براءة الإسلام من دعاوى فصل الدين عن الدولة
زينب صلاح إبراهيم علام | Zinab Salah Ebrahem Alam
29/01/2024 القراءات: 1171
الإسلام بريء من إسقاطات الغرب الداعية لفصل الدين عن الدولة: حيث نشأة هذا الإتجاه كانت موجهة في الأصل في أوساط من يدينون بالمسيحية وبخاصة في الفكر السائد لدى كتاب القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر الميلادي، و ما تأثر به آدم سميث من فكر الطبيعيين، وبيان ذلك كتالي : نشأ مذهب الطبيعيين نتيجة للثورة التي نشبت في القرن الرابع عشر ضد الدين، ومحاولة التحلل من قداسته، ومع الانفتاح على الآخر بفضل الكشوف الجغرافية لفاسكو ديجاما وغيره، والاطلاع على ثقافات لا تدين بالمسيحية ومع هذا فقد كانت تمتلك حضارات ومعارف لم تتوصل إليها أوربا، فدعم هذا كله من نزعة التخلي عن الدين، وقد كانت البروتستانتية قد نشأت بداية إحتجاجاً على صكوك الغفران، ثم إدعت بعد ذلك أن الدين يقوم على مبدأ الفحص الحر (الفهم الخاص بالكتاب المقدس) وتعالت كذلك دعاوى بإنكار الكثلكة، ونتيجة لكل ذلك نشأ المذهب الطبيعي أو الإنساني - البعيد عن المسيحية - والمعتمد على ما تميل إليه النفس البشرية بالتحلل من أي قيد أو قداسة دينية، حتى خلص القرن السادس عشر لأن يكون أكثر القرون إضطراباً وفوضى، من زعزعة العقيدة الفلسفية وإنشاء الكنائس المستقلة، إلى قهر بعض الملوك شعوبهم لإنكار المذهب الكاثوليكي(هنري الثامن، وغيره - إنجلترا)، ومناصرة المبتدعة، واستباحة المحرمات بدعوى سلامة الأمير أو الدولة، وبدأت أولى ثمار ماسمى بعصر (النهضة) في إيطاليا حيث دفع التشجيع على الفنون والصناعة التنافس بين المدن في هذا المجال، وأنجب هذا العصر الكثير من الفنانين من أمثال مايكل أنجلو، ليوناردو دافنشي صاحب الموناليزا وغيرهم والذين أدت جهودهم فيما بعد لظهور العديد من المخترعات الجديدة عملا بمسلمة - أن الفن يسبق العلم - و قد تميز عصر النهضة بعدد من الخصائص منها: - الفردية الشديدة في الأدب والدين، والسياسة. - العناية البالغة بالعلم الآلي و بأن تطبيقاته العملية إلزامية لتوسيع سلطان الإنسان على الطبيعة. وكان من نتائجه مايلي : - نشأة الفلسفة الإلحادية. - نشأة فلسفة تشيد بالعلم الآلي. - نشأة فلسفة لا تحمل من الدين سوى العاطفة. - وفلسفات تجمع بين كل هؤلاء. وقد قاد هذا الفكر - الفكر الطبيعي - آدم سميث إلى ربط علم الاقتصاد بعلم الفيزياء (فيزياء الحركة) حيث رأى أن علم الاقتصاد علم متوازن يتحرك دائما مع الوقت من نقطة اتزان إلى أخرى مدفوعا بصدمات (تكنولوجية أو سياسية أو مجتمعية) من نحو أذواق المستهلكين أو غير ذلك من العوامل، وتحدث عن التوازن بين قوى العرض والطلب وقوى السوق الخفية التي تدفعهم دائما لحالة التوازن. زينب علام
فصل الدين عن الدولة، مذهب الطبيعيين، كُتاب القرن السادس عشر، آدم سميث، العرض والطلب.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
الإسلام كدين لا يمكن إلقاء اللوم عليه على إسقاطات الغرب الداعية لفصل الدين عن الدولة. فالإسلام كما هو معروف يؤمن بتوحيد الدين والدولة، ويعتبر الإسلام نفسه نظامًا شاملاً يغطي كل جوانب الحياة، بما في ذلك السياسة والاقتصاد والقضاء والشريعة. ولذلك، يعتبر الدين والدولة جزءًا لا يتجزأ من بعضهما البعض في الإسلام. ومع ذلك، ينبغي أيضًا أن نلاحظ أن هناك تنوعًا كبيرًا في الاستجابات والمفاهيم السياسية داخل العالم الإسلامي نفسه. هناك تيارات وآراء مختلفة بشأن العلاقة بين الدين والدولة ودرجة تدخل الدين في الحكم السياسي. فهناك دول مثل السعودية وإيران التي تمارس نظمًا سياسية تعتمد بشكل كبير على الشريعة الإسلامية، بينما هناك دول أخرى تتبنى نماذج سياسية أكثر علمانية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نتذكر أن الأفكار والمواقف السياسية للأفراد والمجموعات ليست بالضرورة تمثل الإسلام بأكمله. فالدين يعتبر قاعدة توجيهية للمسلمين، ولكن التفسيرات والتطبيقات السياسية للإسلام يمكن أن تختلف بين الأفراد والثقافات والتيارات الفكرية. في النهاية، يمكن القول أن الإسلام كدين ليس بريئًا من النقاشات والمخاوف بشأن العلاقة بين الدين والدولة وفصلهما. وتعتمد الإجابة على هذه القضية على السياق الثقافي والتاريخي والسياسي للمجتمعات المعينة والتفسيرات الفردية والمجموعاتية للإسلام.