تحول ) البارادايم تحولا حقيقيا تكون من اهم نتائجه تغير مسار الفهم العام للأحداث والذي صمد امام التغيير لمدة طويلة . واذا ابتغينا توضيح وجهة نظر "كون" فيمكننا ان نضرب مثلا حقيقيا من الشرائع المنزلة على البشر التي حدثتنا عن إجماع عنيف بالرفض شبه التام لدعوات الرسل ، والسبب في رأيي هو الإتباع الثابت للإنموذج السائد " الپارادايم " والذي وجد الناس انفسهم وهم يتبعونه سواء بالتقليد او المحاكاة ، فتراهم يمانعون حتى مجرد التفكير في خرق موروثهم وما اعتادوا عليه ، ولكن بعد ان يحصل كل واحد منهم على ( لحظة ) النظر الى نتائج الحوار الفكري واستجلاب لحظات الوعي واساسيات المنطق وتداعي المعارف ، تبدأ لحظة اخرى الا وهي لحظة الخروج من الإطار الذي ورثوا وجودهم في داخله ، حتى وان احتفظوا في انفسهم بنوع من القدسية لذلك الموروث .. ونضرب مثلا اخر من العلوم ، اذ تبدو لنا فكرة أن الشمس هي مركز مجموعتنا الشمسية التي تدور حولها الأرض وبقية الكواكب، فكرة بسيطة ومنطقية ومُسلّم بها، لكن الأمر لم يكن كذلك في القرن السادس عشر فلقد كان الپارادايم السائد يؤكد أن الأرض هي مركز الكون التي تدور حولها بقية الأجرام السماوية. ،الا ان التغيير هو في ما احدثه كوبرنيكوس (Nicolaus Copernicus ) من ثورة في حركة الكون بعد ان سادت فكرة مركزية الأرض مدة طويلة حتى اصبحت قانونا فيزيائيا ، فجاء كوبرنيكوس ليطرح تساؤلا بعيدا عن الموروث وبعيدا عن المقدس ، كان ما يميز هذا التساؤل انه كان من خارج ( الپارادايم ) ، اي من دون العودة الى الأنموذج الادراكي الارشادي السائد انذاك ، تساؤل وضع الناس للحظة امام ( الشك ) في الأسس التي قامت عليها نظرية مركزية الأرض !!! ثم خرج بعد ذلك بفرضية مركزية الشمس التي تعد ثورة علمية عنيفة هزت العقل الانساني ... ما اردت التنويه عنه هنا ان ( الپارادايم ) السائد الان قد استهلك تماما ، وينبغي علينا حث الناس على التخلص من القالب الذي وضعوا انفسهم فيه ، وان نقف على انموذج جديد تسوده افكار ونظريات غير تلك التي لا تلبي لنا مطامح النمو والرقي ، وان نثبت لهم ان الجديد من النماذج هي الأسلم والأجدى بعد ان تصبح متعارفة لديهم ونحولها الى مسلمات جديدة من الممكن ان تتوارثها الاجيال ونكون بذلك قد شكلنا انموذجا ادراكيا وارشاديا على مستوى سلوكنا وتفكيرنا يكون قادرا على حل ما نطرحه عليه من معضلات وفاعلا في الاجابة عن تساؤلاتنا الاجتماعية والعلمية .. لكنني من نافلة القول لم اجد من يتحرك بهذا الاتجاه لا من المتفلسفين ولا من المهتمين بالعلم الطبيعي سوى محاولات خجولة يقوم بها المختصين في مناهج وطرائق التدريس الذين يهتمون بتنمية ما يطلق عليه ( التفكير الجانبي ) او ما يسمونه ب ( التفكير خارج الصندوق ) في ابحاثهم التي تستهدف شريحة واحدة الا وهي شريحة المتعلمين ..


بارادايم ، انموذج ، ادراكي ، ارشادي ، تغيير


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع