ظاهرة تغيير الديانة في الأرخبيل الماليزي - العوامل النفسية
لورنس حسن الزعبي | Lorans hasan AL Zuabi
14/11/2020 القراءات: 4121
كانت العوامل النفسية بما في ذلك المشاعر والعواطف والفكر والسلوك، من الأمور الأساسية التي أهتم بها علماء النفس، وخاصة في دراستهم عن تغيير الدين. وكان الشعور بالتوتر أو الأزمة النفسية قبيل تغيير الدين من المشكلات التي تم بحثها بشكل متكرر. لذلك تحاول هذه الدراسة استكشاف هذه العوامل النفسية من أجل فهم الجذور النفسية للتحول الديني. وأظهرت نتائج الدراسة الحالية دعماً جزئياً لنظرية الأزمة النفسية لإدوين ستاربوك (1900) وويليام جيمس (1902) التي تشير إلى أن معظم الأشخاص الذين يغيرون دينهم عانوا من أزمات قبل تغيير معتقدهم. ويمكن أن تكون هذه الأزمات إما نفسية أو ضغوط اجتماعية. ويمكن استخدام هذه النظرية لشرح الأزمات التي يواجهها بعض المرتدين ومعتنقي الإسلام في هذه الدراسة. حيث ذكر الطرفين، معتنقي الإسلام والمرتدين، أنهم كانوا يعانون من الاكتئاب، والإنكار، وجنون العظمة، والصراع، والخوف من الموت، والقلق، وعدم الرضا، والاضطرابات العاطفية وانكسار القلب قبل تغيير دينهم. ومع ذلك، فقد اعترف الكثير منهم، وخاصة المرتدين، بأن هذه الأزمات النفسية كانت نتيجة لمشاكل عاطفية أو عوامل فكرية. لذلك، فلم تكن الأزمات النفسية، بالنسبة للكثيرين منهم، العامل الدافع وراء التحول الديني. وعلاوة على ذلك ، فقد أضافت النتائج الحالية أيضًا إلى النقاش الدائر حول تأثير الأزمات النفسية على عملية اللتحول الديني السابق، أن عددًا من هذه الأزمات كان نتيجة للفوضى الفكرية المنتشرة في العالم في الوقت الراهن. حيث لعبت هذه الفوضى الفكرية المرتبطة بالإسلام والمسلمين دوراً حيوياً في عملية التحول الديني، وخاصة في الردة عن الإسلام. وأثرت هذه الفوضى على تصور جميع الناس، بما في ذلك المسلمين. حيث أصبحت حاجزًا يمنع الآخرين من قبول الإسلام، كما تسببت في حدوث أزمة في الهوية الإسلامية لدى البعض من المسلمين، وحملتهم على ترك الإسلام. واتخذت هذه الفوضى الفكرية أشكالاً عدة ، لكن الدراسة هنا سلطت الضوء فقط على ما ذكره المرتدين وبعض معتنقي الإسلام، منها العلاقة بين الإسلام والعنف، وتشويه صورة النبي محمد، وتشويه القواعد الإسلامية وقوانين الشريعة، ووجود مجموعات مثل تنظيم القاعدة ودولة العراق وسوريا الإسلامية (داعش)، التي تقتل الناس باسم الإسلام، وكذلك إساءة استخدام مصطلح الحرية. وانتشرت جميع أشكال الفوضى الفكرية هذه وغيرها عن طريق وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، بما فيهم وسائل الاعلام في الدول الإسلامية. هذه النتيجة تدعم تمامًا رأي الباحث العبد اللطيف (1998) الذي قال إن الفوضى الفكرية هي أحد أهم أسباب ترك المسلمين للإسلام. ونتيجة هذه الدراسة تتفق جزئياً مع الدراسات السابقة، مثل إرنست هارمز (1962)، الذي أكد أن التحول الديني لعب دورًا في تخفيف وحل هذه المشاعر والأزمات (رامبو ، 1993). وأفاد معظم المتحولين في هذه الدراسة أنهم يشعرون الآن بالسلام والراحة. وكان القلق الذي ذكره بعض المرتدين يتعلق بعائلاتهم، الذين لم يكونوا على علم بردتهم. بالإضافة إلى ذلك، فقد ذكر الكثير منهم كيف أثر التحويل على تغيير سلوكهم السابق. وتتفق النتيجة أيضًا مع بالوتزيان وآخرين (2001) الذين وجدوا في دراستهم أن التحول الديني له تأثير على الشخصية. وخلصوا إلى أن "بعض أنواع الشخصيات قد تكون أكثر عرضة للتغيير الديني من غيرها". (بالوتزيان وغيره 2001، ص 107) ولم تدعم نتائج هذا البحث نظرية علماء النفس التي تفيد بأن التحول الديني هي ظاهرة المراهقين، وخصوصا مع معتنقي الإسلام حيث بلغ متوسط العمر 29 سنة، وتراجعت الغالبية بين 19-53 سنة. وقد تدعم عندما يتعلق الأمر بالمرتدين عن الإسلام حيث بلغ متوسط العمر بينهم 22 عامًا، وتتراوح الغالبية بين 15 و 34 عامًا. وخلصت الدراسة إلى أن التحول الديني ظاهرة تحدث في جميع الأعمار. باختصار، تبين نتائج هذه الدراسة أن التجارب الشخصية ليست هي العوامل الرئيسية التي تؤدي بشكل مباشرة إلى التحول الديني. هذه التجارب هي في معظمها نتيجة للتجارب الاجتماعية والفكرية.
ظاهرة- تغير- الدين - العوامل النفسية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
جزاك الله كل خير
بالتوفيق
بالتوفيق
وفقك الله